اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
وصل الجوع في قطاع غزة مراحل قياسية خصوصا بعد أن سُجلت عشرات الوفيات في صفوف الغزيين، وذلك بفعل الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال ضمن حربه الوحشية على مواطني القطاع، إذ أن الحصار والاغلاق ومنع دخول الامدادات تأتي ضمن سياسة (حرب التجويع)، والتي نُفذت بقرار من قيادة الاحتلال ظنا منها بأن تجويع السكان يمكن أن يحقق نتائج مهمة لا يمكن تحقيقها من خلال الالة الحربية، والتي لم تهدأ لحظة وهي تحول أجساد المدنيين من 'أطفال، ونساء، وشيوخ، إلى أشلاء'، وتدمر بنية القطاع بكافة مرافقها بصورة إجرامية لم يعهدها شعبنا من قبل.
هذه السياسة لم تحظى بأي تأييد عالمي حتى من حلفاء الاحتلال، إلا أن معظم التحذيرات والدعوات والمواقف لم تدفع الاحتلال للتراجع عن جريمة (تجويع السكان)؛ لأنها ببساطة لم تكن مقرونة بخطوات فعلية للضغط على الاحتلال أو معاقبته.
هذا العالم يسقط اليوم سقوط أخلاقي وينكشف وجهه الحقيقي وهو يشاهد هذه الجرائم المروعة في غزة دون أن يتحرك لحماية المدنيين، أو حتى يتخذ خطوات ولو بالحد الأدنى لإحراج الاحتلال والضغط عليه، إذ أن الغزيين سئموا من التصريحات والانتقادات الدولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كما أصابهم اليئس من التصريحات المتكررة حول إمكانية إدخال المساعدات قريبا بناء على توافق أوروبي اسرائيلي، فقد مرت أيام وأسابيع وشهور دون أي تغيير أو اغاثة حقيقية.
لكن كل اللوم على هذه الأمة التي تقف عاجزة بينما تحمل ألقاب ومسميات زائفة (الأمة الاسلامية) دون أن تعمل بمقتضى هذا الاسم العظيم، فالأمة الاسلامية الحقيقية لا تنتظر ولا تصمت ولا تشهد زور وهي ترى أبناء المسلمين يذبحون ويجوعون في مشارق الأرض ومغاربها وفي المقدمة من ذلك أهلنا في قطاع غزة، نحن لا ننكر بعض المبادرات والمساهمات المحدودة من بعض الجهات والمؤسسات والتي لم تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الانسانية لغزة، لكن *العتب واللوم على الأنظمة التي لم تتخذ قرار لردع هذا العدوان وكسر الحصار حتى هذه اللحظة وبقت عاجزة ومتفرجة*، وبكل أسف جزء منها انحاز إلى صف الاحتلال.
حريٌ بشعوب الأمة أن يستقيظوا من هذا الثبات العميق وأن ينتفضوا لرفض الظلم، والطغيان، والعدوان، ويحطموا كل القيود التي تحول دون نصرة غزة، وأن يحرروا المنطقة العربية والإسلامية من هذه التبعية للاحتلال والأمريكان، ويصنعوا لأنفسهم تاريخ مشرف، ويغيروا وإلى الأبد خارطة المنطقة ويصبحوا أهم المؤثرين في السياسة الدولية، هذه دعوة عاجلة قبل فوات الأوان لأن كل تأخير سيترتب عليه كوارث أكبر للأمة، وسيدفع الجميع ثمن الخنوع والاستسلام.