لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٢ أب ٢٠٢٥
أكد الرئيس التنفيذي لشركة 'OpenAI'، سام ألتمان، أن الذكاء الاصطناعي يشهد لحظة تحول تاريخية من شأنها أن تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وأنماط الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا ستفتح الباب أمام فرص جديدة، لكنها ستطرح أيضًا تحديات عميقة تتعلق بسوق العمل، والموارد، والتفاعل الإنساني.
وفي سلسلة من المقابلات، بينها حوار موسّع مع صانعة المحتوى 'كليو أبرام'، تناول ألتمان أبرز التأثيرات المتوقعة للذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الأجيال الشابة أكثر قدرة على التكيف مع الأدوات الجديدة، بينما قد يواجه كبار السن صعوبة في إعادة التأهيل المهني، ما قد يؤدي إلى فجوة في سوق العمل.
عصر الابتكار الفردي
ويرى ألتمان أن المرحلة المقبلة ستشهد صعودًا لفرق صغيرة، بل حتى أفراد، قادرين على تطوير منتجات كانت تتطلب سابقًا مئات الأشخاص، بفضل التكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وأشار إلى أن بعض الوظائف التقليدية قد تختفي، في حين ستظهر وظائف جديدة تعتمد على القدرة على العمل المستقل مع هذه الأنظمة.
التفاعل الإنساني مع الذكاء الاصطناعي
وفيما يتعلق بعلاقة الناس مع الذكاء الاصطناعي، أوضح ألتمان أن النسخ السابقة من 'ChatGPT' كانت تعتمد نبرة أكثر ودية، وهو ما لاقى قبولًا واسعًا لدى المستخدمين الذين شعروا بالدعم النفسي. إلا أن الشركة عدّلت هذا الأسلوب لاحقًا لتحقيق توازن أكبر في الردود، ما أثار مطالبات بإعادة النمط القديم، وهو ما اعتبره ألتمان دليلاً على صعوبة تلبية الاحتياجات الشخصية المتباينة دون المساس بمعايير الأمان.
تحديات الطاقة والموارد
وتحدث ألتمان عن التحديات التقنية التي تواجه تطوير أنظمة أكثر ذكاءً، مشيرًا إلى أن مراكز البيانات تحتاج إلى طاقة هائلة، ومعالجات متخصصة، وشبكات فائقة السرعة.
واعتبر أن إمدادات الطاقة باتت من أبرز العوائق، متوقعًا أن تتعلم الأنظمة المستقبلية من خلال توليد المعرفة وإجراء التجارب، وليس فقط من البيانات المتاحة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الاكتشاف العلمي
وفي رؤيته للمستقبل، توقع ألتمان أن تلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في الاكتشافات العلمية، من خلال توجيه الأبحاث، وتحليل النتائج، واقتراح الخطوات التالية.
وعرّف 'الذكاء الفائق' بأنه النموذج القادر على التفوق على أفضل الخبراء البشريين في مجالات متعددة، بما فيها القيادة واتخاذ القرار.
تشبيه بالثورة الصناعية وتحذير من الاحتكار
وشبّه ألتمان التأثيرات الاجتماعية المرتقبة للذكاء الاصطناعي بتلك التي أحدثتها الثورة الصناعية، مشددًا على أن التكنولوجيا الجديدة قد تجلب النمو والاضطراب في آنٍ واحد.
وحذّر من أن احتكار الوصول إلى الذكاء الاصطناعي المتقدم قد يؤدي إلى تصاعد التنافس على الموارد، داعيًا إلى توفير هذه التقنيات بأسعار منخفضة لتقليل المخاطر.
الرعاية الصحية في صدارة المستفيدين
وأشار ألتمان إلى أن قطاع الرعاية الصحية سيكون من أبرز المجالات التي ستستفيد من الذكاء الاصطناعي، سواء في تحسين التشخيص والعلاج، أو في تطوير علاجات جديدة، متوقعًا أن تظهر نتائج ملموسة خلال العقد المقبل.
وفي ختام تصريحاته، شدد على أن أي تعديل في سلوك الأنظمة الذكية قد يؤثر على مليارات التفاعلات، ما يستدعي الحذر في اختبار التغييرات. ونصح الجمهور باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والتعرف على قدراتها وحدودها، مؤكدًا أنها ستصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، سواء في المهام الشخصية أو المهنية.