اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
خاص الهديل…
هناك قضايا تهم الرأي العام يراد دس السم فيها، وأبرز مثال هو قضية إليسا وحمود؛ حيث استغلتها جهات معروفة لتحرير بها اسم اللواء حسن شقير من باب طرح سؤال كيف استطاع حمود أن يهرب من لبنان..
هناك ثلاث مستحيلات في الدنيا والمستحيل الرابع هو أنه يستحيل لأحد في لبنان أن يسمح لنفسه بالشك بأخلاقية اللواء شقير؛ وأنه مستحيل أن تنطلي على أحد لعبة مستغلي قصة حمود وإليسا لرمي سهام السم على موقع أثبت جدارته المهنية والأخلاقية والوطنية..
ومع ذلك فلنذهب لتفنيد الأشياء:
في الأيام الأخيرة، برزت إلى الواجهة قضية الفنانة إليسا مع المدعو علي قاسم حمود، الذي تتهمه بالاحتيال عليها بمبلغ ضخم وصل إلى 2.7 مليون دولار. القضية التي بدأت كملف قضائي بحت، سرعان ما تحوّلت إلى مادة دسمة في الإعلام بعد تداول أخبار عن مغادرة حمود لبنان عبر مطار بيروت الدولي، رغم صدور بلاغ بحث وتحرٍ بحقه.
ومع شيوع الخبر، انطلقت سيل من التساؤلات: كيف خرج رجل مطلوب من البلاد؟ ومن ساعده في ذلك؟ بعض الأصوات ذهبت أبعد من ذلك، محاولة أن توحي بأن هناك جهات أمنية تساهلت معه، حتى وصل الأمر إلى زجّ اسم اللواء حسن شقير في الدائرة.
لكن عند التمعّن في المشهد، يبدو أن التركيز الإعلامي على هذه النقطة بالتحديد لا يخلو من غايات. فالمتهم نفسه، بحسب ما هو معروف، يمارس أساليبه في النصب والاحتيال منذ سنوات طويلة. والسؤال المنطقي هنا: كيف استمر أشخاص، ومن بينهم فنانين، في التعامل معه رغم سمعته السيئة؟ أليس القانون يقول إن 'القانون لا يحمي المغفلين'؟
طبعاً، هذا لا يعني التخفيف من مسؤولية الدولة، ولا إلغاء الحاجة لمحاسبة جدية إذا كانت مذكرة البحث قد وصلت بالفعل إلى المطار ولم تُنفّذ. لكن ما يثير الريبة هو أن بعض المنابر الإعلامية منهم الزميل هادي أمين يبدو وكأنه اختار التركيز حصراً على الأمن العام واللواء شقير، وكأنها تحاول رسم صورة مقصودة توحي بتورطه، في حين أن ذلك لم يثبت بعد، بل قد يكون مجرد تشويش على التحقيق الحقيقي.
الرئيس جوزاف عون نفسه كان قد دعا المواطنين أكثر من مرة إلى الإبلاغ عن أي فساد أو خلل فوراً عبر القنوات الرسمية. لكن ما يحصل اليوم يشبه الاستعراض الإعلامي الذي يعلو فيه الضجيج على الحقائق، ما قد يساهم من حيث لا يدري البعض في تسهيل هروب المذنب الحقيقي بدل محاسبته.
ومن يعرف اللواء حسن شقير عن قرب، يعرف تماماً أن هذه الاتهامات لا مكان لها في قاموسه. الرجل الذي اعتاد أن يترك بابه مفتوحاً أمام أي شكوى، والذي عرف عنه رفضه القاطع لأي فساد أو تركيب ملفات، لا يمكن أن يتساهل في ملف بهذا الحجم. سمعته داخل المؤسسة الأمنية وخارجها ترتبط بالنزاهة والصرامة في آن واحد، ومتابعته للقضايا حتى خواتيمها العادلة أمر يقرّ به كل من عمل معه، وبما أن اللواء كفهُ نظيف ويخاف الله.. فيا جبل ما يهزك ريح، واذهبوا والعبو مع الصغار.
لذلك، تبدو كل الإيحاءات التي تحاول ربط اسمه بتهريب حمود خارج البلاد وكأنها محاولة لصرف الأنظار عن لبّ القضية: محاسبة النصّاب نفسه، ومنع تكرار مثل هذه الحالات، بعيداً عن المزايدات الإعلامية والاتهامات الجاهزة.