اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٥
اعتبر رئيس تحرير 'جنوبية' الصحافي علي الأمين، في تعليق له حول إعلان الأمين العام ل'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم الإنتصار مجددا في كلمته أمس، 'إننا أمام ما شاهدناه في لبنان من عملية تدمير إسرائيلية ممنهجة، طالت معظم قيادات 'حزب الله'، مع ما جرى من تدمير أكثر من 60 قرية في منطقة الشريط الحدودي بشكل شبه كامل، فضلا عن التدمير الهائل الذي طال منطقة الضاحية الجنوبية، ومناطق البقاع، وصولا إلى الاتفاق الذي حصل'، وقال': لا نعرف كيف يوصف كل ذلك بالانتصار'!
هذا الاتفاق هو اتفاق أقل ما يقال فيه انه مذلّ، وإذا كان 'حزب الله' يحترم عقل جمهوره ويحترم اللبنانيين، فانه يجب أن يجلس جانبا، ويترك للدولة اللبنانية ان تنقذ ما يمكن إنقاذه'
وأشار الأمين إلى أن 'هذا الاتفاق الذي وافق فيه 'حزب الله'، على تسليم سلاحه في جنوب الليطاني، منهياً بذلك عمليا وظيفة المقاومة، فوافق ووقع على أن لا يكون له أي وجود عسكري في هذه المنطقة، وأعطى الضابط الأميركي الذي يرأس اللجنة الخماسية المعنية بالاتفاق، حق تفسيره وتنفيذه، ولا يستطيع الحزب أن يقول اليوم، أنه لا يوافق على هذا الامر، وهو وافق مسبقا على إعطاء الحق للولايات المتحدة بأن تفسر هذا الاتفاق، وهذا الحق الذي أعطاه للولايات المتحدة، دفع أيضا الولايات المتحدة أن تنجز اتفاقا مع إسرائيل، في أن تتبادل المعلومات فيما يتعلق بشان لبنان، وكل هذا وافق عليه 'حزب الله' وأقر به ثم يخرج ويقول لنا بلسان امينه العام أنه منتصر'!
إقرأ أيضا: خطر كبير يدمّر البشر والبحر.. لبنان أمام معضلة ضخمة بعد الحرب: أين نذهب بالركام؟
واعتبر الأمين أن 'هذا الاتفاق هو اتفاق أقل ما يقال فيه انه مذلّ، وإذا كان 'حزب الله' يحترم عقل جمهوره ويحترم اللبنانيين، فانه يجب أن يجلس جانبا، ويترك للدولة اللبنانية ان تنقذ ما يمكن إنقاذه'.
القول بوجوب المقاومة الآن، يعني أن 'حزب الله' يريد أن يصادر مصطلح المقاومة كله، ويعتبر أن المقاومة هي 'حزب الله' وهذا غير صحيح'
وحول ما قاله الشيخ قاسم من أن الخروق الإسرائيلية تستدعي المقاومة، شرح الأمين: 'قد يقول الشيخ قاسم أن هناك 1350 خرقا أو أكثر، ولكن إسرائيل تقول في المقابل أن ما تقوم به يتم بناء على الاتفاق، لا نريد أن نبرىء إسرائيل من الخروقات، لكن يجب أن يعلم أن ما وقع عليه أعطي لإسرائيل مساحة من الحركة ومن التصرف، بمعنى أن إسرائيل يمكن أن تضرب ما يمكن أن تعتبره تجاوزا او تهديدا لها، وبالتالي هناك مساحة واسعة في تفسير حق إسرائيل بالتصرف وفرها لها هذا الاتفاق، لذلك فإن الأسئلة موجهة لمن وافق على هذا الاتفاق ووقع عليه، ويجب أن يستصدر من اللجنة الخماسية وتقول له ما هي الخروقات، وهو لا يستطيع الآن أن يقرر إن كان هناك خرق أم لا، بالتالي فإن القول بوجوب المقاومة الآن، يعني أن 'حزب الله' يريد أن يصادر مصطلح المقاومة كله، ويعتبر أن المقاومة هي 'حزب الله' وهذا غير صحيح'.
واعتبر الأمين أن 'الدولة اللبنانية اليوم، تقوم بفعل المقاومة، وسياسة الدولة اليوم بالاتصالات الدبلوماسية وحركة الجيش هذا عمل مقاوم، ومقاومة 'حزب الله' أوصلت لبنان إلى الكارثة، فالشكل الذي كان يروّج له حزب الله ويبشر فيه أنه سيحقق من خلاله الانتصار، دمر لبنان فعليا'.
وحول رفض الشيخ قاسم التمديد للاتفاق، أشار الأمين أن 'حكومة الرئيس ميقاتي التي شكلها 'حزب الله' وله عليها تأثير يعرفه الجميع، وأركان هذه الحكومة القريبون من 'حزب الله' والرئيس نبيه بري، كانوا قادرين أن يضغطوا ويحثوا ميقاتي على رفض هذا التمديد، أما أن يقال ذلك في العلن فهذا أمر غير منطقي'.
مقاومة 'حزب الله' أوصلت لبنان إلى الكارثة، فالشكل الذي كان يروّج له حزب الله ويبشر فيه أنه سيحقق من خلاله الانتصار، دمر لبنان فعليا'
وحول ما يمكن أن يفعله 'حزب الله' اعتبر الأمين 'أن حزب الله لن يقوم بخرق المعادلة القائمة، بعد اتفاق وقف اطلاق النار، لأنه يعرف ثمن ذلك' مشيراً إلى أن 'الجيش اللبناني هو المسؤول والسلطة اللبنانية هي المسؤولة، وهي المعنية باستكمال عملية انتشار الجيش، وهناك تحديد وقت الآن لاستكمال عملية الانسحاب في 18 شباط ، والامر تجري معالجته الآن بشكل دبلوماسي، والدولة اللبنانية تتعامل مع هذا الموضوع ولم نر تقصيرا من الدولة حتى الآن'.
وأضاف: 'أما 'حزب الله' فيحاول أن يظهر أن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان، في الوقت الذي أثبت الحزب عجزه عن منع إسرائيل من الدخول الى لبنان'.
إقرأ أيضا: لا لسلطة «الامر الواقع» وأحزابها البائدة!
وفي حال نفذت إسرائيل وعيدها بضرب ايران وانعكاس ذلك على لبنان و'حزب الله' والاتفاق، أشار الأمين 'أن أي استهداف لإيران، فإن 'حزب الله' لا يمتلك القدرة على أي عمل عسكري ضدّ إسرائيل، ويدرك أن قاعدته الشعبية هي التي ستنتفض عليه في حال قيامه بأي عمل عسكري، فالقاعدة الشعبية للحزب اليوم، باتت لا تريد له أن يقوم بأي خطوة عسكرية، تؤدي إلى مزيد من الكوارث، التي ما زال اللبنانيون بمعظمهم يرزحون تحتها، وتحديدا بيئة الحزب'.