اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية أن الاحتلال استخدم الحرب على قطاع غزة كحقل تجارب لتسريع وتوسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية، في تطور غير مسبوق أثار مخاوف واسعة بشأن الأبعاد الأخلاقية والقانونية.
بحسب التقرير، عملت وحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي جديدة بالتعاون مع جنود احتياط يعملون في شركات التكنولوجيا العملاقة مثل 'غوغل'، 'مايكروسوفت'، و'ميتا'، ضمن مبادرة سرية عُرفت باسم 'الاستوديو'، وهو مركز ابتكار لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية.
واستخدم الاحتلال هذه الأدوات لتعقب قيادات المقاومة، وعلى رأسهم إبراهيم البياري، أحد قادة كتائب القسام، الذي اتهمه الاحتلال بالتخطيط لهجمات السابع من أكتوبر. ووفق التقرير، استخدم الاحتلال أداة تصنت صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل مكالماته وتحديد موقعه التقريبي، مما أدى إلى شن غارات جوية على عدة أبنية سكنية شمال غزة يوم 31 أكتوبر 2023، أسفرت عن اغتياله، لكنها تسببت أيضاً باستشهاد أكثر من 125 مدنيًا فلسطينيًا، وفقًا لمنظمة 'إير وورز' البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن الاحتلال دمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة التعرف على الوجوه، حيث زُوّدت الحواجز العسكرية بين شمال وجنوب القطاع بكاميرات عالية الدقة مرتبطة بأنظمة ذكاء اصطناعي لرصد الفلسطينيين. ومع ذلك، أدت أخطاء في التعرف إلى اعتقال فلسطينيين بالخطأ بناءً على مطابقة خاطئة.
وعلى صعيد تحليل البيانات، أنشأ الاحتلال نموذجًا لغويًا ضخمًا باللغة العربية تم تدريبه على كم هائل من البيانات التي جمعها عبر سنوات طويلة من اعتراض الرسائل والمكالمات والمنشورات الاجتماعية. هذا النموذج كان قادرًا على التفريق بين اللهجات المختلفة في العالم العربي، مما مكن الاحتلال من تحليل ردود الأفعال الشعبية على أحداث مثل اغتيال القيادي في حزب الله حسن نصر الله، وتقييم احتمالية وقوع ردود فعل مسلحة.
لكن التقرير أشار إلى أن النموذج اللغوي لم يكن دقيقًا دائمًا، إذ كان يخطئ أحيانًا في تفسير مصطلحات عامية حديثة أو كلمات مستعارة من لغات أخرى، ما تطلب تدخل محللين بشريين لإصلاح الأخطاء.
وأكدت الصحيفة أن الذكاء الاصطناعي كان أيضًا جزءًا رئيسيًا في عمليات فرز قواعد بيانات المقاومين، حيث استخدم الاحتلال خوارزمية تُعرف باسم 'لافندر' للبحث عن أفراد محتملين ينتمون إلى المقاومة بناءً على أنماط بيانات، رغم أن دقة هذه الخوارزمية كانت محدودة وأسفرت عن استشهاد آلاف المدنيين.
في سياق ملاحقة الأسرى الإسرائيليين، استخدم الاحتلال أدوات الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة للأنفاق تحت قطاع غزة، مع دمج تقنيات صوتية متقدمة لتحليل الأصوات المسموعة من تحت الأرض بغرض تحديد مواقع الأسرى بشكل أكثر دقة.
وأكدت مصادر دفاعية أن تسريع استخدام الذكاء الاصطناعي جاء بدعوى 'الضرورة الميدانية العاجلة' بعد السابع من أكتوبر، مما سمح بتجاوز الكثير من الضوابط الأخلاقية التي كانت مطلوبة سابقًا.
من جانبها، قالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إنهم ملتزمون بـ'الاستخدام القانوني والمسؤول للأدوات التكنولوجية'، لكنها رفضت التعليق على التقنيات المحددة المستخدمة، مشيرة إلى أن التحقيق ما يزال جارياً بخصوص الغارة التي استهدفت البياري.
وأشار خبراء ذكاء اصطناعي إلى أن ما جرى في غزة يقدم نموذجًا خطيرًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب مستقبلاً دون رقابة كافية، مما يهدد بزيادة الانتهاكات ضد المدنيين بشكل منهجي.