لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
من الطبيعي أن تشعر المرأة التي أصيبت بسرطان الثدي بالقلق عندما تفكر في مسألة الإنجاب، فإمكانية الحمل بعد علاج سرطان الثدي أمر ممكن وحقيقي، بشرط أن يتم تحت إشراف الفريق الطبي المختص ووفق خطة مدروسة.
لذلك، إذا كنتِ تفكرين في إنجاب الأطفال بعد التعافي، فإليك أهم المعلومات المتعلقة بالخصوبة والحمل لدى مريضات سرطان الثدي، كما وردت في موقع Breastcancer المتخصص في المعلومات الطبية حول هذا المرض.
تأثير علاجات سرطان الثدي على الخصوبة وفرص الحمل
من الطبيعي أن تواجه المرأة بعد علاج سرطان الثدي تحديات تتعلق بالخصوبة والرغبة في الإنجاب. فالعلاجات المستخدمة لعلاج المرض، رغم فعاليتها في القضاء على الخلايا السرطانية، قد تؤثر بدرجات متفاوتة على قدرة المرأة على الحمل لاحقًا.
إليك أبرز التحديات الإنجابية بعد علاج سرطان الثدي:
كيف تؤثر علاجات سرطان الثدي على الخصوبة؟
تتلقى أغلب النساء المصابات بسرطان الثدي مزيجًا من العلاجات، بصرف النظر عن نوع الورم أو مرحلته، وهذه العلاجات يمكن أن تؤثر على الخصوبة بطرق مختلفة:
بعض العلاجات قد تسبب عقمًا مؤقتًا أو تجعل الحمل أكثر صعوبة.
بعض العلاجات تسبب انقطاع الطمث الدائم (سن اليأس)، مما يعني أن العقم غير قابل للعلاج ولن تتمكني من الحمل بعد ذلك.
بعض العلاجات، مثل العلاج الإشعاعي، لا تؤثر على الخصوبة على الإطلاق.
العلاج الهرموني وتأثيره على الإنجاب
يُعدّ العلاج الهرموني من الأساليب الأساسية لعلاج سرطان الثدي لدى النساء قبل انقطاع الطمث، حيث يُستخدم للحد من تأثير الهرمونات الأنثوية (خصوصًا الإستروجين) التي قد تُحفّز نمو الخلايا السرطانية.
تشمل الأدوية الهرمونية المعتمدة في هذه المرحلة ما يلي:
تاموكسيفين (Tamoxifen)
وإيفاستا (Evista/رالوكسيفين)
وفاريستون (Fareston/توريميفين).
يمكن أن تسبب هذه الأدوية الهرمونية عدم انتظام في الدورة الشهرية أو توقفها بالكامل، كما توقف المبيضين عن إنتاج البويضات.
وبعد الانتهاء من العلاج، تستأنف العديد من النساء قبل سن اليأس دورتهن الشهرية مرة أخرى. ومع ذلك، قد يكون الحمل صعبا على البعض بعد العلاج الهرموني.
تثبيط وظيفة المبيض أثناء العلاج الكيميائي
يلجأ الأطباء أحيانًا إلى استخدام طريقة تُعرف باسم تثبيط المبيض، وهي إجراء مؤقت يهدف إلى إيقاف نشاط المبيضين أثناء فترة العلاج الكيميائي لحماية الخصوبة قدر الإمكان.
تعتمد هذه الطريقة على أدوية تُسمى ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists)، والتي تعمل على كبح إنتاج الإستروجين من المبيضين طوال فترة العلاج.
ويُعرف هذا الإجراء بـ 'تثبيط المبيض'، ويقدم للنساء قبل سن اليأس اللاتي:
تم تشخيصهن بسرطان ثدي إيجابي لمستقبلات الهرمون.
لديهن خطر عالٍ جدا لعودة السرطان بعد العلاج.
لا يرغبن في استئصال المبيض جراحيا لأنهن يطمحن للإنجاب بعد الانتهاء من العلاج الرئيسي.
تعمل هذه الأدوية على منع إفراز هرمون GnRH من الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز المبيضين للإباضة. وعندما يُثبط هذا الهرمون، تتوقف الإباضة مؤقتًا، مما يؤدي إلى عقم مؤقت وقائي خلال فترة العلاج.
وبعد إيقاف الدواء، تستعيد المبايض وظائفها تدريجيًا وتعود لإنتاج الإستروجين، مما يعني أن الخصوبة غالبًا ما تعود، ويمكن للمرأة الحمل لاحقًا بإشراف طبي مناسب.
