اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٥
رغم المشاهد المؤثرة لإسقاط المساعدات الجوية فوق قطاع غزة، تبقى الأزمة الإنسانية على حالها، بل تتفاقم. إذ حذّرت صحيفة لوموند الفرنسية من أن ما يصل القطاع عبر الجو لا يُلبّي سوى 'جزء ضئيل' من الاحتياجات اليومية لمليوني إنسان يواجهون خطر المجاعة، في ظل نظام غذائي وصحي منهار.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل، تحت ضغط دولي، سمحت مؤخرًا بعمليات الإسقاط الجوي، بمشاركة دول مثل فرنسا، الأردن، الإمارات، بريطانيا، وإسبانيا، لكن الكميات التي أُسقطت لا تتجاوز عشرات الأطنان، بينما تبقى آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة خارج القطاع في انتظار الإذن بالدخول.
رغم إعلان إسرائيل وقفًا 'تكتيكيًا' لعملياتها العسكرية في مناطق محددة ولساعات محدودة يوميًا، ما زالت المنظمات الإنسانية تؤكد أن الاحتياجات تفوق بكثير ما يتم إدخاله.
وبحسب الأونروا، هناك أكثر من 6 آلاف شاحنة تنتظر على المعابر، بينما يحتاج القطاع إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الغذاء والدواء والنظافة.
مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أنطوان رينار، قال: 'المشكلة لا تكمن فقط في عدد الشاحنات، بل في أماكن التوزيع، والوصول إلى السكان، وضمان الأمان للعاملين'.
رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلية الاعتراف بوجود 'مجاعة' في غزة، لكن تقريرًا من اتحاد منظمات الإنذار المبكر حول الأمن الغذائي (IPC) أشار إلى أن نحو نصف مليون شخص في غزة يعيشون في ظروف قريبة من المجاعة، بينما يعاني الباقون مستويات طوارئ غذائية.
من جهتها، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن سوء تغذية الأطفال أصبح حالة طبية تستلزم تدخلًا متخصصًا، مؤكدة أن ربع الأطفال دون الخامسة ممن وصلوا إلى العيادات الميدانية يعانون من سوء تغذية.
تُجمع المنظمات الإنسانية أن 'إسقاط الطعام من الجو مشهد رمزي مؤثر، لكنه لا يملأ بطون الجياع'. فبدون فتح المعابر بشكل منتظم وكافٍ، وتأمين التوزيع الآمن، ستبقى غزة محاصَرة بالجوع، ومهددة بانفجار إنساني واسع.
وبعيداً عن الوضع الغذائي، تتابع 'لوموند'، هناك احتياجات طبية هائلة لملايين الفلسطينيين النازحين والضعفاء، في وقت استهدفت فيه القوات الإسرائيلية ودمرت جزءاً كبيراً من النظام الصحي. فمثلاً، سوء تغذية الأطفال الصغار يتطلب رعاية طويلة الأمد. وتوضح باسكال كواصار، منسقة منظمة أطباء بلا حدود: “في عيادتنا بغزة، 25% من المرضى دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية. وسوء التغذية في هذه الحالات مرض حقيقي يتطلب علاجاً بأغذية علاجية خاصة”.