اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
أشار عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب حسن عز الدين، خلال احتفال تأبيني في بلدة معروب، الى أن 'المقاومة حققت معادلاتٍ واقعية أثمرت استقرارًا وازدهارًا في لبنان، فبفضلها تم بناء الدولة والبنى التحتية وإعمار الأسواق، وكان ذلك في عزّ القتال الذي أربك العدو الصهيوني ومنعه من التمادي أكثر'، معتبرًا أن 'ما يُروّج له العدو الصهيوني في محاولةٍ لتضليل الرأي العام وإيهام الناس بأن السلام سيأتي على لبنان بالمنّ والسلوى، معاكسٌ للواقع إذا أردنا أن نقرأ التاريخ ونعود إلى الوراء في الزمن قليلاً إلى أوائل التسعينات، أو حتى إلى ما قبلها وتحديدًا إلى الوقت الذي وقّعت فيه مصر اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلي، فنجد أن وضع مصر لم يتحسّن، فلم تتحقق فيها نهضة اقتصادية حقيقية، ولا دولة متماسكة، بل تعطّلت دورتها كدولة عربية أساسية، والأمر نفسه بالنسبة للأردن التي وقّعت اتفاقية وادي عربة، إذ تضاعفت ديونها، أما الشعب الفلسطيني فلم يحقق شيئًا من اتفاقية أوسلو، ولم يحصل على دولة إلى اليوم، وجرى تقسيم الضفة الغربية وصارت اليوم مليئة بالمستوطنات، وبات الفلسطيني محاصرًا بين جدرانها'.
ورأى أن 'منطق فرض السلام بالقوة، رغم ما يُرفع من شعاراتٍ عن السلام، إنما هو منطقٌ يؤدي إلى الاستسلام، لأن من يريد أن يفرض السلام بالقوة لا يصنع سلامًا، فالسّلام يحتاج إلى عدالة، ومع فقدان العدالة والإنصاف في الحقوق والواجبات لا يمكن أن يتحقق السلام'.
وفي احتفال آخر في بلدة سلعا، لفت عز الدين الى أن 'ثمة أدواتٍ إعلاميةٍ وسياسيةٍ في بلدنا تعمل لصنع رأيٍ عامٍ ظاهريٍّ، من أجل أن يذهب لبنان إلى التفاوض المباشر مع العدو الإسرائيلي، أو يوقّع معاهدة سلام أو يطبّع العلاقات معه، وأننا بتنا نرى في واقعنا أو عبر الشاشات والإذاعات والصحف والخطابات، مناخًا جديدًا يحاول البعض الترويج له نتيجةً لما جرى، ولاستمرار الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتواصلة'.
واضاف :'بتنا نرى هذا في وسائلنا الإعلامية الرسمية وبعض القنوات الخاصة، وهذا نضعه برسم وزير الإعلام، إذ صار بعض النواب والسياسيين يدعون إلى مفاوضات مباشرة مع العدو، في الوقت الذي لا يزال فيه هذا العدو عدوًا بحسب عقيدة جيشنا الوطني، ولا يمكن أن تُقام معه علاقات سياسية أو ما شابه، وبدأنا نسمع عن نغمة السلام والتطبيع والمفاوضات المباشرة السياسية، وهي عناوين ظاهرها سلام وباطنها استسلام.
وأضاف عز الدين: كل من يذهب إلى 'سلام ترامب ونتنياهو' يذهب في الحقيقة إلى السلام الذي رأيناه في غزة، والذي نراه في أي مكان كما قال منطق أمريكا، منطق القوة الذي يريدون فرضه بالقوة، والسلام يضع الآخر إمّا أمام الاستسلام أو القتل، وهو نفس الخيار الذي وضعه يزيد أمام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء بين السلة والذلة، ونحن أتباع أهل البيت ومن مدرسة كربلاء وأتباع الإمام الحسين في نهجه وسلوكه وأفكاره وعقيدته وكل ما ضحّى من أجله، نقول بالفم الملآن كما قال إمامنا: هيهات منا الذلة'.
واعتبر ان 'لبنان بتكوينه الطائفي والسياسي لا يمكن فيه لفريقٍ ينخرط بما ينخرط به، ويتماهى مع ما يريده الأمريكي والإسرائيلي، أن يحقق ذلك، لأننا نحن شركاء في هذا الوطن، ومن حقنا أن نرفض لأننا أدركنا تمامًا أن هذا العدو لا يريد إلا السيطرة، وكل ما يُروّج له العدو، إن كان المطلوب هو الاستسلام والانصياع والإرهاب، فنحن في لبنان نرفض هذا المسار من بداياته، وأعلنّا موقفنا أكثر من مرة فيما يتعلق بهذا الموضوع'.