الخصوبة والحمل بعد العلاج الكيميائي
يُعدّ العلاج الكيميائي أحد أهم ركائز علاج سرطان الثدي، لكنه قد يؤثر على الخصوبة بدرجات متفاوتة، تبعًا لعوامل متعددة مثل العمر، ونوع الأدوية، والجرعات المستخدمة. وعلى الرغم من ذلك، فإمكانية الحمل بعد العلاج الكيميائي تبقى ممكنة، خاصة لدى النساء الأصغر سنًا.
أهم العوامل التي تحدد فرص الحمل بعد العلاج الكيميائي:
انقطاع الطمث المبكر: قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى توقف الدورة الشهرية مؤقتًا، وغالبًا ما تعود بعد عدة أشهر أو حتى عام كامل، خصوصًا لدى النساء الشابات.
العمر: كلما كانت المرأة أصغر سنًا عند بدء العلاج، زادت احتمالية استعادة المبيضين لوظيفتهما بعد انتهاء العلاج، لأن احتياطي البويضات لديها يكون أكبر مقارنة بالنساء في الأربعين وما فوق.
الجرعة: النساء اللاتي يتلقين جرعات عالية من الأدوية الكيميائية يكنّ أكثر عرضة لحدوث عقم دائم من اللواتي يتلقين جرعات منخفضة أو معتدلة.
أدوية كيميائية ذات خطورة متوسطة إلى عالية الخصوبة: سيتوكسان (سايكلوفوسفاميد)، بلاتينول (سيسبلاتين)، وأدريامايسين (دوكسوروبيسين).
أدوية كيميائية أقل عرضة للتسبب في العقم: ميثوتريكسيت، فلورويوراسيل (5-فلورويوراسيل)، وفينكريستين.
الخصوبة والحمل بعد العلاج المُوجَّه
تستهدف العلاجات الموجهة نوعًا محددًا من الخلايا السرطانية، مما يجعلها عادة أقل ضررًا على الخلايا السليمة مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، وبالتالي تكون آثارها الجانبية على الخصوبة أقل.
فإذا كنت تتلقين علاجات مُوجَّهة وترغبين في الحمل مستقبلا، فمن الضروري إبلاغ طبيبك لتحديد المدة الآمنة بين الانتهاء من العلاج وبدء محاولات الحمل.
الخصوبة والحمل بعد العلاج الإشعاعي
يوصي الأطباء بالبدء في إجراءات حفظ الخصوبة قبل الخضوع للعلاج الإشعاعي، وقد تشمل خيارات حفظ الخصوبة تجميد أنسجة المبيض، أو جمع البويضات وتخصيبها وحفظها لحين الانتهاء من العلاج.
وسائل منع الحمل بعد علاج سرطان الثدي
على النساء اللاتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي استخدام طرق منع الحمل غير الهرمونية، مثل اللولب غير الهرموني، لتجنب أي زيادة محتملة في خطر الإصابة بالسرطان بسبب الهرمونات.
وينصح بشدة باستخدام وسائل منع الحمل غير الهرمونية لتجنب الحمل أثناء فترة العلاج الكيميائي.
العلاج أثناء الحمل والرضاعة بعد التعافي من سرطان الثدي
العلاج أثناء الحمل: من الممكن تلقي علاج فعال لسرطان الثدي أثناء الحمل، إذ توجد إرشادات عالمية معتمدة، مثل تلك الصادرة عن شبكة NCCN، التي تساعد المؤسسات الصحية على ضمان فعالية العلاج وسلامة الجنين في كل مرحلة من مراحل الحمل.
الرضاعة الطبيعية: تعتبر الرضاعة الطبيعية آمنة طالما أنكِ لا تتلقين علاجًا كيميائيا أو هرمونيا أو مُوجَّها. وإذا خضعت المرأة لعملية استئصال جزئي أو كامل للثدي، يمكنها الإرضاع فقط من الثدي غير المصاب أو الذي لم تتأثر قنوات الحليب فيه.
في الختام، يعد الحمل بعد التعافي من سرطان الثدي خطوة ممكنة وآمنة عند التخطيط الجيد ومتابعة الفريق الطبي، مع الأخذ بالاعتبار فترة الانتظار الموصى بها للحد من خطر عودة المرض، واستخدام الخيارات المتاحة للحفاظ على الخصوبة، مما يتيح للنساء تحقيق حلم الأمومة بأمان وطمأنينة بعد التعافي.