اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان «لبنان الجديد سوف يُبنى على العدالة والحقيقة»، وان قضية المفقودين والمخفيين قسراً «تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية وبالتالي فان الحق مقدّس لكل عائلة في معرفة الحقيقة عن مصير أبنائها المفقودين»، داعيا جميع الأطراف المعنيين الى التعاون والمساعدة وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية.
كلام الرئيس عون جاء أمس خلال حفل قسم أعضاء الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا، اليمين أمام رئيس الجمهورية بعد صدور المرسوم الرقم 973 الذي قضى بتعيينهم في 27 آب 2025، وهم: جوزيف سماحة (قاض في منصب الشرف)، ندى الخراط (محامية من نقابة المحامين في بيروت)، زياد أحمد عجاج (محام من نقابة المحامين في طرابلس)، سامر عبدالله (أستاذ جامعي)، جبرايل بطرس مشعلاني( طبيب شرعي)، ماري رين أنطوان صفير (من الناشطات في حقوق الإنسان)، جوزيف عزيز هليط (من الناشطين في حقوق الإنسان)، عبير أبو زكي حيدر (من الناشطات في الجمعيات الممثلة لذوي المفقودين)، نيفين وليد زرقوت (من الناشطات في الجمعيات الممثلة لذوي المفقودين).
ورحّب الرئيس عون بأعضاء الهيئة وهنّأهم على الثقة التي وضعها مجلس الوزراء بهم، مؤكدا على أهمية اللحظة التاريخية في مسار العدالة من خلال معالجة هذا الملف الإنساني الشائك. وقال: «أدرك جيدا معاناة العائلات التي لا تزال تنتظر منذ عقود لمعرفة مصير أحبائها، وهذا حقها، ذلك ان قضية المفقودين والمخفيين قسرا، تتجاوز الانتماءات السياسية والطائفية، وبالتالي فان الحق مقدّس لكل عائلة في معرفة الحقيقة، من هنا دقة مهمتكم وصعوبتها في آن لان مرور عقود من الزمن يجعلها معقّدة أكثر فأكثر. لذلك لا بد من التأكيد على ضرورة تعاون جميع الأطراف معكم وكسر جدار الصمت للمساهمة في كشف الحقيقة مهما كانت قاسية».
وأكد الرئيس عون ان الدولة سوف تؤمّن كل ما من شأنه تسهيل مهمة الهيئة التزاما بالقانون الذي انشأها، وجعلها هيئة مستقلة ولها ضمانات في عملها، فضلا عن التزام لبنان بموجب الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وانطلاقا من المهام الملقاة على عاتقها لا سيما لجهة الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا وجمع المعلومات والوثائق وإنشاء قاعدة بيانات شاملة، والتعاون مع الجهات المعنية محليا ودوليا، ودعم العائلات نفسيا واجتماعيا وقانونيا.
واعتبر الرئيس عون ان أهمية عمل الهيئة تكمن في ارتباط قضية المفقودين بمسار المصالحة والسلم الأهلي والتأكيد على ان معرفة الحقيقة هي خطوة أساسية نحو بناء الثقة وعدم تكرار الماضي الأليم. وشكر رئيس الجمهورية المجتمع المدني والمنظمات التي ناضلت من أجل هذا الملف. وقال: «هذه الهيئة رسالة أمل لعائلات المفقودين، فكونوا على قدر الثقة التي وضعت بكم لأن لبنان الجديد سوف يُبنى على العدالة والحقيقة».
واستقبل الرئيس عون الوزير السابق مروان شربل وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة، وبعد اللقاء قال شربل: ان الاجتماع مع الرئيس عون كان مثمراً تطرقنا خلاله الى عمل مؤسسات الدولة عموما، ولا سيما عمل الهيئات الرقابية التي يجب أن تلعب دورا أساسيا في انتظام عمل الوزارات والإدارات الرسمية والمؤسسات العامة. كما تطرقنا الى الوضع الأمني في البلاد. وتوقفت عند الموقف الذي أعلنه رئيس الجمهورية حول مسألة التفاوض لحل المواضيع الأساسية على غرار ما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي تم برعاية أميركية وأممية، وهذا الموقف يؤسس في رأيي لمرحلة جديدة من العمل لتكريس السيادة الوطنية على كل الأراضي اللبنانية. لقد كان لموقف الرئيس عون وقعاً إيجابيا.
واستقبل الرئيس عون النائب السابق إبراهيم عازار وعرض معه الأوضاع العامة.
كما استقبل الرئيس عون في حضور الممثلة الشخصية لرئيس الجمهورية لدى المجلس الأعلى للفرانكوفونية كارلا اده، رئيس الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) سليم خلبوص مع وفد مرافق، الذي أطلع الرئيس عون على عمل الوكالة في لبنان منذ أكثر من 30 سنة، لافتا الى ان الوكالة تضم نحو ألف جامعة ومركز أبحاث بينها مئة جامعة ومركز أبحات في 12 بلدا في منطقة الشرق الأوسط، ويشكّل لبنان البلد الأبرز في المنطقة لوجود أكثر من 25 جامعة منضوية في الوكالة.
وردَّ الرئيس عون مرحّبا بخلبوص ومنوّها بالعمل التربوي الهام الذي تقوم به الوكالة الجامعية للفرانكوفونية، لا سيما وان الفرانكوفونية هي ركن أساسي من هوية لبنان الثقافية وتشكّل جزءا لا يتجزأ من تراثه اللغوي والحضاري، داعيا الى توسيع آفاق التعاون بين الجامعات اللبنانية ومؤسسات التعليم العالي للفرانكوفونية في العالم لا سيما «واننا نرى في التعليم العالي الفرانكوفوني فرصة استراتيجية لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان». كما استقبل الرئيس عون، وفداً من الاتحاد اللبناني للميني فوتبول برئاسة رئيس الاتحاد أحمد دنش الذي أطلع رئيس الجمهورية على مشاركة لبنان في كأس العالم للميني فوتبول للسيدات الذي جرى في إربيل في العراق بين 16 و23 أيلول الماضي، وأحرز فيه فريق السيدات اللبناني المركز الثالث.