اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
اغتيال جيش الاحتلال لطاقم قناة الجزيرة ومراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع في غزة إضافة لكونه جريمة متكاملة الأركان ضد صحفيين مدنيين كانوا يؤدون رسالتهم الإنسانية في نقل صوت الضحايا الذين يتعرضون لإبادة متواصلة وتطهير عرقي وتجويع ممنهج؛ إلا أنه يعبر عن مدى استخفاف الاحتلال المجرم بالقوانين الدولية والمواثيق الأممية التي يفترض أنها توفر حماية لهؤلاء الصحفيين؛ وازدراء حكومة نتنياهو لجميع المؤسسات والأجسام الصحفية الدولية التي تدافع عن الصحافة والصحفيين.
جريمة قتل أنس الشريف وزملائه هي تتويج قذر لجريمة اغتيال 237 صحفي فلسطيني قتلهم الاحتلال المجرم بدم بارد منذ بدء حرب الإبادة؛ دون رادع حقيقي من قبل المؤسسات الدولية والدول التي تدّعي زورًا رفضها لاستمرار الإبادة الجماعية؛ بينما هي تكتفي بإصدار بيانات شكلية وإدانات لفظية لا تلبث أن تتبخر بعد ساعات أو أيام على أقصى تقدير؛ فيما تستمر جريمة الإبادة الجماعية؛ ويستمر قتل الأطفال والنساء على الهواء مباشرة دون رقيب أو حسيب.
يأتي توقيت اغتيال أنس الشريف واخوانه الصحفيين الشهداء قبيل تنفيذ حكومة نتنياهو المتطرفة لجريمة جديدة تهدف إلى احتلال مدينة غزة وتنفيذ عملية تهجير قسري لأكثر من مليون فلسطيني يفترشون طرقاتها في خيام مهترئة إلى جنوب قطاع غزة؛ ضمن مخطط تم الإعداد له بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الشريك الرئيسي للاحتلال في جريمة الإبادة؛ ولسان الحال أن إسرائيل تسعى لطمس الحقيقة؛ وإرهاب الصحفيين؛ ومنع نقل صور الإبادة والتجويع والتهجير القسري؛ وإخماد صوت الضحايا من الأطفال والنساء والمكلومين!!
قناعتنا راسخة وإيماننا عميق بأن إسرائيل وحكومتها المتطرفة وجيشها الفاشي المجرم؛ ورغم استمرار جريمتهم غير المسبوقة ضد أهالي غزة؛ إلا أنهم سيفشلون حتمًا في طمس الحقيقة؛ ولن يتمكنوا من إخماد الصوت الفلسطيني الحر؛ وستبقى مشاهد غزة تتصدر الشاشات والقنوات والصحف العالمية مهما قتلت إسرائيل من صحفيين بذرائع زائفة؛ ومهما حاولت تشويه أبطالها الإعلاميين والصحفيين الذين يصرون على نقل الحقيقة وأصوات ضحايا الإرهاب الإسرائيلي.
رحم الله أنس الشريف ومحمد قريقع ورفاقهم الشهداء الأبطال؛ وخالص العزاء لذويهم وأهلهم الصابرين؛ وأبناء غزة الصابرين المحتسبين؛ ولزملائهم الكرام في قناة الجزيرة التي كانت وما زالت صوتًا للمكلومين؛ ومنبرا لنقل الحقيقة.