اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١٨ أذار ٢٠٢٥
في مشهدٍ يفوق الخيال، استفاقت بلدة جويا على وقع جريمة وحشية راح ضحيتها طفلٌ لم يتجاوز الست سنوات، بعدما تعرّض للذبح بدمٍ بارد على يد جاره الذي يعاني من اضطرابات نفسية. القاتل، الذي عاش في دوامة من الهلوسات، نفّذ جريمته بدافع وهمٍ لا أساس له، حيث طعن الطفل في رقبته، وأخفى جثته داخل كيس بلاستيكي في خزانة ملابسه! كيف انكشف هذا الكابوس؟ وما التفاصيل المروعة التي روتها مصادر التحقيق؟
ما القصة؟
وفقًا للمعلومات التي حصلت عليها صفحة «وينية الدولة»، تبيّن أن القاتل، ويدعى موسى جعفر، يعاني من اضطرابات نفسية وهلوسات مرضية. وفي عام 2024، حاول الانتحار برمي نفسه من الطابق الثاني في جويا، لكن تدخل عناصر فصيلة جويا والدفاع المدني حال دون ذلك.
لم تنتهِ معاناة موسى مع مرضه النفسي عند هذا الحد، إذ بدأ يعاني من تهيؤات جديدة، حيث «تراءى له أن جاره، والد الطفل، قد خطف شقيقته وقام بتعذيبها (علماً أنه لا يملك شقيقة أساسًا)». ومع تصاعد هذه الأوهام، قرر الانتقام من جاره بطريقة مأساوية، واختار أن يقتل ابنه، الطفل راشد جاسم علاوي، البالغ من العمر ست سنوات.
استدراج الطفل وقتله بدم بارد
عند اقتراب موعد الإفطار، قام القاتل باستدراج الطفل إلى شقته، وما إن دخل حتى «طعنه في رقبته مما أدى إلى إصابته بنزيف داخلي أودى بحياته». وبعد تنفيذ جريمته، «وضع جثته داخل كيس بلاستيكي ثم وضعه داخل خزانة الملابس».
بعد اختفاء الطفل المفاجئ، بدأ والده بالبحث عنه ونشر صورته على مجموعات الواتس آب، كما توجه إلى البلدية للإبلاغ عن فقدانه. وفي تحرك سريع، قامت عناصر البلدية وفصيلة جويا بالبحث عن الطفل، وصولًا إلى منزل موسى جعفر، حيث طرقوا الباب لكنه رفض فتحه. وعندما حاولوا استراق النظر من خلال الشقوق، «شاهد أحد العناصر جعفر وهو يحمل سكينًا»، مما دفعهم إلى كسر الباب واقتحام المنزل.
العثور على الجثة واعتراف القاتل
عند دخول العناصر، حاول القاتل تهديدهم بالسكين، إلا أنهم تمكنوا من السيطرة عليه. وبعد تفتيش المنزل، «عُثر على جثة الطفل داخل كيس بلاستيكي داخل خزانة الملابس». وعند التحقيق الأولي، بدأ القاتل «بالاعتراف بجريمته المروعة مدعيًا أنه ارتكبها بسبب قيام والد الطفل بتعذيب شقيقته (التي لا وجود لها أساسًا)»، فيما استمر بإطلاق «هلوسات غير مفهومة».
إحالة القاتل إلى التحقيق
تم توقيف موسى جعفر وإحالته إلى التحقيق تحت إشراف القضاء المختص، فيما لا تزال هذه الجريمة الوحشية تثير صدمة واسعة في البلدة وبين المواطنين الذين طالبوا بأشد العقوبات بحق القاتل.
بيان آل جعفر
هذا وصدر بعدها بيان عن آل جعفر أدانوا فيه «الجريمة النكراء والبشعة والمدانة التي اقدم عليها الجاني موسى جعفر».
وعليه أعلنت العائلة تبرّؤها من القاتل. وأضاف البيان: «نضع انفسنا في خدمة اهل الضحية كما وندعو الأجهزة الأمنية الى انزال أشد العقوبات بحق الجاني».
من جانبٍ آخر، دعت العائلة «بعض الاقلام المأجورة الى الكف عن الاستثمار بما جرى وعدم الإسهام في صب زيت حقدهم من اجل اهدافٍ معروفة للقاصي والداني».