على طريق الديار

التصريح الذي ادلى به وزير خارجية اميركا بلينكن عن ان واشنطن ابلغت الحكومة الاسرائيلية بان العملية البرية الثانية التي اعطت واشنطن الموافقة عليها كي يقوم بها جيش العدو الاسرائيلي، يجب ان تأخذ بعين الاعتبار عدم قتل المدنيين، والتفرقة بين المراكز العسكرية والمدنية، يدل على ازدواجية بين التصاريح الاعلامية وحقيقة الدعم الاميركي لـ «اسرائيل».

في يوم واحد، اي يوم امس السبت، سقط 180 شهيدا مدنيا من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة القصف الجوي بقنابل من كل الانواع، ومنها قنابل قامت الولايات المتحدة بتزويد «اسرائيل» بها. وهي قادرة على خرق الاعماق وتدمير اي تحصينات وهدم ابنية بكاملها. وهذا ما استعمله سلاح جو العدو الاسرائيلي، واستعمل هذه القنابل والصواريخ، مما ادى الى سقوط 190 شهيدا مدنيا في قطاع غزة.

الولايات المتحدة هي التي تقود الحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ومهما قام وزير خارجيتها، وحتى الرئيس الاميركي بايدن، بالتبرير والقول انه لا يجب قتل المدنيين، فان جيش العدو يقوم علنا بقتل المدنيين. وقام امس السبت بقصف 5 ابنية مجاورة لبعضها بعضا، مما ادى الى استشهاد اكثر من 65 مدنيا في غارة جوية واحدة قامت بها 6 طائرات اسرائيلية اميركية الصنع مع القنابل التي زودتها بها الولايات المتحدة للتدمير الكامل للابنية.

من يعرف الشعب الاميركي على صعيد فردي، يعرف انه شعب طيب يسعى الى العمل بكل طاقاته وعرق جبينه. والفتيات الاميركيات يعملن في المطاعم كي يستطيعن دفع اقساطهن في الجامعات. والاطباء يقومون بكل اعمالهم مهنيا ويخضعون للقانون اذا قاموا باي اغلاط طبية يلاحقهم عليها القانون. والدستور الاميركي تحدث كثيرا عن حقوق الانسان، لكن كل ذلك توقف عند جدار البيت الابيض ووزارة الدفاع الاميركية، اي البنتاغون والمخابرات المركزية العامة الاميركية ووزارة الخارجية الاميركية ايضا. وبين هذه المراكز الاربعة والشعب الاميركي فرق كبير في الاخلاق والانسانية، وحتى بينهم وبين الدستور الاميركي الذي تم وضعه على اساس انسانية العالم. لكن الادارة الاميركية هي الادارة المجرمة التي تستعبد الشعوب وتخضعها لمصالحها، وتقتل وتقوم بتزويد الجيوش التي تستعبدها بكل الاسلحة كي تقتل الناس الابرياء والمدنيين.

انه عار على الادارة الاميركية ان تتحدث عن الانسانية وهي تقدم كل انواع الاسلحة لقتل المدنيين جماعات جماعات، ودون ان يرف لها جفن عين.