اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
شهد ميناء بندر عباس جنوبي إيران، صباح السبت، انفجارًا ضخمًا أدى إلى أضرار مادية جسيمة وأثار تساؤلات كثيرة حول أسبابه وتداعياته، خصوصًا مع تزامنه مع بدء المحادثات النووية بين طهران وواشنطن في مسقط.
تفاصيل الانفجار
أفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن الانفجار وقع في جزء من رصيف ميناء الشهيد رجائي، وتسبب باندلاع حريق واسع تعمل فرق الإطفاء على السيطرة عليه. وأوضحت دائرة الموانئ في محافظة هرمزكان أن الحريق اندلع في جزء من الرصيف، وتم تعليق كافة أنشطة الميناء لحين احتواء الموقف من قبل قوات الأمن والإغاثة.
فيما أوضحت تقارير أخرى أن الانفجار وقع داخل مبنى إداري في الميناء، وهو ما تسبب بحدوث هزة أرضية شعر بها سكان المناطق المجاورة، إضافة إلى تحطم نوافذ المتاجر والمباني ضمن دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات من موقع الانفجار.
تضارب الروايات حول السبب
في الساعات الأولى بعد الحادثة، تضاربت الأنباء حول سبب الانفجار. إذ ذكرت وكالة “تسنيم” أن الانفجار ناجم عن حريق في مخزن للوقود، إلا أن شركة النفط الإيرانية نفت أن يكون الحادث وقع في أحد خزانات الوقود التابعة لها، مؤكدة أن القطاعات النفطية في الميناء تواصل عملها بشكل طبيعي.
من جانب آخر، أشار التلفزيون الإيراني إلى أن الحريق اندلع في مخزن للمواد القابلة للاشتعال، فيما قالت الجمارك الإيرانية إن الانفجار ربما وقع في مستودع للمواد الكيميائية داخل منطقة الجمارك في بندر عباس.
وبحسب تصريحات رسمية، ارتفع عدد المصابين جراء الانفجار إلى 195 شخصًا، بعضهم نقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة لاحقًا.
أضرار مادية جسيمة
بحسب شهود عيان وتقارير إعلامية محلية، تسبب الانفجار بأضرار كبيرة في الميناء والمناطق المحيطة به. فقد تحطم عدد كبير من المباني المجاورة، وتناثرت النوافذ الزجاجية لمسافات بعيدة، إضافة إلى شلل شبه كامل في حركة الميناء الذي يُعد من أهم المرافئ التجارية لإيران.
وأفادت الأنباء أن الميناء علّق عملياته التجارية مؤقتًا لإتاحة الفرصة لقوات الإطفاء والإنقاذ للسيطرة الكاملة على الحريق والتحقيق في أسباب الحادث.
خلفيات سياسية وعسكرية
يتزامن الانفجار مع بدء جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط، ما دفع بعض المراقبين إلى الربط بين الحدثين.
وفي هذا الإطار، قال مصدق بور، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية العربية، إن “الاستهداف المحتمل لميناء بندر عباس قد يكون بفعل هجوم إسرائيلي يستهدف قواعد بحرية تابعة لـ الحرس الثوري الإيراني”، مرجحًا أن هذا السيناريو هو الأقرب إلى الواقع، خصوصًا في ظل التصعيد الإقليمي المستمر بين طهران وتل أبيب.
غموض يلف المشهد
حتى اللحظة، لا تزال السلطات الإيرانية تلتزم الحذر في إعلان الأسباب الحقيقية وراء الانفجار، في حين تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث. وقد أكدت وسائل الإعلام الرسمية أن التحقيقات مستمرة، مع وعود بكشف التفاصيل فور توفر نتائج مؤكدة.
وفي ضوء هذه التطورات، تسود حالة من الترقب والقلق الشعبي في إيران، خاصة أن ميناء الشهيد رجائي يعد شريانًا اقتصاديًا هامًا في البلاد، ومركزًا مهمًا لتصدير واستيراد البضائع.