اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
كتب مرسال الترس في موقع 'الجريدة':
على الرغم من مرور سبعة أشهر على تسلّم حكومة الرئيس نواف سلام سلطاتها الدستورية، كحكومة أولى لعهد الرئيس جوزاف عون الذي تعوّل عليه شرائح واسعة من مختلف الطوائف والمذاهب اللبنانية، إلاّ أن كثراً باتوا يردّدون المثل القائل “الميّ بتكّذب الغطاس”.
فرئيس الحكومة الذي أتى من بيئة قضائية دولية، من المفترض أن تكون ذات مصداقية عالية، إلاّ أن ما ظهر حتى الآن، أنه حتى لو استمرت هذه الحكومة حتى موعد الانتخابات النيابية المقررة في شهر أيار من السنة المقبلة، فإن ما تمّت ترجمته في الأشهر السبعة السابقة، لن يكون مختلفاً عما فعله معظم الذين سبقوه في هذا الموقع ـ على الأقل في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف ـ حيث كانت الوعود سيدة المواقف، أما التنفيذ ففي خبر كان، في أفضل الأحوال، وإلاّ لما كان اللبنانيون يعانون مما تخبطوا فيه من أزمات مالية واقتصادية وحياتية في العقود الثلاثة التي عبرت وكأنها دهوراً!
وإلى كونه رئيساً للسطة التنفيذية، بنى المواطنون أوهاماً حول الوجوه الجديدة التي تولّت زمام الوزارات، على أمل أن يُحدثوا انقلاباً فعالاً في طريقة تنفيذ سلطاتهم، من منطلق أن كلاً منهم هو بمثابة رئيس للجمهورية في وزارته يستطيع ان يتحكم بالقرارات وفق ما يراه ملائماً، في حين أن رئيس الجمهورية في لبنان، ما بعد الطائف، بات ملزماً بتواريخ محددة لإبداء اعتراضاته على القوانين. ولكن ما ظهر في السبعة أشهر المنصرمة من عمر هذه الحكومة يؤشر إلى أن أياً منهم لن يستطيع أن “يشيل ذلك الزير من البير”.
وزراء الخدمات الأساسية، من الطاقة إلى الاتصالات إلى الاقتصاد… لم يسجلوا حتى اليوم أي قفزة تُسجّل على أنها نوعية، إلاّ ما خلا تلك التصريحات والمواقف في مؤتمرات صحفية باهتة تُركز على استخدام عبارة “سوف”. ولم يفعلوا ما يُمكن أن يُستشف منه أنه قد يوصل الناس إلى تلّمُس ما يشتهون: من ساعات تغذية من كهرباء، أو اتصالات لا يشوبها انقطاع، أو حماية جدية للمستهلك من جشع التجار… أو.. أو…!
أما الوزارات السيادية، من الخارجية والدفاع والصحة والتربية، فيبدو أن همها التركيز على إصدار البيانات التي لا تغني عن جوع!
وما تبقى من وزارات، فهي غارقة في روتين لا يبدو أن له نهاية في المدى المنظور.
فمع احترام الشعب اللبناني المقهور لنوايا أولئك الوزراء، الناجحين في أعمالهم الخاصة كما قيل، إلاّ أن اللبنانيين بات ملوّعين من وعود من سبق هؤلاء الوزراء بأشواط!