اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
يواجه قطاع غزة أزمة بيئية غير مسبوقة، وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية التي دمّرت البنية التحتية البيئية والصحية، وأدت إلى انهيار منظومات المياه والصرف الصحي، وتفاقم التلوث في البر والبحر والهواء، ما يشكّل تهديدًا وجوديًا على صحة المواطنين واستدامة الحياة في القطاع المحاصر.
وبحسب مختصين، فإن تداعيات الهجمات الإسرائيلية المتواصلة طالت كل مقومات البيئة، حيث تضررت التربة والمياه الجوفية والسطحية، إلى جانب تلوث الهواء والانبعاثات السامة الناتجة عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا، كما تحوّلت شواطئ غزة إلى مصبات لمياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية، ما تسبب في تدمير الأنظمة البيئية البحرية وانقراض أشكال من الحياة المائية.
ويأتي التدهور في وقت يواصل فيه العالم إحياء فعاليات يونيو البيئي، ما يفضح التناقض الحاد بين الخطاب الدولي حول حماية البيئة والصمت إزاء ما يجري في غزة من جرائم بيئية ممنهجة.
الخبير البيئي نزار الوحيدي أكد أن العدوان الإسرائيلي دمّر نحو 85% من شبكات الصرف الصحي، وأدى إلى تسرب كميات كبيرة من المياه العادمة إلى باطن الأرض، ما يهدد بتلويث الخزانات الجوفية التي يعتمد عليها السكان كمصدر رئيسي لمياه الشرب.
وأضاف أن انهيار هذه الشبكات يعرّض نحو 78% من السكان لمخاطر صحية خطيرة بسبب انتشار القوارض والبعوض وانعدام النظافة العامة.
وأشار الوحيدي إلى أن حجم النفايات الصلبة المتراكمة تجاوز نصف مليون طن، في ظل تدمير شبه كامل لمعدات جمع القمامة، ما أجبر البلديات على إقامة مكبات مؤقتة داخل الأحياء السكنية.
واشار إلى أن الواقع أدى إلى انبعاث روائح كريهة وغازات سامة، وارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
ولفت إلى أن الدمار الهائل الذي طال أكثر من 173 ألف مبنى، خلّف نحو 50 مليون طن من الأنقاض، من ضمنها أكثر من مليوني طن تحتوي على مواد خطرة مثل الأسبستوس والرصاص، بالإضافة إلى مخلفات طبية وكيميائية ونحو 100 ألف طن من المتفجرات، ما يجعل التعامل مع هذه الكميات تحديًا بيئيًا وإنسانيًا لا سابق له.
من جانبه، حذر المتحدث باسم اتحاد الصناعات، وضاح بسيسو، من أن قصف المنشآت الصناعية والمخازن ومحطات الوقود نتج عنه انبعاثات ومواد كيميائية قد تتسبب بتلوث إشعاعي ومركبات سامة باقية الأثر لعقود.
وأوضح أن احتراق المواد البلاستيكية والبتروكيميائية أطلق مركبات سامة مثل الديوكسينات والمعادن الثقيلة، التي تسرب بعضها إلى التربة والمياه، وقد يؤدي إلى تفشي أمراض مزمنة، أبرزها السرطان والتشوهات الخلقية وأمراض الجهاز التنفسي.
وأكد بسيسو أن استمرار التدمير المنهجي يجعل من بيئة غزة غير صالحة للحياة، مشددًا على ضرورة تدخل المؤسسات الدولية البيئية والصحية لإجراء تقييم عاجل للأضرار، وتوفير دعم فني ومالي لبرامج إعادة التأهيل البيئي، والضغط لوقف استهداف البنية الصناعية، التي تُعد أحد أعمدة البقاء والاستقرار في غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 184 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى تدمير البنى التحتية في القطاع.