اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تحوّل الصحفيون الفلسطينيون إلى أهداف مباشرة لآلة القتل، في انتهاك فجّ لكل القوانين والأعراف الدولية. لم ينجُ حامل الكاميرا ولا صاحب الميكروفون ولا كاتب الكلمة، فالاحتلال يشن حربًا موازية على الذاكرة والوعي، محاولًا طمس الحقيقة ودفنها تحت ركام البيوت والمكاتب الإعلامية، حتى لا يرى العالم فصول المأساة.
أرقام تصرخ بوجه العالم
تؤكد تقارير نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومنظمات حقوقية أن عدد شهداء الصحافة في غزة منذ بدء العدوان تجاوز 238 صحفيًا وصحفية، بينهم إعلاميون بارزون ومصورون ميدانيون، فيما أصيب المئات بجروح بعضها خطير، وتعرض آخرون للاعتقال والاختفاء القسري. كما دمّر الاحتلال أكثر من مئة مكتب ومقر إعلامي، وصادر معدات البث والتصوير، في محاولة لشلّ المنظومة الإعلامية وإسكات الشهود على جرائمه.
جريمة مخطّط لها بدم بارد
شهادات المراسلين وذوي الضحايا تكشف أن عمليات القتل نُفذت رغم وضوح الشارات الصحفية، وفي غياب أي خطر أمني من المستهدفين. لم يكتفِ الاحتلال باستهدافهم في الميدان، بل قصف منازلهم وعائلاتهم، في دليل دامغ على أن الأمر ليس “«خطأً» أو «أضرارًا جانبية»، بل سياسة ممنهجة لإرهاب الإعلاميين وكسر إرادتهم.
القانون الدولي… نصوص بلا حماية
ينص القانون الدولي الإنساني، وخاصة المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، على أن الصحفيين في مناطق النزاع يُعاملون كمدنيين يجب حمايتهم. لكن الاحتلال يضرب بهذه النصوص عرض الحائط، محوّلًا استهدافهم إلى جرائم حرب مكتملة الأركان. ومع غياب الإرادة السياسية لدى المجتمع الدولي، تمر الجرائم بلا عقاب، ما يمنح القتلة ضوءًا أخضر للاستمرار.
حماية الصحفيين… مطلب عاجل لا يحتمل التأجيل
أمام هذه الحرب المعلنة على الحقيقة، دعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين إلى:
▪️إرسال بعثات حماية دولية ترافق الصحفيين ميدانيًا.
▪️تفعيل آليات الأمم المتحدة للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه.
▪️إحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
▪️توفير معدات وقاية ودعم لوجستي للكوادر الإعلامية.
▪️السماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة لكشف الحقائق من قلب المأساة.
الصحفي الفلسطيني… شاهد وشهيد
رغم القصف والحصار والموت الذي يترصّدهم، يواصل الصحفيون الفلسطينيون عملهم بإرادة لا تنكسر، مدركين أن كل صورة يلتقطونها، وكل كلمة يكتبونها، هي رصاصة في وجه التعتيم، ووثيقة دامغة في سجل التاريخ. إنهم يكتبون الحقيقة بدمهم، ويؤكدون أن الصوت الفلسطيني لا يمكن اغتياله.