اخبار لبنان
موقع كل يوم -وزارة الإعلام اللبنانية
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
زار وفد من طلاب كلية الإعلام في جامعة سيدة اللويزة (NDU) – زوق مصبح وبرصا، يرافقهم الدكتور جوزيف حسني، مبنى 'إذاعة لبنان' في الصنائع، حيث كان في استقباله مديرة البرامج في الإذاعة ريتا نجيم، التي قدمت له شرحا عن تاريخها الذي يقارب ال90 سنة على إنشائها.
بعدها جال الوفد في استديوهات الإذاعة، منها استديو فيروز وحليم الرومي ونصري شمس الدين، بالإضافة الى مكتبة التسجيلات، ليشارك بعد ذلك في لقاء مباشر على الهواء مع الزميلة رندة قرانوح.
'الوكالة الوطنية'
بعد ذلك، انتقل الوفد الى مقر 'الوكالة الوطنية للإعلام'، حيث قدم له مدير الوكالة زياد حرفوش، نبذة عن عمل الوكالة والفرق مابين المندوب والمراسل. كما قدم شرحا للطلاب عن مجال الإعلام، مشددا على 'موضوعية الأخبار الصادرة عن الوكالة، وتوخيها الدقة'.
كما زار الوفد مكتب التحرير في الوكالة الوطنية، حيث استمع الى شرح رئيسة التحرير رنا شهاب الدين عن موضوعية الخبر وطرق نشر الوكالة لأخبارها وتوزيعها على وسائل الإعلام.
فلحة
بعد الوكالة الوطنية، زار الوفد المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه، حيث عقد لقاء مطول، شرح خلاله فلحه أهمية لبنان ودوره في عالم الصحافة والإعلام.
وشدد للوفد، على الدور الحيوي للإعلام في مواجهة تحديات العصر الرقمي والتقني، مؤكدا أن' القوة الحقيقية تكمن في المعرفة والثقافة الإعلامية التي تمكن الأفراد من التعامل مع الأجانب واستثمار التكنولوجيا بفعالية'.
وأوضح أن 'الإعلام لم يعد اليوم مقتصرا على كونه وسيلة لنقل المعلومة بين المرسل والمستقبل، بل أصبح أداة تفاعلية تسمح بالنقاش وإبداء الرأي والمشاركة في صنع القرار'. وأكد أن' وزارة الإعلام تسعى إلى إعداد أجيال جديدة قادرة على مواجهة تحديات العصر، مع الاستفادة من التجارب السابقة والحفاظ على التراث الإعلامي والأرشيف التاريخي'.
وشدد فلحه على أن 'لبنان يعتبر من الدول الرائدة في العالم العربي في مجال الإعلام، إذ كان أول بلد عربي ينشئ إذاعة وتلفزيون، كما أسس أول لجنة لأصحاب الصحف عام 1911 في عهد الحكم العثماني، والتي تطورت لاحقا لتصبح نقابة الصحافة ثم نقابة المحررين'. وأوضح أن 'هذه المؤسسات شكلت حجر الأساس لحماية الإعلام وضمان استمراريته'.
وأكد فلحه أن 'الإعلام الحر والمستقل هو الركيزة الأساسية لأي مجتمع ديموقراطي، وأن الاعتماد على المصالح الخاصة أو التمويل الخارجي من شأنه أن يحد من استقلالية الإعلام ويضعف دوره'.
وأشار إلى أن' الاستقلالية المادية للصحفيين والإعلاميين تمنحهم حرية أكبر في أداء رسالتهم الإعلامية، وأن هذا لا يتعارض مع تحسين وضعهم المعيشي'.
وفي ما يتعلق بالتطور التقني، أشار فلحه إلى أن' جميع مديرياتها، من الإذاعة إلى الوكالة الوطنية للدراسات والمجلس الوطني للإعلام، تعمل على مواكبة العصر الرقمي، مع الحرص على الحفاظ على الأرشيف الإعلامي وإعادة استخدامه في المستقبل'.
