اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
آل عمران133
دعوة النبي ﷺ لنا هي دعوة إلى الاغتنام: 'اغتنم خمسا قبل خمس، حياتك قبل موتك، وشبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك.' وتأكيدًا على رسالتنا في الحياة، هي فرصة لا بد من اغتنامها، لأن { وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } (الأعلى 17). بل إننا محاسبون عليها في يوم الحساب: 'لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.'
وفي طريقنا إلى الله عز وجل، علينا أن نبادر في هذه الحياة، وأن نعمل حتى الرمق الأخير. كما قال ﷺ: 'إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها.' فنحن مدعوون للعمل في كل وقت وحين، حتى وإن كانت الفرص محدودة، لأننا لا نعلم متى ستكون النهاية.
ومع شدة المحن في أيامنا، حيث القتل والجراح والأمراض والفقر، والقلق الذي يسيطر على الجميع، يبقى الأمل في الله هو الذي يقودنا. في هذه المحنة القاسية، حيث لا صحة ولا فراغ ولا شباب بل حتى المال لا قيمة له، علينا أن نُحسن استثمار النعم التي نملكها رغم ندرتها. { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا } (مريم 4) هي صورة معبرة عن حالة اليأس التي قد تشعر بها، ولكن لا بد أن ننظر بعين الأمل، وأن نتأقلم مع الواقع بقلوب راضية وأيدٍ مستعدة للعمل والنجاح.
فلنعتبر كل شيء في هذه الحياة، مهما كانت المحنة، فرصة لاستثمار فضل الله ورحمته. { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ } (يونس 58). علينا أن نرى في كل محنة منحة، وفي كل بلاء بركة، وأن نبحث في كل صعوبة عن جوانب الخير التي يمكن أن تخرج منها. { وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }(النساء 19).
بعين الرضا تتحول، مثلًا، مراكز النزوح إلى مدارس قرآنية، وملتقيات لصناعة الأمل، وأماكن للتكافل الاجتماعي. وتعود قيمة الجيرة والمودة والعطاء والتضحية، فنشعر أن الحياة، رغم كل التحديات، هي نعمة، و{ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } (الأنفال 63).