اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
يبدو أن صيف هذا العام يحمل بشائر واعدة للبنان، لا سيما بعد قرار دولة الإمارات رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى بيروت، ما تُرجم بوصول ثلاث طائرات إماراتية إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وعليه، أفادت مصادر مطلعة للديار بأن بقية دول الخليج ستلتحق قريبًا بهذه الخطوة، ما يعزز التوقعات بأن يكون الموسم السياحي مزدهرًا هذا العام، مع عودة الزوار الخليجيين إلى لبنان. وبمقدار ما يستتب الامن في لبنان بمقدار ما تزداد الثقة عند العرب والاوروبيين والاميركيين وغيرهم للمجيء اليه، الامر الذي يجعل هذا البلد يستعيد عافيته بعد عدة سنوات مريرة ومؤلمة.
من جهته، يزور الرئيس جوزاف عون الكويت الاحد الذي لطالما اعتبر الكويتيون لبنان بلدهم الثاني، فتكون الرعاية الخليجية للبنان قد اكتملت حلقاتها وعادت الى العهد السابق بعد قطيعة دامت لسنوات. وكانت تداعيات ذلك قاسية على لبنان، ان على المستوى السياسي او الاقتصادي، على ان تفتح ابواب الصيف للعرب.
ويأتي ذلك فيما المنطقة تبدو على مفترق لم تتضح معالمه بعد، وان كانت الهدنة التي حصلت اول من امس بين واشنطن وصنعاء حول وقف اطلاق الصواريخ على السفن الاميركية العابرة للبحر الاحمر مقابل وقف اميركا استهداف اليمن والتي تتزامن مع مسار المفاوضات الاميركية-الايرانية، تشير الى ان ادارة ترامب تتجه الى الخيارات الديبلوماسية في التعاطي مع صراعات المنطقة، والى حد حديث الاوساط السياسية والاعلامية «الاسرائيلية» عن تباين حاد بين الرئيس الاميركي وبين رئيس الحكومة «الاسرائيلية» في مقاربة اوضاع الشرق الاوسط.
ويستعد ترامب لزيارة المملكة العربية السعودية منتصف هذا الشهر. ويبدو ان هناك توجسا «اسرائيليا» من ان تسفر محادثاته مع كبار المسؤولين في المملكة، وعلى رأسهم ولي العهد الامير محمد بن سلمان (اضافة الى قادة دول التعاون الخليجي الاخرين)، عن تغيير نظرة الزائر الاميركي الى الملف الفلسطيني، بعدما اكدت الرياض ان الدخول في دومينو التطبيع الذي يراهن عليه ترامب كمدخل للسلام في الشرق الاوسط، رهن بالاعتراف باقامة دولة فلسطينية.
هل ستتم دعوة الرئيس عون الى قمة الرياض؟
وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي خليجي للديار ان احدى دول مجلس التعاون الخليجي اقترحت دعوة كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون والرئيس السوري احمد الشرع لحضور القمة الخليجية التي ستعقد في الرياض مع الرئيس الاميركي، دون ان يُعرف حتى الان ما هو موقف قصر اليمامة من هذا الاقتراح.
الانتخابات البلدية في محافظتي الشمال وعكار
أما الاستحقاق الأبرز الذي يشهده لبنان في الوقت الراهن، فهو الانتخابات البلدية والاختيارية المرتقبة هذا الأحد في محافظتي الشمال وعكار. وفي هذا السياق، أفاد مندوبو «الديار» بوجود معارك انتخابية محتدمة في عدد من البلدات في محافظة عكار، أبرزها تكريت، عكار العتيقة، ببنين، شدرا وفنيدق، وسط مخاوف من احتمال اندلاع أعمال شغب أو تطور الأوضاع إلى مواجهات عنيفة، نظراً الى حدة التنافس السياسي والعائلي في هذه المناطق.
في المقابل، يسود جو من التوافق في بلدة القبيات، حيث توصل التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، إلى اتفاق مع العائلات المؤثرة في تشكيل مجلس بلدي توافقي، يُنتظر أن يترأسه ميشال عبده، نجل رئيس البلدية الحالي، ما يعكس رغبة محلية في الحفاظ على الاستقرار وتغليب المصلحة العامة.
أما في محافظة الشمال، وتحديدًا في مدينة زغرتا، فتشهد الساحة معركة انتخابية محتدمة بين لائحة «سوا لزغرتا وإهدن»، المدعومة من تيار المردة، والتيار الوطني الحر، والنائبين السابقين سليم كرم واسطفان الدويهي، إضافة إلى الوزير السابق زياد المكاري، وبين لائحة «أسس» التغييرية، التي تخوض الانتخابات بـ11 مرشحًا فقط. وتشير المعلومات إلى أن النائب ميشال معوض يدعم لائحة التغييريين بشكل غير علني، تفاديًا لأي خسارة محتملة في المعركة البلدية.
ووفق ما أفاد به مندوبو «الديار»، فقد فازت ست بلديات في قضاء زغرتا بالتزكية، فيما تبقى 28 بلدية ستُحسم نتائجها عبر صناديق الاقتراع هذا الأحد. ومن بين هذه البلدات، تبرز بلدة مزرعة التفاح، حيث يتمتع كل من القوات اللبنانية والنائب ميشال معوض بنفوذ قوي، ومن المرجّح أن تصب نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية لمصلحتهما.
وفي بلدة أرابيش، يخوض مرشحان من عائلة جو خضرا المعركة، أحدهما مدعوم من تيار المردة، والآخر يحظى بدعم عائلة معوض، ما ينذر بمنافسة شديدة، يُتوقّع أن تُحسم بإرادة الناخبين في صناديق الاقتراع.
