لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
في تحذير عاجل، يؤكد علماء في دراسة حديثة على ضرورة تكثيف الجهود لرصد وإدارة إصابات أنفلونزا الطيور بين القطط، مشيرين إلى أن هذه الحالات غالبا ما تمر دون اكتشاف كاف، مما يشكل خطرا متزايدا.
فمع ظهور سلالة H5N1 شديدة الإمراض من فيروس أنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، تشهد مزارع الدواجن والألبان حالة من التأهب القصوى، وقد نتج عن ذلك عمليات إعدام جماعية للطيور والماشية، مما ألحق أضرارا جسيمة بهذه الصناعات، وأثار مخاوف جدية من احتمال تحول الفيروس إلى جائحة تصيب الإنسان.
ورغم ورود تقارير متفرقة عن إصابة القطط، إلا أن بحثا جديدا أجرته جامعة ميريلاند الأمريكية يشير إلى أن حجم إصابات القطط، وبالتالي خطر انتقال الفيروس منها إلى البشر، لا يحظى بالاهتمام الكافي.
بيانات خطيرة
في هذا السياق، تشدد الدكتورة كريستين كولمان، الباحثة المتخصصة في الأمراض المعدية المنقولة عبر الهواء، على خطورة الوضع قائلة: 'إنفلونزا الطيور مرض فتاك بالنسبة للقطط، ونحن بحاجة ماسة إلى تحديد مدى انتشار هذا الفيروس بين تجمعات القطط لتقييم خطر انتقاله إلى البشر بشكل أفضل'.
وتزداد أهمية هذا الأمر بشكل خاص مع بدء هجرة الطيور الربيعية، الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار الفيروس على نطاق أوسع. وتضيف الدكتورة كولمان: 'مع اقتراب فصل الصيف، نتوقع ارتفاع عدد الحالات مرة أخرى في المزارع وفي الحياة البرية'.
وقد قام كل من الدكتورة كولمان وعالم الحيوان الدكتور إيان بيميس، بتحليل الأبحاث العلمية المحكمة التي نشرت بين عامي 2004 و2024، ووجدا 607 حالات إصابة مؤكدة بأنفلونزا الطيور في القطط على مستوى العالم، وذلك في 18 دولة و12 نوعا مختلفا من القطط. وقد ارتبطت 302 حالة وفاة من هذه الحالات بالفيروس.
ويرى الباحثون أن هذه الأرقام تمثل تقديرا أقل بكثير من الواقع بسبب النقص الحاد في عمليات الرصد والمتابعة. وقد لاحظوا زيادة كبيرة في تقارير إصابات القطط الأليفة خلال عام 2023، حيث شهد عامي 2023 و2024 ارتفاعا ملحوظا في عدد القطط الأليفة التي أصيبت بأنفلونزا الطيور ونفقت نتيجة لذلك.
السلالة الأكثر فتكار
تعزى معظم هذه الحالات إلى السلالة الأكثر فتكا من فيروس أنفلونزا الطيور، وهي سلالة H5N1 clade 2.3.4.4b، والتي أظهرت معدل إماتة للحالات المصابة بلغ 90 بالمائة في البيانات التي تم تحليلها. ومع ذلك، قد لا يعكس هذا المعدل الخطر الفعلي للوفاة بين القطط المصابة، نظرا لأن نطاق الاختبارات التي أجريت كان محدودا للغاية.
ويحث الباحثون السلطات الصحية والأطباء البيطريين وأصحاب الحيوانات الأليفة على تكثيف عمليات المراقبة للقطط. مع التأكيد على إنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي حالات مؤكدة لانتقال عدوى هذه السلالة تحديدا من القطط إلى البشر.
ومع ذلك، ففي عام 2016، أدى تفشي سلالة مختلفة من أنفلونزا الطيور بين القطط في ملاجئ الحيوانات بمدينة نيويورك إلى انتقال العدوى من القطط إلى البشر. لذلك، يخشى الباحثين أن تكون السلالة الجديدة على بعد بضعة طفرات جينية فقط من الانتقال إلى البشر.
كيف تصاب القطط بانفلونزا الطيور؟
تصاب القطط بفيروس أنفلونزا الطيور عن طريق صيد وتناول الطيور البرية والثدييات المصابة، أو عن طريق استهلاك طعام الحيوانات الأليفة النيء المصاب أو حليب البقر النيء، بما في ذلك المنتجات المباعة تجاريا. ويمكنها أيضا التقاط الفيروس من الثدييات الأخرى التي تعيش بالقرب منها، بما في ذلك القطط الموجودة في الجوار، وربما أصحابها.