اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يتجه كل الضغط الإقليمي في هذه الساعات إلى القاهرة حيث تدور المفاوضات بين وفود إسرائيل وحماس والوسيطين المصري والقطري للاتفاق على بدء تطبيق خطة ترامب الحائزة على موافقة كل أطراف حرب غزة.
ويتمثل الثقل الإقليمي المتجه حالياً للمشاركة بمفاوضات القاهرة بوصول وزير خارجية تركيا حقان فيدان إلى مصر، لتسهم أنقرة من خلاله لأول مرة في جهود حل أزمة حرب غزة؛ كما سيصل بالتزامن إلى مصر رئيس وزراء قطر؛ وآخرون من شخصيات عالية المستوى تمثل دولاً وهيئات مرموقة أخرى..
.. واضح أن وصول هذه الشخصيات يعبر عن مجموعة مستجدات هامة؛ أهمها أن المفاوضات الراهنة يتم النظر إليها على أنها تمثل أهم فرصة للحل كونها تدور حول مبادرة طرحها ترامب ذاته وليس فقط باركها ترامب كالعادة.. وكون هذه المفاوضات قد تكون آخر فرصة للسلام في غزة وربما في كل المنطقة.. والعامل الهام الآخر الذي حدا بوضع ثقل إقليمي في مفاوضات القاهرة الحالية هو عامل 'ضيق الوقت'(!!) خاصة بالنسبة لترامب الطامح لنيل جائزة نوبل للسلام التي لم يعد أمام إعلان إسم الفائز بها سوى أيام معدودات.
.. وأمس بدأ لافتاً أن أهالي الأسرى الإسرائيليين رشحوا ترامب لنيل جائزة نوبل نظراً لمساعيها الحثيثة التي يبذلها لإقفال هذا الملف 'على خير'.. ورد ترامب واعداً أمهات الأسرى الإسرائيليين بأنه سيستمر بالعمل حتى إطلاق الأسرى وحتى 'القضاء على حماس'(!!).
هذا التطور يظهر سؤالاً تطرحه هذه المفارقات التي تحتاج للتدقيق فيها؛ ومضمون السؤال هو هل كان مقصوداً كل هذا التأخير من قبل نتنياهو في تسهيل صفقة إطلاق الأسرى، وذلك بهدف أن يصبح هذا الملف قضية رأي عام عالمية يقوم نتنياهو بتسهيل حلها في توقيت منسق مع ترامب يكون حصراً عشية الإعلان عن إسم الفائز بجائزة نوبل للسلام؟!
.. السؤال بشكل أوضح: هل تم استعمال الأسرى الإسرائيليين لدى حماس من قبل نتنياهو لتقوية ورقته عند ترامب الذي بدوره استخدم تعنت نتنياهو في موضوع الأسرى حتى يؤخر توقيت إطلاقهم بهدف أن يحدث هذا الأمر في لحظة تناسب خدمة هدفه بنيل جائزة نوبل؟؟.
ما يقود لطرح هذا السؤال هو توفر عدة عوامل لا يمكن فهمها إلا إذا تمت مقاربتها من زاوية أنها تخدم حملة ترامب لتقوية فرصه لنيل نوبل:
أول هذه المعطيات لماذا ظل نتنياهو طيلة عامين يرفض الحصول على الأسرى مقابل وقف الحرب على الورق؛ علماً أن الجميع يعلم أن نتنياهو يمكن له أن يحنث بوعده ويعود للحرب بعد أخذه الأسرى من حماس..
وعليه فإن اللغز المفهوم تقريباً هو لماذا يقبل نتنياهو الآن بتنفيذ هذه الصفقة لإطلاق الأسرى ولم يقبل بها طوال عامين؟؟
والسؤال الثاني هو لماذا الآن عشية الإعلان عن جائزة نوبل أصبح ضغط ترامب على نتنياهو يحقق نتائج بينما طوال الوقت الماضي لم يكن ضغط ترامب ولا ضغط بايدن قبله يحقق أية نتائج على نتنياهو؟؟.
الإجابة الافتراضية قد تكون بسيطة وهي أن ترامب متفق منذ البداية مع نتنياهو على أن ورقة صفقة الرهائن ثمنها نيله جائزة نوبل؛ ولذلك يجب أن يكون توقيت إطلاق الأسرى مناسباً لتحقيق هدف ترامب هذا…
وبالمقابل فإن نتنياهو متفق مع ترامب مسبقاً انه سيعطيه ورقة الأسرى بمقابل أن يعطيه ترامب الحماية ضد معارضيه الإسرائيليين وضد إيران وضد تفسير لبنان لوقف النار وضد تركيا في سورية، الخ..