اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
في مشاهد تقطر وجعا وفرحا في آن واحد، اختلطت مشاعر الألم بالدموع والعناق، مع وصول أسرى فلسطينيين إلى ذويهم بعد الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
مشاهد جسدت وجع السنوات طويلة في لحظة لقاء.. وجوه أنهكها السجن لكنها أشرقت بنور الحرية، وأخرى ما زالت تحمل ملامح الانتظار لمن لم يفرج عنهم بعد.
تلك اللقطات لا تعبر فقط عن فرحة الإفراج، بل تختصر حكاية شعب لا يعرف الاستسلام؛ شعب يولد من المعاناة كل مرة من جديد.
وأفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرا فلسطينيا، وفقا لأرقام مكتب إعلام الأسرى، موزعين على النحو التالي:
- 250 أسيرا من المحكومين بالسجن المؤبد والأحكام العالية.
- 1718 أسيرا من قطاع غزة اعتُقلوا بعد بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد جمعت الأسرى المقرر الإفراج عنهم من عدة سجون مركزية، حيث تم نقل 88 أسيرا من سجن 'عوفر' غرب رام الله، و 162 أسيرا من سجن 'كتسيعوت' في النقب، تمهيدا لنقلهم إلى وجهاتهم النهائية.
يأتي تنفيذ صفقة التبادل هذه في إطار المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الجمعة 10 أكتوبر الحالي. وتشرف على عملية التبادل لجنة ثلاثية تضم مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبوجوه شاحبة وأجساد أنهكها الألم، خرج الأسرى الفلسطينيون من ظلمات الزنازين إلى ضوء الحرية، حاملين على أجسادهم الضعيفة حكايات موجعة عن القهر والعذاب في السجون الإسرائيلية.
روى المحررون ما عاشوه من تعذيب جسدي ونفسي ممنهج، وإهمال طبي متعمد حول أجسادهم إلى خرائط من الألم. بعضهم فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنه، وآخرون خرجوا بكسور وجروح لم تلتئم بعد، بينما ترك خلفهم رفاقا استشهدوا بصمت تحت وطأة المرض والتعذيب.
مشاهدهم بعد الإفراج عنهم كانت مؤلمة ومهيبة في آنٍ واحد، أجساد منهكة تتكئ على بعضها لتستطيع الوقوف، وعيون غائرة تشع بوميض العزة رغم كل ما عانته. لم تكن الكلمات قادرة على وصف ما مروا به، لكن نظراتهم كانت كافية لتروي حكاية وطن ما زال يدفع ثمن حريته بالدم والوجع.
المصدر: RT