اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
لم يكن مفهوم الوطن ملتبساً في فكر الإمام المغيب موسى الصدر فبقاء الأوطان وخلودها أيضا ليس أنشودة ولا حلماً ولا التزامات وطنية أو دولية بل هو الوحدة الحقيقية في الاتجاه من المبدأ المتكون مع الآلام والمنافع.
بهذه الكلمات انطلق الإمام الصدر في رؤيته لأهمية مكونات لبنان المختلفة من حيث الطوائف والمناطق، معتبراً إياها نقطة قوة للانطلاق والانفتاح وصولاً إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الخطر الحدودي مع البلاد وهو الكيان الصهيوني والذي رآه كياناً عنصرياً توسعياً يستند إلى عقيدة مزيفة وادعاءات باطلة هدفه السيطرة على المنطقة.
وفي ضوء فهمه لدور لبنان وموقعه في ساحة الصراع والمواجهة بدأ بحراكه وتشجيع الناس على فهم الأمور وحقيقة الخطر المحدق بهم لتعمى شوارعه بالمسيرات الشعبية، بعد أن لاقى أثراً فيهم حتى وصل هذا الأثر إلى إنشاء المقاومة اللبنانية للاحتلال.
يقول:' معركتنا مع إسرائيل، استمرار لمعركة الحسين ع'.
وكما كان إمام المحرومين والفقراء لم تغب القدس وفلسطين عن عينه وقلبه يوما فأخذ يدعو الناس إلى الانتفاض في وجه الظلم، معتبراً أن مقاومة الاحتلال واجبة على الجميع وهي بالأصل مشتقة من مدرسة كربلاء.
عمل الإمام الصدر على حفظ الوطن فقال يوماً إن مسألة الدفاع عن النفس وعن البيت حق بل واجب على كل مواطن لا يمكن منعه عنه بعدما تخلت السلطة عن واجباتها.
فحاول مراراً تقوية الجيش اللبناني والدولة اللبنانية حتى دعا العرب إلى توحيد الموقف لإيقاف مشروع الغرب في المنطقة ولكن لما لم يلق إلا التخاذل الدولي شق طريقه في المقاومة مع الفئة القليلة التي هزمت الفئة الكبيرة.
وبقيت كلمته الشهيرة 'السلاح زينة الرجال، مصنع الرجال..'
ومن كلماته في حق المقاومة أفراد المقاومة 'هم الذين يطبقون شرعة الإنسان ويؤتمنون على صيانة الأخلاق والمثل وينفذون إرادة المسيح عليه السلام وإرادة محمد صلى الله عليه وآله وسلم'.
إن المقاومة ليست مجموعة عصابات مخربة يستعملهم لبنان لإزعاج 'إسرائيل' بل إنهم أصحاب حق ومظلومون لا نريد ولا نرضى أن ننتظر حتى تحتل أرضنا وبعد ذلك نؤسس المقاومة لاستعادة الأرض المحتلة.
'احفظوا أيها الأخوة رصاصاتكم للخطر المنتظر'.