الصبر الأميركي بدأ ينفد… باراك يحذّر الحكومة: احصروا السلاح "بالفعل" لا "بالكلام"

فيما ينغمس لبنان في ملفاته الداخلية المختلفة، باستثناء ملف واحد أساسي لا يغيب عن الأوساط السياسية والدبلوماسية، نظرًا لأهميته وتأثيره في مختلف الملفات الأخرى، وهو ملف 'تسليم السلاح غير الشرعي'. وفي ظلّ إلحاحٍ من جميع اللبنانيين لحسم هذا الملف، يستمر 'حزب الله' في المماطلة والتسويف حول تسليم سلاحه، الأمر الذي ينذر بانفجار أمني كبير في حال لم يطبّق ما نص عليه البيان الوزاري حول 'حصرية السلاح بيد الدولة'.

ففي تغريدةٍ لافتةٍ له، أمس، انتقد فيها اكتفاء الحكومة اللبنانية بالتصريحات، كتب المبعوث الأميركي توم بارّاك عبر حسابه: 'إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مرارًا وتكرارًا، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإنّ التصريحات لن تكون كافية'.

واعتبرت أوساط سياسية أن منسوب الضغط الأميركي على الدولة آخذ في الارتفاع التدريجي، مشيرةً إلى أنّ قول بارّاك إنّ التصريحات لن تكون كافية، وإنّ المطلوب اتخاذ خطوات عملية، إنما يندرج في إطار توجيه تحذيرٍ إلى المسؤولين، بأنّ مهلة السماح تتقلص تدريجيًا، وأنّ الوقت بدأ ينفد.

وقالت الأوساط نفسها لصحيفة 'الجمهورية'، إنّ الرسائل التصاعدية التي يوجّهها بارّاك عبر منصة 'إكس' تعكس جنوحًا متدرجًا نحو 'الدبلوماسية الخشنة'.

واعتبرت الأوساط أنه ليس هناك حتى الآن ما يبشّر بالخير، مبديةً تخوفها من تصعيد إسرائيلي في المرحلة المقبلة.

وذكرت قناة 'الجديد' أن 'تواصلًا سعوديًا – أميركيًا – فرنسيًا حصل بعد زيارة بارّاك إلى لبنان، وتمّ التوافق فيه على رفض ما اعتبروه شراء الوقت. وشدّدوا على ضرورة أن يذهب لبنان إلى تطبيق ورقة الموفد الأميركي'.

إلى ذلك، قالت مصادر رسمية لـ'الجمهورية'، إنّ بارّاك أراد من تغريدته المفاجئة إلقاء المسؤولية على المسؤولين اللبنانيين، فيما هم ينتظرون منه العودة إليهم بجواب أميركي وآخر إسرائيلي على الورقة اللبنانية الأخيرة التي سلّموه إيّاها ردًا على المقترح الأميركي الاخير، وذلك لكي يبنوا على الشيء مقتضاه، خصوصًا أنّ هذا المقترح يدعو الحكومة اللبنانية إلى إصدار قرار في الأول من آب المقبل بتحديد جدولٍ زمنيّ لنزع سلاح 'حزب الله' وتحقيق حصرية السلاح بيد الدولة.

كما أكدت مصادر رسمية لصحيفة 'نداء الوطن' أن محتوى الرد الأميركي بات شبه معروف والأمور تتجه إلى التأزيم وكلام باراك عن الحكومة ومسؤولياتها دليل على أن الإسرائيلي لن يتنازل ولن يبادر إلى الانسحاب.