وأكد أن الوزارة 'تعمل على بناء قدرات بشرية متخصصة، باعتبار أن العنصر البشري هو الأساس في تطوير الإعلام الحديث'.
وأوضح فلحه أن' الإعلامي اللبناني يتميز بقدرات لغوية متعددة، حيث يجيد معظمهم 3 لغات على الأقل: العربية والإنكليزية والفرنسية، وهو ما يجعلهم قادرين على التواصل الفعال في العالم المعاصر'. وأضاف:' أن هذا التنوع اللغوي يمنح الإعلام اللبناني ميزة إضافية في التعامل مع الإعلام العالمي والتكنولوجيا الحديثة'.
كما شدد على أن 'العالم اليوم أصبح مغطى بالتكنولوجيا بشكل شبه كامل، إذ إن 97% من سكان الأرض متصلون بالشبكات الرقمية، مما يجعل الإعلام الرقمي أداة حاسمة في تشكيل الرأي العام ونقل المعلومات'، موضحا أن 'بناء الشخصية الإعلامية القوية يعتمد على الثقافة الذاتية والتعليم المستمر، وليس على الاعتماد فقط على المؤسسات التقليدية أو المعرفة السطحية'.
وأكد فلحه أن' الإعلام اللبناني يشغل دورا محوريا في العالم العربي وأوروبا وأمريكا، حيث يشغل اللبنانيون مواقع قيادية في كبرى المؤسسات الإعلامية مثل الجزيرة وسكاي نيوز وفرانس برس وCNN، ما يجعل لبنان مصدرا أساسيا للإعلاميين في العالم'.
كما أشار إلى' أهمية الحرية الإعلامية المسؤولة'، مؤكدا أن 'الحرية الحقيقية تختلف عن الفوضى، وأن الإعلام الواعي والمدروس هو الذي يحقق التوازن بين نقل المعلومات والمشاركة في صنع الرأي العام'. وأكد أن' لبنان يسعى لتطوير الإعلام ليكون رصينا وواعيا، ويشكل أداة فاعلة في بناء المستقبل'.
واختتم فلحة حديثه بدعوة الإعلاميين والإعلاميات الجدد إلى المشاركة الفعالة في تطوير الإعلام اللبناني، مؤكدا أن' الوزارة هي المكان الطبيعي للجيل الجديد الذي يسعى لتجديد العمل الإعلامي وتطويره، بما يضمن تعزيز الاستقلالية الفكرية والقدرة على التعامل مع التحديات العالمية المعاصرة'.
مرقص
بعدها زار الوفد وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، الذي أكد أن 'القانون الجديد للإعلام يمثل نقلة نوعية في مسار التشريعات اللبنانية، إذ يهدف إلى تنظيم القطاع الإعلامي بشكل عصري ومتوازن، يضمن حرية الرأي والتعبير ويواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة في العالم الرقمي'.
وأوضح مرقص أن' الهيئة الوطنية للإعلام التي نص عليها القانون ستكون هيئة مستقلة، مدنية ومهنية، تضم ممثلين عن مختلف القطاعات المعنية بالإعلام، بما في ذلك النقابات والجامعات، وعلى وجه الخصوص كليات الإعلام'. وأشار إلى أن 'هذه الهيئة ستمنح للمرة الأولى صلاحيات مساءلة الصحافيين والإعلاميين في حال ارتكابهم مخالفات تتعلق بحرية الرأي والتعبير، بما يعزز المساءلة المهنية'.
وأضاف:' أن القانون الجديد يلغي عمليا الدور التقليدي لمحكمة المطبوعات بالشكل الذي كان معمولا به سابقا، بحيث تستحدث غرف متخصصة في كل محافظة للنظر في القضايا الإعلامية، مع الحفاظ على استقلال الهيئة الوطنية للإعلام بوصفها الجهة المرجعية الأساسية في هذا المجال'.
