نعيم قاسم يصعّد: مواقف تتحدّى الدولة وتُبقي سلاح "الحزب" خارج الشرعية!

في وقتٍ يحتاج فيه لبنان إلى توحيد القرار السياسي والعسكري تحت سلطة الدولة حصرًا، يواصل الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، إطلاق المواقف التي تتحدّى منطق الدولة وسيادتها، عبر الإصرار على إبقاء السلاح خارج إطار المؤسسات الشرعية وفرض شروط مسبقة على أي تفاوض أو اتفاق يتعلق بالأمن الوطني.

وبينما يدعو اللبنانيون إلى استعادة قرار الحرب والسلم عبر الحكومة وحدها، يصرّ قاسم على رسم خطوط حمراء تتجاوز الدولة، وتضع البلاد أمام معادلة الأمر الواقع، ملوّحًا بمخاطر “غرق السفينة” بدل الانخراط الجدي في مشروع الدولة الواحدة.

قاسم الذي صوّب انتقاده الى رأس الدولة والحكومة، أكد في كلامه أن 'كل السهام التي تصوّب على حزب الله ستتكسّر وستزيدنا قوةً وعزيمةً'، وأن الحزب 'يتعاون مع الجميع لبناء الدولة وتحرير الأرض ولا ينتظر شهادةً من أحد'.

وأشار إلى أن “الدولة اللبنانية قررت حصر السلاح ولا علاقة للخارج كيف نتفق داخليًا ونتعاون مع الدولة ونؤيد خيارها الدبلوماسي لوقف الحرب”.

وقال قاسم: “بعض الجهات المتضرّرة واجهت بيان حزب الله حول زيارة البابا بدلًا من الاهتمام بالزيارة نفسها”. ووصف تعيين مدني في لجنة 'الميكانيزم' بأنه 'اجراء مخالف بوضوح لكل التصريحات.

تصعيد يضع 'الحزب' تحت ضغط السلاح

مصادر أمنية أشارت عبر 'الأنباء الإلكترونية' الى أن ما أعلنه الشيخ قاسم كان متوقعًا. وتوقعت المصادر أن يخفف الحزب من انتقاداته ضدّ الدولة والحكومة اذا ما خفّفت اسرائيل من أعمالها الاستهدافية ضده.

وتوقعت المصادر استمرار الاستهدافات ضد 'حزب الله' اذا لم تتوصل لجنة 'الميكانيزم' الى تقدم في حل النقاط المختلف عليها ومنها موضوع حصرية السلاح، وهو ما ألمح اليه الموفد الأميركي توم باراك في تصريحاته أمس الجمعة.

انتقادات

في هذا السياق، وردًّا على خطاب قاسم، قال رئيس حزب 'حركة التغيير' ايلي محفوض في بيان: “عن أي مقاومة تتحدّث يا شيخ نعيم قاسم، ولو تسمّي مَن الذي يريد مواجهتكم لمجرّد أنكم تطرحون مشروعًا تغييريًا فيه وطنية وكرامة واستقلال، والمستكبرون لا يريدون ذلك. رويدًا رويدًا يا شيخ، فعباراتك ومفردات خطابك مستحضرة من زمن ولّى، أمّا مشروعكم فهو يتناقض مع الدستور اللبناني والقوانين اللبنانية وطبيعة العيش معًا كمسلمين ومسيحيين ودروز، ولعلّ كتابك الذي نشرته بعنوان:”حزب الله: المنهج – التجربة – المستقبل”، يوضح نكرانكم للجمهورية المدنية ومناداتكم بعقيدة لا تأتلف مع تركيبة المجتمع اللبناني المكوّن من ١٨ طائفة”.

وتابع محفوض: “شيخ نعيم، ليس المهم رفضك لتسليم سلاح الميليشيا، فالأهم هو إرادة اللبنانيين وتعميم ثقافة الدولة والمؤسسات. “مش مهم إذا بتقبل أو بترفض”، فالسلاح وسيلتكم للهيمنة والسيطرة تأمينًا لمشروعكم ومصالح دولة أجنبية. الموضوع لم يعد على ذوقك.

