اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن التوقف غير معلن لحركة التبادل التجاري بين المغرب والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، سببه عملية عبور المغاربة المقيمين بالخارج 'مرحبا 2025″، التي تمتد من 15 يونيو إلى 15 شتنبر.
وأفادت صحيفة 'إل فارو دي مليلية' بأن الجمارك الإسبانية تلقت مراسلة رسمية من نظيرتها المغربية تُفيد بتعليق مؤقت لعمليات الاستيراد والتصدير، وذلك بهدف تسهيل تدفق المسافرين وعدم عرقلة حركة العبور خلال ذروة العملية الصيفية.
ففي مدينة مليلية، أكد رجال أعمال إلغاء عملية تصدير لشحنة من الأجهزة المنزلية هذا الأسبوع، بعدما أبلغتهم الجمارك الإسبانية بأن المرور ممنوع طيلة فترة عملية 'مرحبا'، بناء على مراسلة واردة من الجانب المغربي باللغة الفرنسية، تتضمن قرارا بوقف الاستيراد والتصدير عبر الجمارك التجارية مع المدينتين المحتلتين حتى منتصف شتنبر المقبل.
وفي سبتة، أكد فاعلون اقتصاديون محليون أنهم تلقوا إشعارات مشابهة، دون صدور أي إعلان رسمي من السلطات الإسبانية، مشيرين إلى أن واردات الرمال، التي كانت تمر من المغرب، عادت لتُجلب من شبه الجزيرة الإيبيرية منذ أسبوعين، في إشارة إلى توقف العمل التجاري عبر المعبر الحدودي.
إقرأ أيضا: توقف مفاجئ للتبادل التجاري بمعبر مليلية يربك الاقتصاد المحلي.. والغموض يلف معبر سبتة
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت فيه مدريد والرباط قد أعلنتا سابقا التزامهما بتفعيل الجمارك التجارية بشكل دائم، بعد سنوات من الإغلاق بسبب التوترات الدبلوماسية وجائحة كورونا.
وكان وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قد أكد في فبراير الماضي أن أول عملية عبور تجاري من سبتة إلى المغرب تمثل 'سابقة تاريخية'، مضيفا أن البلدين يعملان على تجنب 'العودة إلى الوراء' في ملف المعابر، بعد توقيع اتفاق ثنائي في أبريل 2022 عقب استقبال الملك محمد السادس لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
إقرأ أيضا: بعد نجاح أول عبور تجاري بمعبر سبتة.. وزير خارجية إسبانيا: نعمل مع المغرب على عدم العودة للماضي
ومنذ فتح الجمارك التجارية بين المغرب والمدينتين المحتلتين، لم تُسجل سوى 42 عملية تبادل عبر معبر سبتة، غالبيتها تتعلق بواردات الرمال والحصى، بينما لم تُسجل من سبتة إلى المغرب سوى عملية تصدير واحدة مرتبطة بقطاع السيارات، وفق وسائل إعلام إسبانية.
وأثارت هذه الخطوة استياء شديدا في أوساط الفاعلين الاقتصاديين في مليلية، حيث اعتبرت الكونفدرالية المليلية لأرباب العمل (CEME-CEOE) أن ما يجري يؤكد أن الجمارك ليست حرة ولا مفتوحة أمام جميع القطاعات، كما كان عليه الحال قبل إغلاقها سنة 2018، بعد أكثر من قرن من بدايتها.
إقرأ أيضا: شائعات إلغاء “الفيزا” لدخول سبتة ومليلية.. خبراء يحذرون من عودة التوتر للحدود بسبب “التضليل”
وقالت الكونفدرالية إن 'المغرب هو من يقرر متى تفتح الجمارك، وبأي نوع من المنتجات، في حين لا يسمح بخروج أي سلعة من المدينتين المحتلتين نحو الداخل المغربي، حتى عبر نظام المسافرين، وهو ما يكرس ما يسمى بقانون عنق الزجاجة' وفق تعبيرها.
وانتقد رئيس الكونفدرالية، إنريكي ألكوبا، ما وصفه بغياب الجدية من الجانب الإسباني في تأمين مصالح المدينة وساكنتها الاقتصادية، مضيفا أن 'سبع سنوات من إغلاق الجمارك كانت كافية لإيجاد حل شامل ومنظم'.