اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة خبر الفلسطينية
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
وكالة خبر
جاء إعلان محمود عبد الرازق «شيكابالا»، قائد فريق الزمالك المصري، اعتزاله كرة القدم بشكل رسمي، بمثابة «زلزال» عاطفي هزّ مشاعر «الزملكاوية»، تاركاً وراءه «توابع» من الحزن والفخر بمسيرة اللاعب، واستدعاء أفضل لحظاته داخل المستطيل الأخضر، مؤكدين أنه سيبقى خالداً في ذاكرتهم.
ونشر شيكابالا (39 عاماً) مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، يظهر فيه نجله وهو يعلق حذاءه في إشارة إلى نهاية رحلته الكروية، مصحوباً بتعليق: «وداعاً، المنحنى الجنوبي رحلة انتهت ورحلة أخرى ستبدأ من قلب المدرجات».
كما حلّ اللاعب، المُلقب بـ«الأباتشي»، ضيفاً على قناة «mbc مصر»، مساء الخميس، حيث بدا متأثراً بشكل كبير، ومنهاراً من البكاء وهو يتحدث عن قراره الاعتزال بنهاية الموسم الحالي، مستعيداً ذكريات مسيرته التي بدأت عام 2002.
وقال شيكابالا، في تصريحاته: «فعلت ما بوسعي لنادي الزمالك، وليس في إمكاني منحه المزيد». وأضاف: «اكتفيت بهذا القدر من العطاء، وقررت مسبقاً أن يكون الموسم المنصرم هو الأخير لي مع نادي الزمالك».
ومع إعلان القرار، صعد هاشتاغ «#شيكابالا» سريعاً إلى صدارة «التريند» في مصر، في مشهد يعكس عمق الارتباط بين اللاعب وجماهير ناديه، التي سارعت إلى منصات التواصل الاجتماعي للإشادة بمسيرته الكروية والإعراب عن أسفهم لاعتزاله، مع نشر صورته مصحوبة بعبارات الشكر والعرفان والدموع.
ورأى كثيرون أن اعتزال «الفهد الأسمر» كرة القدم ليس مجرد خبر عادي في عالم الرياضة، كونه من أمهر اللاعبين الذين برعوا في استخدام القدم اليسرى في تاريخ الكرة المصرية.
كما أكد قطاع آخر أن شيكابالا بالنسبة لهم أكثر من مجرد لاعب، إذ يعد رمزاً للانتماء، والتحدي، والصمود في وجه الصعاب.
وحصل القائد المعتزل على لقب الدوري المصري مرتين، وكأس مصر 4 مرات، كما فاز بلقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية) عام 2024، وكأس السوبر الأفريقي 3 مرات، وكأس السوبر المصري مرتين.
وحولت جماهير الزمالك وداع قائدها إلى لحظات استثنائية، باستدعائهم لمساته الفنية الساحرة، وتسديداته الصاروخية، ومراوغاته التي لا تُنسى، والتي أسرت قلوبهم على مدار سنوات.
ورأى مشجعون «زملكاوية» في لاعبهم أنه جزء من ارتباطهم بالنادي، وتجسيد لشغفهم بالكيان الأبيض، وأن تعليق حذائه بمثابة وداع لجزء من تاريخهم الشخصي مع النادي.
ولعب شيكابالا مع الزمالك حتى عام 2005، قبل أن ينتقل إلى باوك اليوناني الذي لعب معه موسماً واحداً، ليعود للقاهرة مُوقعاً عقود انتقال للغريم الأهلي، إلا أن العقد لم يفعّل ليعود للزمالك مجدداً في عام 2006، ثم انتقل إلى سبورتنغ لشبونة البرتغالي في 2014، لكنه لم يشارك كثيراً لتنتهي مسيرته سريعاً، ليعود للزمالك في عام 2015.
وتفاعل جانب آخر من المشجعين مع قرار نادي الزمالك بحجب قميص شيكابالا رقم 10 الموسم المقبل، تكريماً وتقديراً لمكانته.
كذلك حرص لاعبو ونجوم الكرة المصرية والمحترفون في الدوري المصري على توجيه رسائل تقدير له عقب إعلان اعتزاله، بينما تفاعل عدد من الفنانين المصريين، من ذوي الانتماء الزملكاوي، مع قرار اعتزال قائد الفريق.
وقال المطرب محمد منير، عبر حسابه على «إكس»: «في هذه اللحظات المؤثرة لنا جميعا نتذكر شيكابالا، صاحب التاريخ المضيء والمجهود الوفير في نادينا الحبيب الزمالك وفي منتخبنا الوطني».
وأكد الفنان صلاح عبد الله في تصريحات لقناة نادي الزمالك أن «اعتزال شيكابالا خبر حزين لكل جماهير كرة القدم المصرية».
الناقد الرياضي المصري، بليغ أبو عايد، أرجع التفاعل الجماهيري الواسع مع قرار الاعتزال، لكون شيكابالا «كان دائماً الرمز الذي يلتف حوله جمهور نادي الزمالك، فأجيال من المشجعين لم تكن مرتبطة بالزمالك إلا من خلال عشقها لأداء شيكابالا ولمساته الفنية، فقد جسّد بحق مدرسة الفن والهندسة، حتى الجماهير التي لم تعاصر البطولات، عشقت موهبته، وتعلّقت به دون شرط أو قيد».
وأضاف: «مواقع التواصل الاجتماعي عكست بصدق مشاعر الجماهير، سواء اتفقت أم اختلفت معه، حتى جماهير الأهلي التي كثيراً ما وجهت انتقاداتها إلى شيكابالا بوصفه واجهة الزمالك، نجدها مع إعلان الاعتزال، جاءت تعليقاتها إيجابية، فالكل يعترف بموهبة شيكابالا، ويمنحه الاحترام الذي يستحقه بعد سنوات من الإمتاع الكروي».
وتباينت ردود فعل جماهير الأهلي على قرار اعتزال قائد الأبيض، التي انتقدت في مناسبات عديدة تصرفاته، حيث دعا بعضها إلى طي الخلاف، ومراعاة مشاعر جماهير الزمالك المتأثرة بقرار الاعتزال.
كان شيكابالا تحدث في تصريحاته التلفزيونية عن علاقته بجمهور الأهلي، قائلا إنه لا يود مع رحيله أن يُبقي أي مشكلات عالقة مع أحد.
كما انتقدت بعض الجماهير، مختلفة الانتماءات، قرارات في حياة شيكابالا أثرت سلباً على مسيرته، وأنه لم يستغل موهبته الكبيرة الاستغلال الأمثل.
وهو ما يعلق عليه أبو عايد قائلاً: «شيكابالا حالة خاصة، لاعب دائماً يثير الجدل، اسمه لا يذكر إلا تسبقه موجة من النقاشات، وما رأيناه من شهادات المدربين واللاعبين جميعاً بحقه تؤكد على إمكاناته، لكنها اصطدمت بميله للأزمات، وعدم قدرته على تحمل الضغط العصبي، إلا أنه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حوله، سيظل شيكابالا في ذاكرة كل من أحب الكرة بحق».