أنتم خدّام إيران، ولا نسمح لك بتوجيه الإهانات والتطاول على اللبنانيين الرافضين لمشروعك وميليشياتك، ومَن غيركم يخدم في خدمة الخادم الأكبر. شيخ نعيم، صحّح مسارك وحسّن أداءك ولطّف تعابيرك، فالناس ليسوا عبيدًا عند مزاجيتك”.

وتابع: “شيخ نعيم، لا نسمح لك بأن تتوجه بعد اليوم بالتخوين، فبيتكم من قزاز وعرشكم الكرتوني لم يعد يجدي نفعًا، وقبل المراجل والتهويل والتهديد أنت مسؤول عن استجرار الاحتلال وعن دمار البلاد.

بأي صفة يا شيخ قاسم تعتبر أن تعيين لبنان لـ”مدني” في لجنة رقابة وقف النار مخالف للقانون وتنازل مجاني وسقطة إضافية للحكومة؟ من أنت؟ وما هو موقعك؟ كي تقيم تقييمًا لا نراه سوى لتمكين دولة أجنبية من استغلال أرضنا واستعمال فئة كي تخرّب خدمة لها. ما يصدر عن الدولة، عن الحكومة، عن رئيس الجمهورية، قرارات مبرمة للتنفيذ، وأي معارضة لكم فلتكن من خلال مؤسسات الحكومة والبرلمان، وبغير ذلك احتفظوا بتحفظاتكم داخل مقراتكم.

شيخ نعيم، غرق السفينة حصل منذ العام 2000، وما يجري اليوم هو تصحيح للاعوجاج والشذوذ الذي ابتدعتموه تحت ذريعة المقاومة”.

وختم محفوض: “شيخ نعيم، حان الوقت لكتابة النهاية للفيلم الإيراني الطويل، ليصار بعد ذلك إلى التحاقكم بالدولة اللبنانية تحت راية الجمهورية اللبنانية التي ترعى وتحمي جميع اللبنانيين”.

كما كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج عبر منصة “إكس”: “من طلب رأيكم في مسألة تسليم السلاح؟ فأنتم ستسلّمون سلاحكم عاجلًا أم آجلًا، لأن الحكومة اللبنانية الشرعية اتخذت قرارًا واضحًا بذلك. أما عن “غرق السفينة”، فعليكم يا شيخ نعيم في حزب الله أن تُسرعوا في تغيير خطابكم السياسي وخياراتكم قبل أن تغرق سفينتكم أنتم، لا سفينة الوطن'.

وأضاف: ”أمّا لبنان، وطنُنا جميعًا، فسنقوم نحن وكلّ الأحرار والسياديين بكلّ ما يلزم كي لا يغرق، ولن نسمح بانهياره. سننجح في إنقاذه مهما طال الزمن… وأنتم مدعوّون لإنقاذه معنا!”.

كما كتب النائب إيهاب مطر، على منصة “إكس”: “شيخ نعيم، اعتبرتم أن مشاركة مدني في اللجنة تنازل مجاني، فنسألكم: معركة الاسناد ماذا كانت؟ ألم تكن ذريعة وخدمة مجانية لإسرائيل لتدمير لبنان والتسبب بالويلات الأخيرة؟ واليوم سلاحكم أيضًا هو ذريعة مجانية لاستهداف البلد. أما حديثكم عن الاستراتيجية الدفاعية ففيه لغط كبير، الاستراتيجية الدفاعية تضعها الدولة، أي الحكومة، مثل أي استراتيجية وطنية بيئية أو تربوية، ما يعني لا دور ولا علاقة لسلاح غير شرعي بهكذا استراتيجيات. شيخ نعيم، اتركوا القرار للدولة كي تتعاطى مع أطماع إسرائيلية مرفوضة وكيان مجرم… الفرصة اليوم للدولة وحدها”.