أما في بلدة مرياطة، فتتوزع القوى السياسية بين النائب فيصل كرامي، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إضافة إلى تيار المستقبل وبعض الناخبين الذين يميلون إلى دعم النائب معوض. ولا تزال الصورة ضبابية في هذه البلدة حتى اللحظة، مع ترجيحات بأن يؤدي العامل المالي دورًا حاسمًا في تحديد النتائج النهائية.
وفي النطاق ذاته، تبدو طرابلس مشتتة حيث تبرز لوائح انتخابية كثيرة، وبالتالي لن تصل الامور الى تشكيل مجلس بلدي ذي رؤية انمائية واضحة، بل سيكون مجلسًا بلديًا مشتتًا يطيح حقوق الاقليات في المدينة.
القوات اللبنانية: «لقد عاد كل المسيحيين لخطهم التاريخي»
من جهتها، رأت مصادر حزب القوات اللبنانية في تصريح لصحيفة «الديار» أن فوز الحزب في بلديات المدن الكبرى والمفصلية يُعدّ مؤشرًا واضحًا على تغيّر في المزاج الشعبي، واتجاه المواطنين نحو اختيار نهج إداري عملي ونزيه. وأكدت المصادر أن « إجراء الانتخابات في موعدها من دون أي تأجيل والالتزام بالمواعيد الدستورية يشكلان دليلًا واضحًا على أننا أمام عهد جديد يحترم الاستحقاقات ولا يختبئ خلف أعذار واهية تُكرّس الجمود في البلاد.»
وأشارت المصادر إلى أن القوات اللبنانية حريصة على إجراء الانتخابات في مناخ ديموقراطي سليم وتنافسي، يفضي إلى تحقيق إنماء فعلي في مختلف المناطق، لافتة إلى أن الأولوية اليوم لدى القوات تتمثل في المزاج المسيحي، الذي لم يعد منقسمًا بين رؤيتين متناقضتين حيال مفهوم الوطن والدولة. فبحسب المصادر، طرأ تطوّر إيجابي لافت، حيث بات هذا المزاج أكثر توحدًا تحت سقف الدولة، وهذا هو الخط التاريخي للمسيحيين. وفي الوقت ذاته، أشادت المصادر القواتية بالتنوع والتعددية عند المجتمع المسيحي، معتبرة أن هذه الخصوصية في البيئة المسيحية يجب أن تكون نموذجًا يحتذى به لبقية المكونات اللبنانية، مشيرة إلى أن فوز لوائح تمثل أكثر من حزب في الانتخابات البلدية يعكس حيوية ديموقراطية حقيقية داخل المجتمع المسيحي، ويُظهر احترامًا لتعدد الآراء في إطار التزام وطني جامع.
وشددت القوات اللبنانية انها لم تكن يوما في مسعى لالغاء احد او لاحتكار الساحة منفردة، بل هي تؤمن ان الساحة هي للجميع.
ماركون سيبحث مع الشرع استقرار لبنان وأمن العلويين السوريين
الى ذلك، تحصل احداث متشابكة ومتقاطعة واحيانا متناقضة، على امتداد خارطة الشرق الاوسط، مع التوقف عند زيارة الرئيس احمد الشرع الى باريس، ولقائه نظيره الفرنسي ايمانيول ماكرون الذي تقول مصادر اعلامية فرنسية ان الاخير سيبلغ الشرع بان فرنسا التي يعنيها امن لبنان واستقراره وسيادته، تأمل في تطوير سبل التعاون بين بيروت ودمشق. وتضيف المصادر ان ماكرون سيثير مسألة البحث عن ترتيبات امنية او عسكرية لحماية السكان العلويين في الساحل السوري، بخاصة ان التقارير التي ترد الى الاليزيه والى جهات فرنسية معنية تشير الى حالة الرعب التي يعيشها السكان العلويون في ظل تفلت امني ودون وجود اي ضمانات لاعادة الوضع الى طبيعته.
وساطة بين دمشق وتل ابيب
و بحسب المصادر الاعلامية الفرنسية، فمن المبكر الكلام على اي بحث في اي دور فرنسي لاعادة بناء الجيش السوري، بانتظار الوساطة التي تقوم بها احدى الدول العربية بين دمشق وتل ابيب للتوصل الى حلول للوضع القائم في الجنوب السوري، اي «المسألة الدرزية» او في الشرق السوري، اي «المسألة الكردية»، بعدما بات معروفا ان حكومة نتنياهو تتبنى سياسة تفتيت وتفكيك سوريا خلافا لموقف فرنسا ودول اوروبية اخرى ترى ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا كما هي عليه حاليا.
وفي حين تشير مصادر مسؤولة الى ان واشنطن خففت من الضغط على السلطات اللبنانية للتمكن من معالجة مسألة سلاح حزب الله في اجواء من بناء الثقة التي يؤكد عليها الرئيس جوزاف عون، خرجت نائبة المبعوث الرئاسي الاميركي مورغان اورتاغوس بتصريح قالت فيه: «استغل فترة ترامب قبل ان ينفد صبره فتتركوا بقدركم مع «اسرائيل». كلام اورتاغوس فاجأ كبار المسؤولين اللبنانيين، وان كانوا قد اعتادوا مثل هذه التصريحات الفظة والبعيدة كليا عن اللغة الديبلوماسية. ولكن هذه المرة بدت هذه التصريحات كانها تعطي الضوء الاخضر لعملية عسكرية «اسرائيلية» ضد لبنان، ما يتناقض مع تطمينات اميركية داخلية من ادارة ترامب، ومن جهات على تواصل دائم مع كبار المسؤولين اللبنانيين.