اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٦ أيلول ٢٠٢٥
لم يكن سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رجلاً مدافعاً عن لبنان فحسب، بل كان حاملاً هم الأمة الإسلامية والعربية أجمع، حتى وإنه اعتُبر صمام أمانٍ للمنطقة، والسلاح الذي بحوزة المقاومة دافع عن دول المنطقة كافة،
حتى ولو أنكر البعض، وهو الأمر الذي عبر عنه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بعد استشهاد السيد، حين قال: 'الآن سوف نغيّر وجه الشرق الأوسط'، بحسب تعبيره.
وكما قال السيد نصر الله: 'نحن في هذه المنطقة شعوب وأوطان ودول وحكومات نجاور وجوداً سرطانياً، نجاور شرًا مطلقاً، نجاور حيواناً مفترساً. التوحش والعدوانية والقتل وسفك الدماء جزء من حقيقته وطبيعته وجوهره، فلا يجوز أن ننام أو نعتمد على غيرنا ليحمي شعبنا أو يحمي وطننا أو يصون أعراضنا'.
ردّد كثيراً أن المنطقة اليوم أمام مخاطر حقيقية وأطماعٍ كبيرة، ودعا مراراً إلى فهم أبعاد المعركة الحالية، وأن القضية الأساسية والبوصلة تبقى فلسطين، فلو ضاعت، لن تُبقي 'إسرائيل' أي مقدساتٍ إسلامية ولا مسيحية، وستنتقل بعدها إلى مستوى خطير لن تبقى عند حدود فلسطين فقط، بل ستمتد إلى لبنان وسوريا ومصر والأردن والعراق وإلى المزيد، بلا أي ضابطٍ أو رادع.
وقال السيد نصر الله في أحد خطاباته إنّ 'الاعتداءات والوحشية والمجازر والأطماع والتهديدات 'الإسرائيلية' قائمة، مُضيفًا أنّ 'أصل وجود 'إسرائيل' في المنطقة هو 'مصيبة' لكل شعوب دول المنطقة، وأنّ 'إسرائيل القوية' خطرٌ على المنطقة.
وأكد سماحته دائماً أن المشروع الصهيوني قائمٌ على التوسّع والهيمنة، ويسعى الى تهجير أهل فلسطين، وإلغاء فكرة المقاومة وفرض واقعٍ جديد بالقوة.
لذا، ليس ببعيدٍ مشهد المجرم نتنياهو حاملاً الخريطة الزرقاء ويدّعي أنه أمام مهمة تاريخية تدعى 'إسرائيل الكبرى'، شاملاً أغلب الدول التي ذُكرت.
يُعدّ هذا الصراع حاسمًا ووجوديًا، لما يحمله من أبعاد سياسية، ودينية، وتاريخية. ومنذ نشأة المقاومة الإسلامية في لبنان، لعب شهيد الأمة الأقدس دورًا محوريًا في التعبير عن رؤية المقاومة حيال هذا الصراع، وخصوصًا في توصيف الخطر 'الإسرائيلي'، فكان جامعًا وعابرًا لكل الطوائف، دافع عن السنة والمسيحية والدروز، باختصار لأنه شهيد الأمة...
وما نشهده اليوم من تمادٍ لهذا الكيان وصولاً إلى ضرب العاصمة القطرية الدوحة، يظهر جليًا بصيرة الشهيد الأقدس، وفهمه للمشروع، وحرصه على دول المنطقة كافة، دون النظر الى ديانةٍ أو سياسةٍ أو عرق.