وفي ما يتعلق بمصير وزارة الإعلام، أكد مرقص أن' الوزارة ستبقى قائمة في المدى المنظور، ولكن بأدوار ووظائف محدثة تتناسب مع متطلبات العصر الرقمي'.
وأوضح أن 'إعادة هيكلة الوزارة تتم وفق رؤية حديثة ومنهجية، تجعلها أكثر فاعلية في إدارة قطاعات الإعلام التقليدي والرقمي على حد سواء'.
وأشار إلى أن' القانون الجديد ينص على إنشاء منصة وطنية موحدة تجمع التلفزيون والإذاعة والوكالة الوطنية للاعلام ضمن كيان واحد هو الشركة الوطنية للإعلام، التي ستعمل بإطار عصري يواكب التطور التكنولوجي'.
ولفت وزير الإعلام إلى أن' القانون حرص على ضمان حقوق الموظفين والمتعاقدين في الوزارة، من خلال مواد واضحة تكفل حقوقهم المكتسبة وتتيح لهم حرية الاختيار بين الانتقال إلى الشركة الوطنية الجديدة أو البقاء في إدارات الدولة الأخرى أو تصفية حقوقهم وفق الأصول'.
ودعا مرقص' الجيل الجديد إلى التحرر من التفكير التقليدي في البحث عن فرص العمل'، مشيرا إلى أن 'الإعلام المعاصر يتيح مجالات واسعة للابتكار الفردي وريادة الأعمال'. وقال: 'أنتم جيل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والرقمنة، أنتم من تبتكرون فرص العمل بأنفسكم، ولم تعد الوظيفة داخل مؤسسة هي الخيار الوحيد'.
وأضاف:' أن وسائل الإعلام الرقمية فتحت آفاقًا جديدة أمام الشباب لتقديم محتوى مهني ومستقل باستخدام أدوات بسيطة ومتاحة'.
واكد مرقص أن 'التحول إلى الإعلام الرقمي لا يلغي أهمية القيم المهنية، بل يتطلب تمسكا أكبر بالمسؤولية والموضوعية'، مشددا على ضرورة أن 'يستفيد الإعلاميون من مزايا التكنولوجيا دون الوقوع في سوء الاستخدام أو تجاوز الحدود الأخلاقية والمهنية'.
وحول المخاوف من بعض بنود القانون الجديد، أوضح الوزير أن' النصوص واضحة في منع التوقيف الاحتياطي في القضايا الإعلامية بشكل مطلق'، معتبرا ذلك 'تأكيدًا لروح القانون التقدمية التي تتماشى مع المعايير الدولية لحرية الصحافة'.
وفي ما يخص تلفزيون لبنان، كشف مرقص أن 'الوزارة أنجزت الإجراءات الإدارية اللازمة لتفعيل مجلس الإدارة الجديد للمؤسسة للمرة الأولى منذ عام 1999″، مؤكدا أنه 'يدعم استقلالية مجلس الإدارة ويعمل على تسهيل مهامه وتقديم مشاريع قوانين تتيح له موارد مالية إضافية بشكل قانوني وعادل'. كما أشاد برئيسة مجلس إدارة التلفزيون إليسار نداف.
وفي ختام كلمته، شدد وزير الإعلام على أن' لبنان يمتلك طاقات شبابية مبدعة قادرة على النهوض بالقطاع الإعلامي'، داعيا الإعلاميين والطلاب إلى' الإيمان بقدراتهم وبوطنهم، والعمل بروح المبادرة والتعاون'. وقال: 'علينا أن نثق بأنفسنا وببلدنا، وأن نكون شركاء في البناء لا مجرد متلقين. الجيل الجديد هو الذي يصنع الإعلام المقبل، ونحن كوزارة سنكون شركاء له وداعمين لمسيرته'.











































































