اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ أب ٢٠٢٥
غزة ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل روح منهكة تعيش على حافة الموت كل يوم. الحرب لم تترك لنا خيارًا سوى الصمود، لكنها سرقت منا كل شيء: الأمان، الأحلام، وحتى القدرة على التنفس بسلام.
نحن متعبون… ليس فقط من أصوات القصف التي تهز السماء، بل من الانتظار الطويل للمجهول، من البحث عن لقمة خبز، ومن رحلة يومية للنجاة في أرضٍ تحولت إلى ركام.
في الخيام، تذوب الأيام كأنها عقوبة جماعية. مئات العائلات تتكدس في أماكن ضيقة، بلا ماء نظيف، بلا كهرباء، بلا خصوصية. الأمهات يواجهن المستحيل لتوفير طعام لأطفالهن، والآباء يطاردون أي فرصة لتأمين حياة باتت أبسط احتياجاتها رفاهية.
نحن متعبون من دفن أحبائنا، من تقبيل جبين الشهداء قبل أن يحتضنهم التراب. متعبون من فقدان الأصدقاء والأحلام والمستقبل الذي صار مجهولًا. كل شيء هنا صار هشًا، حتى القلب الذي كان يومًا قويًا صار يئن من ثقل الفقد.
الحرب جعلتنا غرباء عن أنفسنا. لم نعد نعرف طعم الفرح، ولا شكل الضحكة التي كانت تزين وجوهنا. أصبحنا نعدّ الأيام لا لننتظر غدًا أفضل، بل لننجو من يوم إضافي من الموت البطيء.
ورغم كل هذا، نحن نتمسك بالحياة. نتشبث ببقايا الأمل كما تتشبث الجذور بالأرض التي أحببناها. لأننا ببساطة… فلسطينيون، والحب في قلوبنا أقوى من الرصاص.