×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٣ أيلول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٣ أيلول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»سياسة» فلسطين أون لاين»

حيًّا أو شهيدًا.. المُلثم أكبر من اغتيال وأفصح من صمت العالم

فلسطين أون لاين
times

نشر بتاريخ:  الأربعاء ٣ أيلول ٢٠٢٥ - ١٤:٢٦

حيا أو شهيدا.. الملثم أكبر من اغتيال وأفصح من صمت العالم

حيًّا أو شهيدًا.. المُلثم أكبر من اغتيال وأفصح من صمت العالم

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

فلسطين أون لاين


نشر بتاريخ:  ٣ أيلول ٢٠٢٥ 

لم يعد السؤال يُقاس بالجسد: هل ارتقى أبو عبيدة أم بقي خلف قناعه؟ فالمُـلثَّم صار أكبر من جسد، وأفصح من رصاص، وأصدق من كل صمتٍ يتواطأ مع الجريمة، فمنذ عامين وهو يستصرخ أمة نامت خلف جدار الصمت، يفضح خذلانها بجرس صوته أكثر مما يفضح الاحتلال ببياناته، الاغتيال هنا ليس استهدافاً لرجل، بل محاولة يائسة لاغتيال ذاكرة المقاومة الناطقة، وكسر بوصلة الوعي التي لا يملك العدو أن يطفئها، وبين صمت العالم الحقير وصوت المُلثَّم، تتحدد معركة الرمزية: هل يظل العالم في تواطئه بالصمت، أم تبقى رسائل أبو عبيدة حيّة -حيّاً كان أو شهيداً- لتكشف أن الرمز لا يُغتال.

لم يكن القناع الذي ارتداه أبو عبيدة مجرّد ستارٍ يُخفي ملامح وجهه، بل تحوّل إلى علامة هوية تتجاوز الفرد لتجسّد المقاومة ذاتها، فالمُلثَّم هنا ليس إنساناً فقط، بل رمزاً ناطقاً باسم جماعة تُحاصَر بالجغرافيا لكنها تفيض بالمعنى، ومن خلف هذا القناع صار صوته بمثابة مرآة وعي تكشف زيف العالم وازدواجية معاييره؛ إذ كل كلمة منه كانت تفكك سرديات الاحتلال وتفضح صمت المتخاذلين.

لقد أصبح المُلثَّم تجسيداً لـ ذاكرة المقاومة الناطقة؛ ذاكرة لا تُختزل في قائد أو متحدث، بل في صوتٍ جمعيّ يعيد تعريف البطولة في زمن الانكسارات، ومن هنا لم يعد أبو عبيدة مجرد شخص، بل أيقونة رمزية تُربك العدو، وتلهم الأمة، وتؤكد أن الرمز أكبر من الجسد، وأن القناع أصدق من آلاف الوجوه المكشوفة التي خانت قضيتها.

حين يعلن الاحتلال عن اغتيال أبي عبيدة، فهو لا يوجّه رصاصه إلى جسدٍ بعينه بقدر ما يوجّهها إلى المعنى الذي صار يتجاوز صاحبه، فكل تجربة احتلالية تثبت أن لحظة العجز العسكري تتحوّل سريعاً إلى محاولة اغتيال رمزي؛ أي قتل المعنى حين يُعجز عن إسكات الصوت، ولذلك كان الإعلان في ذاته اعترافاً ضمنياً بفشل آلة الحرب التي لم تستطع أن تُطفئ أثر المُلثَّم في الميدان.

إن أخطر أشكال القتل ليست تلك التي تقع في ساحات الاشتباك، بل تلك التي تستهدف الوعي الجمعي عبر تفكيك الرموز وإرباك الذاكرة الشعبية، فالاحتلال يمارس ما يمكن تسميته بـ اغتيال الوعي الجمعي؛ إذ يحاول أن يزرع الشكوك في صدقية الرمز، وأن يحوّل القناع من مصدر إلهام إلى سؤال وجودي، لكن ما يغيب عن وعيه أن الرمز لا يُعرَّف بالجسد، بل بما يتركه من أثر في المخيال الجماعي، وما يرسّخه من يقين أن المقاومة أعلى من الاغتيال وأبقى من صمت العالم.

إن الاغتيال هنا ليس دليل قوة بل علامة عجز؛ عجز جيش يملك أحدث ترسانة في العالم لكنه يرتجف أمام خطاب صوتي يزلزل قواعده الداخلية، ويقلب معادلاته السياسية والإعلامية، لهذا يحاول الاحتلال أن يحقّق في حرب الرموز ما فشل في تحقيقه في حرب الميدان، ناسياً أن المُلثَّم قد تحوّل إلى بوصلة وعي يتوارثها جيلاً بعد جيلاً، وأن الوعي المقاوم لا يُغتال بالصواريخ، بل يشتد ويتمدّد من رحم التهديدات والاغتيالات.

