لقاء شرم الشيخ ينطلق وسط رفض فصائلي وشعبي

شرم الشيخ - صفا

انطلق، اليوم الأحد، في مدينة شرم الشيخ المصرية، الاجتماع الأمني السياسي بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بحضور مصري أردني ورعاية أمريكية، في سياق الجهود المبذولة 'للوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات بناء ثقة'.

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد أن مصر تستضيف في مدينة شرم الشيخ اليوم، اجتماعًا خماسيًا بمشاركة مسؤولين سياسيين وأمنيين رفيعي المستوى من مصر وفلسطين و'إسرائيل' والأردن والولايات المتحدة، 'في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق ودعم التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي'.

وأضاف أن اجتماع شرم الشيخ يأتي استكمالًا للمناقشات التي شهدها اجتماع العقبة يوم ٢٦ فبراير الماضي، بهدف 'دعم الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على وقف الإجراءات الأحادية والتصعيد وكسر حلقة العنف القائمة وتحقيق التهدئة'.

وتقول السلطة إن اللقاءات 'تهدف لوقف اقتحام المدن والحد من استهداف المواطنين ووقف الاستيطان'.

وبين اللقاءين، شهدت محافظات الضفة أشرس الاقتحامات وحالات الإعدام الميداني للمواطنين واعتقال العشرات وهدم المنازل، إلى جانب إحراق عشرات المنازل والمركبات في بلدة حوارة على يد المستوطنين.

وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العام الحالي 88 شهيدًا، وعشرات الإصابات والاعتقالات، ما عدّه مراقبون تغيرًا ملحوظًا في سياسات الاحتلال العدوانية، خاصة مع وجود الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

إدانة فلسطينية

وقال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس مكتب العلاقات الدولية فيها موسى أبو مرزوق، أمس السبت، إن لقاء شرم الشيخ الأمني، يهدف إلى إخماد المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، داعيًا السلطة إلى 'الالتفات إلى شعبنا، وعدم التعويل على الأمريكيين والإسرائيليين'.

وأضاف أبو مرزوق، في حوار خاص مع وكالة 'صفا'، 'هذه اللقاءات هدفها محاربة مقاومة شعبنا والعمل على إخمادها في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية'.

بدوره، قال عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف إن اجتماع شرم الشيخ 'يشكل انحرافًا آخر للسلطة وتعمقًا في التبعية لإرادة الاحتلال، وخصوصًا أن النتائج التي ترتبت على لقاء العقبة نراها يوميًا، من حيث اتساع الاغتيالات واستمرار العدوان اليومي على الأسرى وعلى أبناء شعبنا'.

وأضاف أن 'السلطة تدير الظهر للإرادة الشعبية الرافضة لتوجهاتها، كما أن جميع الشعب يقف ضد السلوك الذي تقوم به'.

من جهته، استنكر النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، توجه السلطة للقاء شرم الشيخ، بعد المجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني، 'ما يؤكد المساعي المستمرة لاجتثاث المقاومة'.

وأوضح خريشة لـ'صفا' أن 'ادعاء السلطة بمحاولات تحقيق التهدئة ووقف الاستيطان هي مجرد بيع أوهام، فيما يمثل جوهر اللقاءات القضاء على المقاومة وسحب سلاح المقاومين، واستمرار اقتحام المدن والقرى والمخيمات وتصفية النشطاء'.

وأكد أن 'السلطة أصبحت تدرك تماما أنها معزولة شعبيًا، باعتبار أن الشعب حينما يرى خيرة أبنائه يرتقوا شهداء، فإن الحاضنة الشعبية الكبيرة هي من تعزل السلطة، وهي تعزل نفسها بنفسها'.

أما المؤتمر الشعبي الفلسطيني ١٤ مليون فأكد رفضه وإدانته للقاء شرم الشيخ ونتائجه، داعيًا لـ'أوسع اصطفاف في موقف شعبي وجماهيري في كل التجمعات الفلسطينية لمواجهة هذا النهج والمخاطر المدمرة التي يحملها'.

وطالب المؤتمر في بيان وصل وكالة 'صفا' بممارسة كل أشكال الضغط الشعبي والجماهيري لـ'إجبار الفريق المعزول والذي يفتقد لأية شرعية شعبية على التراجع والامتثال لإرادة الشعب الملتفة حول المقاومة'.