اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
غزة - قدس الإخبارية: توسعت دائرة التنديد الدولي باستمرار حصار الاحتلال على قطاع غزة، بعد إعلان الأمم المتحدة وخبراء دوليين رسميًا، ولأول مرة، تفشي المجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر، في سابقة هي الأولى بمنطقة الشرق الأوسط. وأكد 'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' (IPC)، المدعوم أمميًا، وقوع المجاعة في محافظة غزة، حيث يواجه أكثر من نصف مليون فلسطيني ظروفًا كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد، مع تحذيرات من امتدادها إلى دير البلح وخان يونس نهاية الشهر الجاري.
وأوضحت الهيئة المعنية بمراقبة الجوع عالميًا أن المجاعة ستتفاقم في قطاع غزة بشكل متسارع حتى يونيو/حزيران 2026، مؤكدة أن ما لا يقل عن 20% من العائلات تعاني نقصًا حادًا في الغذاء، وأن 30% من الأطفال يعانون من سوء تغذية شديد، فيما يتجاوز معدل الوفيات شخصين يوميًا لكل 10 آلاف نسمة، وهي الشروط الثلاثة التي تفرضها المعايير الدولية لإعلان المجاعة.
وفي هذا السياق، قالت منظمة ميرسي كور (Mercy Corps) إن تأكيد المجاعة نتيجة مباشرة للقيود المتعمدة التي فرضها الاحتلال على دخول المساعدات وتدميره لأنظمة الغذاء والصحة والمياه في غزة، مؤكدة أن الاحتلال يمنع منذ أشهر دخول مساعدات منقذة للحياة تكفي 160 ألف إنسان.
من جهتها، عبّرت منظمة كريستيان إيد (Christian Aid) عن صدمتها من استمرار العدوان على مدينة غزة بينما تقع تحت وطأة المجاعة، مؤكدة أن التقارير الواردة من فرقها الميدانية تشير إلى انهيار صحي كامل بسبب سوء التغذية، حتى أن البعض يفقد وعيه من الجوع.
أما منظمة أوكسفام (Oxfam)، فأكدت أن الاحتلال رفض إدخال المساعدات التي تقدمت بها وكالات إنسانية كبرى، من بينها مساعدات غذائية عالية السعرات بقيمة 2.5 مليون دولار لا تزال عالقة خارج غزة، رغم الحاجة الماسة إليها.
من جانبها، وصفت منظمة أكشن إيد (Action Aid) المجاعة في غزة بأنها 'وصمة عار في جبين الإنسانية'، معتبرة أن الاحتلال يتعمد استخدام التجويع كأداة حرب، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن إعلان المجاعة يجب أن يدفع إلى تحرك سياسي عاجل، مؤكدة أن المساعدات وحدها لا تكفي إذا لم يُفتح المجال لوصولها بشكل آمن ومستدام، مع المطالبة بوقف دائم لإطلاق النار.
بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إعلان المجاعة، وإن جاء متأخرًا، يثبت أن الاحتلال استخدم التجويع كسلاح ممنهج ضد الفلسطينيين، لافتًا إلى أن الواقع الميداني أسوأ بكثير مما ورد في التقارير الدولية، وأن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يعانون من جوع حاد.
وعلى صعيد المواقف الرسمية، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المجاعة بأنها 'فضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان'، محمّلًا الاحتلال المسؤولية المباشرة لرفضه السماح بإدخال المساعدات.
فيما قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس إن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية، داعيًا لفرض عقوبات أوروبية على الاحتلال بعد مراجعة اتفاقية الشراكة، والعمل على حشد دعم دولي أكبر لوقف إطلاق النار، وزيادة المساعدات، والضغط باتجاه التضامن العالمي مع غزة.
ويأتي هذا الإعلان الأممي في وقت يواصل فيه الاحتلال، بدعم أميركي، حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أودت حتى الآن بحياة 62,192 شهيدًا وأدت إلى إصابة أكثر من 157,114، مع تسجيل أكثر من 9,000 مفقود ومئات آلاف النازحين. وفي موازاة الغارات، تستمر سياسة التجويع كأداة قتل جماعي، حيث استشهد حتى الآن 272 فلسطينيًا جراء الجوع، بينهم 113 طفلًا، كان آخرهم الرضيعة غدير بريكة (خمسة أشهر) في خانيونس صباح الجمعة.