اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
في ضوء الأحداث المتسارعة التي شهدتها محافظة السويداء في سوريا، والتي اتخذت طابعًا مقلقًا من الناحية الأمنية والطائفية، يستمر الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان باجتماعاته التنسيقية داخليًا ومع مرجعيات محلية في المناطق كافة، وذلك في محاولة واضحة لدرء أي ارتدادات قد تُهدد السلم الأهلي، وتحسّبًا لأي توتّر أمني قد يُستثمر لزرع الفتنة.
جهود للحفاظ على الاستقرار
في السياق، اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ 'تصرفات بعض الدروز في لبنان وسوريا ستؤدي لعزل الطائفة'.
وأشار في حديثٍ لـ'العربية' إلى أنّ 'الأمور تدهورت بالسويداء عندما حاول البعض الدخول بالمجهول ونادى بحكم محلي'.
وقال: 'الأمور هادئة اليوم بالسويداء لكن لا بد من حل من أجل سوريا موحدة'.
واعتبر أن بعض فصائل السويداء ارتكبت جرائم بحق أهلنا من العشائر.
وتابع جنبلاط: 'لا أوافق على تشكيل ما يسمى بجيش السويداء لأنه يعني التقسيم'، كاشفاً أن 'الشيخ حكمت الهجري طلب تدخل إسرائيل المباشر بالسويداء'.
وأشار إلى أن 'حكمت الهجري حاول الاستفراد بالقرار في السويداء'.
على صعيد متصل، جرى تواصل عصر أمس السبت بين شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى والشيخ حكمت الهجري، تناول مجريات الأمور الراهنة على مختلف المستويات.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز، فإن 'الشيخ أبي المنى قدم للشيخ الهجري خلال الاتصال بينهما التعازي بالشهداء، متمنياً للجرحى والمصابين الشفاء العاجل، ومؤكداً له السعي الدؤوب للمساعدة في تأمين مستلزمات الحياة للأهل في مدينة السويداء ومناطقها، من خلال الخطوات التي اتخذتها مشيخة العقل والمجلس المذهبي أخيراً لدعم أهالي السويداء، وكذلك لمضاعفة الجهود من أجل تثبيت وحدة الجبل وصون منعته والحفاظ على هويته الأصيلة، وتوازياً السعي الدؤوب لتوفير الاستقرار، من خلال التواصل المستمر مع الجهات الدولية المؤثرة عبر سفاراتها في لبنان'.
كما تلقى الشيخ سامي أبي المنى اتصالات من كبار شيوخ العشائر العربية، تم خلالها تبادل التأكيد على عمق العلاقة التي تربط الموحدين الدروز والعشائر، وعلى ضرورة التعاون لطي صفحة الأسى ومنع الاعتداء ووأد الفتنة، وفق البيان.
انعكاسات الأزمة السورية على لبنان
على صعيد متصل، توصّل لبنان وسوريا إلى اتفاق أمنيّ برعاية المملكة العربية السعودية في جدّة في آذار الماضي، نجح في تهدئة المواجهات الحدودية بين البلدين وإنهاء المظاهر المسلّحة وتوطيد استقرار حدوديّ بالحد الأدنى.
ورغم التعاون الأمنيّ بين البلدين للتعامل مع التحديات، تُضاعف تبعات التأزّم السوري الداخلي الخشية من تراجع الاهتمام بالحدود اللبنانية – السورية.
في ما خفتت المواجهات الحدودية في الأسابيع الأخيرة ولم يكن هناك مدعاة قلق منذ اجتماع جدّة، حيث نجح الاتفاق أمنياً في إرساء الاستقرار على الحدود اللبنانية – السورية وتشكيل لجنة مشتركة من الضباط الذين ينسّقون على مستوى مخابراتيّ بين البلدين، وسط تواصل بقي قائماً بين قادة المناطق لمعالجة الثغرات الأمنية.
ولكن يُخشى أن يقلّل اهتزاز الاستقرار في الداخل السوريّ من الاهتمام بالحدود اللبنانية – السورية. وإذا كان الجانبان اللبنانيّ والسوريّ لم يتشاورا في ترتيب النقاط الحدودية الخلافية بين البلدين ولا يزال ملفّ ترسيم الحدود في حاجة إلى متابعة، فإنّ البلبلة في مناطق سورية قد تشلّ أيّ قدرة على التشاور في ملف ترسيم الحدود.