اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
بيروت - عامر زين الدين
أثارت التداعيات الناجمة عن التغيير المناخي في لبنان موجة من الهواجس المقلقة والتحديات المستقبلية، في ضوء الاعتراف الرسمي بمخاطرها الظاهرة على اشجار السنديان خصوصا والغطاء النباتي عموما، رغم الطمأنة نسبيا من قبل وزارة الزراعة.
الجفاف الذي بدأ يدق ناقوس الخطر البيئي منذ العام 2021، من خلال عدة مؤشرات وحذرت من عواقبه دراسات علمية حديثة، ظهرت تجلياته بشكل اوضح من خلال الضرر الذي لحق بالغطاء التاجي لأشجار الارز في عدد من غابات الارز على مستوى لبنان.
بعد أشجار الأرز التي صمدت منذ آلاف السنين بوجه العوامل الطبيعية المختلفة وتسبب التغيير المناخي عبر تراجع الاجواء الباردة ومنسوب الثلوج المعتادة بإصابتها بأمراض وآفات حشرية، (حشرة السيفالسيا تضرب اشجار الأرز) وتؤدي إلى يباس «الطربون»، زادت المخاطر البيئية من الواقع الصعب والاستثنائي الذي يمر به لبنان.
ففي العام 2012، قام «معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند»، بإجراء دراسة خلصت إلى أن الجرود (الغابات) المرتفعة ستكون في 2020 عرضة للجفاف.
وعليه، اوضحت الوزارة في بيان، «ان موجة الجفاف الحاد والحرارة المرتفعة التي ضربت المناطق اللبنانية أدت إلى شيخوخة مبكرة للأشجار وتساقط أوراقها، خصوصا في الاراضي الفقيرة بالمياه والتي لا تستطيع تخزين الرطوبة اللازمة لدعم نمو الاوراق».
وأضاف البيان: «بدأت الظاهرة في المناطق الساحلية والوسطى، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ومن ثم امتدت إلى المناطق الجبلية والمرتفعات مع تفاقم موجات الحر في ذروة الصيف».
وفيما طمأنت الوزارة المواطنين بأن «الظاهرة طبيعة مناخية موسمية ولا تهدد الأشجار على المدى الطويل»، اشارت «جمعية الأرض» إلى انه «في الأيام الأخيرة، تكررت مشاهدات حول ظاهرة مقلقة وهو يباس اشجار السنديان وتعريتها، سواء بشكل متفرق أو بشكل جماعي».
ودعت الجمعية «وزارة الزراعة لمطالبتها بإجراء تحقيق علمي عاجل يفسر أسباب هذه الظاهرة، ويقيم واقع الغابات المهددة، وصولا إلى تحديد المسببات».
ولفت احد الباحثين لـ «الأنباء» رفض ذكر اسمه، إلى ان «المخاطر التي يواجهها لبنان اليوم تحدثنا عنها منذ 5 سنوات، وحذرنا من الوصول إلى مرحلة اسوأ أيضا، ودعونا حينها وزارتي الزراعة والبيئة لإنشاء مقاومة جديدة تعزز صمود الطبيعة ازاء المؤشرات التي كانت تصلنا».
وأضاف: «ثمة واجبات على الدولة القيام بها سريعا وليس فقط عبر البيانات، لتوفير الحماية اللازمة للغابات التي تتهدد بفعل التغيير المناخي، وما سيجلبه الامر من امراض وآفات حشرية ويرقات آخذة بالتطور بسبب تراجع أعداد مفترساتها الطبيعية كالطيور مثلا».
وطالب وزارة الزراعة «بوضع خطة لمكافحة هذه الظاهرة بطريقة مستدامة حيث مستقبل الغابات بخطر».