اخبار لبنان
موقع كل يوم -ملعب
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
في وقتٍ يزداد فيه الضغط على قيادة الإتحاد الدولي للسيارات (FIA)، يعدّ تعيين البريطاني مالكولم ويلسون الأسبوع الفائت في منصب نائب الرئيس بمثابة خطوة مدروسة تهدف إلى إستعادة التوازن داخل أروقة هذه المنظمة العالمية. فمن هو الرجل الّذي كلّف بهذا الدور وما هي التحديات الّتي تنتظره؟
يُعتبر ويلسون من الأسماء النادرة التي جمعت بين القيادة التقنية والبصيرة الرياضية. فساهم مالك فريق "أم-سبورت" خلال مسيرته الممتدة لأربعة عقود في الحفاظ على روح بطولة العالم للراليات في أحلك الأزمنة كما عمل على صقل مهارات نجوم كبار مثل سيباستيان أوجييه وكولين ماكراي وكارلوس ساينز وماركوس غرونهولم وإكتشاف مواهب لامعة مثل ياري-ماتي لاتفالا وميكو هيرفونن وأوت تاناك وألفين إيفانز، ما جعله مرجعًا في تطوير السائقين وإستدامة الفرق.
ويرى المتابعون أن قرار تعيين ويلسون في منصبٍ قيادي يندرج ضمن إستراتجية متكاملة يتبعها الرئيس الحالي محمد بن سليم لتحصين موقعه قبل الإنتخابات الرئاسية المقررة نهاية هذا العام.
فبهذه الخطوة، يكون بطل الراليات السابق قد أعاد جسور التواصل مع تحالف سائقي الراليات الّذي إمتعض منه سابقًا وطوى صفحة التوتر معه.
ويُتوقع من ويلسون أن يُحدث تأثيرًا فوريًا نظرًا لمكانته ومصداقيته لا سيما إنّ إستقالة سلفه روبيرت ريد في شهر نيسان الماضي أتت إحتجاجًا على ما وصفه بنقص الشفافية وضعف الحوكمة داخل هذه المؤسسة. وتبنى الإتحاد النمساوي(OAMTC) هذه الإنتقادات في رسالة عالية النبرة نشرها قبيل إلتئام الجمعية العامة للإتحاد الدولي في مدينة ماكاو بين 10 و13 حزيران الجاري حيث دعى إلى تأجيل التصويت على إقتراح تعديل أحكام نظام الإتحاد الأساسي. وبالرغم من الأثر الّذي أحدثه ذلك الكتاب، صوّت 83.35 في المئة من المندوبين لصالح الإقتراح المذكور.
لكن التحدي الأكبر الذي ينتظر ويلسون لا يقتصر على تعزيز الحوكمة والإدارة فحسب، بل يشمل أيضًا رسم مستقبل رياضة الراليات للسنوات العشر المقبلة. فيصادف تعينه مع إستكمال التحضيرات اللازمة لإعتماد بطولة العالم للراليات(WRC) قواعد فنيّة جديدة تدخل حيز التنفيذ في العام 2027. وتشمل إدخال الهيكل الفراغي(space frame) وفتح الباب أمام تنوّع صيغ المحركات الممكن إستخدامها بهدف خفض التكلفة وجعل الفئة الأولى متاحة لشرائح أوسع. سيحتاج الإتحاد إلى خبراته لإدراة هذه المرحلة الدقيقة ولكي يكون صوت الصانعين والفرق في آنٍ معًا.
ومما لا شك فيه أنّ إنضمام ويلسون إلى صفوف الإتحاد الدولي يضفي أجواء من الإرتياح عند المستثمرين الراغبين في تطوير رياضة الراليات خصوصًا بعد نشر تقارير عن إهتمام شركات عالمية مثل"ETQ" بشراء حقوق بطولة العالم التجارية مقابل مبلغ قدره نصف مليار جنيه إسترليني، الأمر الّذي يظهر القدرات الهائلة الّتي تتمتع بها هذه الرياضة لتنافس نظيراتها مثل الفورمولا واحد.
فهل ينجح ويلسون في ترك بصمة واضحة خلال هذه الفترة المحدودة أو ستكون مهمته مجرد تمهيد لدور أطول في المستقبل؟
وحدها الأيّام المقبلة ستجيب عن تلك التساؤلات. كريستيان الضاهر