اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٩ نيسان ٢٠٢٥
في تصعيد جديد للاستفزازات التي تستهدف المسجد الأقصى، نشرت جماعات 'الهيكل' المتطرفة، مؤخراً، تصوراً افتراضياً يُظهر إقامة ما يسمى بـ'المذبح التوراتي' في موقع قبة السلسلة داخل باحات الأقصى المبارك. وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة دعائية موجهة تسبق اقتحامات متوقعة خلال ما يسمى 'عيد الفصح العبري'، الذي يحل هذا العام بين 12 و19 أبريل 2025.
ويظهر في الصورة التي نشرها الناشط المتطرف أرنون سيجال، مشهد افتراضي يُجسّد مذبحاً حجرياً بُني على أنقاض قبة السلسلة، تحيط به مجموعة من الأشخاص بلباس 'كهنة الهيكل' بحسب المرويات التوراتية، بينما يتوسط المشهد خروف صغير يُعد لتقديمه كقربان ضمن طقوس الفصح.
تغيير الواقع
وتمثل هذه الحملة امتداداً لمحاولات جماعات 'الهيكل' تغيير الواقع الديني والتاريخي في المسجد الأقصى، إذ تدّعي هذه الجماعات أن قبة السلسلة شُيدت في موقع المذبح الأسطوري المزعوم، وهي مقولة لا تستند إلى أي أساس علمي أو تاريخي، بل تتكرر ضمن محاولات لتبرير مساعي إقامة شعائر توراتية في الحرم القدسي.
يُذكر أن هذه الجماعات كانت قد عطّلت سابقاً مشروع ترميم القاشاني الذي يغطي قبة السلسلة بين عامي 2010 و2013، بزعم أنه يخفي 'آثاراً توراتية' مزعومة. واليوم، تعود هذه المحاولات بصورة أكثر تصعيداً، مستغلة مناسبات دينية لفرض واقع جديد داخل الأقصى.
وتعتبر طقوس القربان الحيواني التي تسعى جماعات 'الهيكل' لإحيائها داخل الأقصى، جزءاً مركزياً من مشروعها الرمزي لإعادة بناء 'الهيكل المزعوم'، حيث ترى هذه الجماعات أن ذبح قربان الفصح يمثل ذروة الممارسات الدينية في العقيدة التوراتية، كما تعتبره 'خطوة تأسيسية' نحو بناء الهيكل فعلياً.
البقرة الحمراء
وفي سياق متصل، تجدد الحديث مؤخراً عن 'البقرة الحمراء'، التي تحظى بمكانة خاصة في المعتقدات التوراتية المرتبطة بالطهارة، خاصة مع توافق ثاني نيسان العبري هذا العام مع ثاني أيام عيد الفطر، وهو الموعد الذي يُقال إن طقس 'التطهر برماد البقرة الحمراء' كان يُقام فيه قبل أكثر من ألفي عام.
وتروّج أوساط من تيار الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة إلى قرب تنفيذ هذا الطقس، ما يعزز الضغط على المؤسسات الحاخامية لتجاوز التحفّظ التقليدي على اقتحام المسجد الأقصى. فحسب الرأي الحاخامي السائد، لا يجوز لليهود دخول 'مكان الهيكل' دون التطهر من 'نجاسة الموتى'، وهو ما يتطلب رماد البقرة الحمراء، الذي لم يعد متوفراً حسب المصادر التلمودية.
ومع أن هذا الحظر الحاخامي ظل أحد العوامل التي تحدّ من أعداد المقتحمين اليهود لباحات الأقصى، فإن محاولات تجاوزه بدأت تتزايد مؤخراً بدفع من منظمات دينية وسياسية تسعى لتكريس اقتحامات الأقصى كجزء من طقس ديني جماعي.
ويحذر مراقبون من أن تزامن هذه الخطوات مع المناسبات الإسلامية، وخصوصاً عيد الفطر، يهدف إلى استفزاز المشاعر الدينية وتصعيد التوتر في مدينة القدس، وفرض وقائع جديدة في أحد أقدس المواقع الإسلامية.