منذ عامين يطرق المُلثَّم أبواب الأمة بصوته، يرفع نداءه عالياً في وجه التخاذل، لكن ما واجهه كان جداراً كثيفاً من الصمت؛ صمتٌ لم يكن بروداً عابراً بل حالةً مُمنهجة تُشرعن للخذلان، فبينما كان الاحتلال يحشد آلته الحربية في الميدان، كانت الأمة –دولاً وشعوباً– تعيد إنتاج خطاب العجز نفسه، متكئة على وهم الانتظار ومُعلّقة استحقاق النصرة على شماعة العجز السياسي.

العالم الغربي مارس التواطؤ بالصمت؛ إذ اعتبر أن التزام الصمت يضمن بقاء مصالحه مع الاحتلال، متجاهلاً أن هذا الصمت يُترجم عملياً إلى غطاء سياسي لجرائم الإبادة، أما العالم العربي فقد مارس الخذلان بالصمت؛ حيث تحوّل الصمت إلى أداة تنصّل من الواجب، وإلى شكل من أشكال الاصطفاف الضمني مع الجريمة، وبذلك لم يعد الصمت خياراً محايداً، بل صار سلاحاً بارداً يُستخدم لقتل الضحية مرتين: مرة بالقصف، ومرة بتجاهل النداء.

إن أخطر ما يواجه الأمة ليس فقط عدواً يملك ترسانة دمار، بل أمةٌ تصمت حتى عن صوتها، وتكتفي بمراقبة المذبحة عبر شاشات الأخبار، ولعلّ المفارقة أن أبا عبيدة المُلثَّم الذي أخفى وجهه، هو الوحيد الذي صار مرآة تكشف الوجوه السافرة للخذلان؛ إذ وحده بصوته أفصح من آلاف السياسيين الذين نزعوا أقنعتهم ليقفوا في صف الجريمة.

في معادلة التحرير لا يُقاس حضور القادة بعدد إطلالاتهم، بل بقدرتهم على ترك أثر يتجاوز زمنهم وأجسادهم، وأبو عبيدة سواء كان حاضراً في الساحة أو قد ارتقى، أثبت أن الأثر الرمزي لا يُغتال؛ فالمُلثَّم لم يعد مجرد صوت عابر، بل تحوّل إلى بوصلة وعي توجه إدراك الأمة نحو عدوها، وتعيد تذكيرها بحقيقة المواجهة: شعب محاصر في معركة وجودية ضد مشروع استعماري مدعوم من قوى كبرى.

لقد وضع الاحتلال بصوته في مأزق سياسي وإعلامي، فكل كلمة منه كانت إعادة تعريف للمعادلة الاستعمارية، ومساءلة مفتوحة لعالمٍ غارق في ازدواجية المعايير، ولهذا لم يعد الرهان على إسكات الجسد، لأن الجسد -مهما كان حصيناً أو هشّاً- يبقى عُرضة للاستهداف، لكن الرمز الذي انبثق من هذا الجسد أبقى من الرصاص وأفصح من صمت العالم.

إن الدرس الأعمق الذي يجهله العدو أن المقاومة لا تختزل في شخص، بل في رسالة متجددة؛ فإذا اغتيل الجسد، تولّد الرمز، وإذا استُهدِف الصوت، تكاثر الصدى، بهذا المعنى فإن أبا عبيدة لم يعد ملك ذاته، بل صار ذاكرة جمعية ورافعة وعي، تضمن أن يبقى الاحتلال في حالة ارتباك دائم، وأن تبقى الأمة -مهما طال صمتها- أمام مرآة قاسية تكشف عجزها وخذلانها.

سواء كان أبو عبيدة ما زال خلف لثامه أو قد ارتقى شهيداً، فإن الحقيقة الجوهرية لا تتبدل: الجسد قد يُستهدف، لكن الرمز لا يُغتال، لقد تحوّل المُلثَّم إلى ذاكرة المقاومة الناطقة، وإلى بوصلة وعي تفضح الاحتلال وتكشف خيانة الصمت العربي وتواطؤ الصمت الغربي، وفي كل محاولة اغتيال يعلنها العدو، لا يُصيب إلا نفسه بمزيد من العجز، لأن الرمز الذي يخشاه أكبر من رصاصه، وأفصح من بياناته، وأعلى من صمت العالم الحقير.

إنّ أبو عبيدة -حيّاً كان أو شهيداً- لم يعد صوتاً محلياً من غزة، بل أيقونة أممية تُذكّر البشرية أن ثمة أمة تنادي، وأن ثمة احتلالاً لم يُحسم بالاغتيال ولا بالخذلان، وهنا تكمن المفارقة: أن المُلثَّم الذي أخفى ملامحه هو ذاته الذي عرّى وجوه العالم وكشف هشاشة إنسانيته.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار فلسطين:

الإمارات تحذر إسرائيل: ضم الضفة الغربية خط أحمر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
7

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2134 days old | 334,415 Palestine News Articles | 1,104 Articles in Sep 2025 | 274 Articles Today | from 39 News Sources ~~ last update: 8 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل