اخبار لبنان
موقع كل يوم -يا صور
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
#fixed-ad { position: fixed; bottom: 0; width: 100%; background-color: #ffffff; box-shadow: 0px -2px 5px rgba(0, 0, 0, 0.3); padding: 15px; text-align: center; z-index: 9999; right:0px; } #ad-container { position: relative; padding-top: 50px; /* ترك مساحة كافية لزر الإغلاق */ } #close-btn { position: absolute; top: -40px; right: 15px; background-color: #007bff; color: white; border: none; padding: 12px 16px; border-radius: 50%; font-size: 24px; cursor: pointer; box-shadow: 0px 4px 8px rgba(0, 0, 0, 0.3); transition: background-color 0.3s ease, transform 0.3s ease; } #close-btn:hover { background-color: #0056b3; transform: scale(1.1); } /* لجعل التصميم متجاوبًا */ @media (max-width: 768px) { #fixed-ad { padding: 10px; font-size: 14px; } #close-btn { top: -35px; padding: 10px 14px; font-size: 20px; } } @media (max-width: 480px) { #fixed-ad { padding: 8px; font-size: 12px; } #close-btn { top: -30px; padding: 10px; font-size: 18px; } }
×
شيعت مدينة الهرمل ظهر اليوم جثمان المؤرخ والمفكر الدكتور سعدون حمادة في مأتم حاشد شارك فيه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الذي أم المصلين عن روح الفقيد.
كما شارك في التشييع النائب الدكتور ايهاب حمادة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب حسين الحاج حسن ممثلا حزب الله والنائب ملحم الحجيري، وعدد من الوزراء السابقين ووجهاء العشائر وشخصيات سياسية وحزبية واجتماعية واعلامية وحشد من ابناء الهرمل والمنطقة.
وقبل الصلاة القى العلامة الخطيب كلمة تناول فيها مآثر الفقيد ودوره في تصحيح تاريخ المسلمين الشيعة في لبنان وقال:
قال الله تعالى: ( إنك ميت وإنهم ميتون) صدق الله العلي العظيم.
تاريخ تليد وفكر مجيد نبت من أصل طيب عروقه ثابتة وجذوره ممتدة، عائلة آل حمادة الكرام، عزائي بهذا الراحل الكبير الذي أردنا تكريمه فسبقنا القدر إليه، نكرمك وأنت كريم في حياتك وبعد وفاتك بما خدمت به وطنك وأمتك رحمك الله.
هي خسارة ليس لأسرتك ولعائلتك وليس لعشيرتك و لمنطقتك وإنما لكل لبنان.
اليوم يخسر لبنان عالماً مؤرخاً مفكراً قلّ نظيره، آل حمادة الذين كانوا وما زالوا وجهاً من وجوهنا البيضاء، وجزءاً مهماً من تاريخ لبنان، آل حمادة الذين لهم فضل على لبنان، و لم ينصفهم التاريخ كما لم ينصف المسلمين الشيعة في لبنان، لقد أرادوا محو هذا الجزء من تاريخ لبنان ولم يكتفوا بذلك بل زوروا هذا التاريخ، واللاحقون على سنة السابقين ما زالوا على نفس الطريق يريدون محو هذا التاريخ الناصع وهذه التضحيات الكبيرة التي لم تبدأ من آل حمادة ولم تنتهِ عند آل حمادة، يريدون تزوير التاريخ فكنت لهم بالمرصاد، محوا هذا الجزء من التاريخ في الثقافة في المدارس في الجامعات لدى الأجيال على مدى متطاول، حتى لقد نسى الشيعة
حتى هذا الجزء من تاريخهم المهم الذين كانوا حكاماً في جبل لبنان وامتد تأثيرهم إلى كل لبنان، وكان منهم القيادات الكبيرة، نذكر منها الراحل المرحوم الرئيس صبري حمادة رحمة الله عليه، وقد أتى د. سعدون حمادة ليعيد هذا التاريخ إلى الواجهة وإلى الذاكرة.
لقد استمر هؤلاء وما زالوا كما ذكرت على نفس هذا النهج، وما يصنعونه اليوم في مواجهة تضحيات المسلمين الشيعة في لبنان، الذين تنكروا لذاتهم من أجل الحفاظ على لبنان ومن أجل أن يكون للبنان سيادة واستقلال، ويكون مرفوع الرأس، ولكنهم يريدون أن يكون منحط القيمة، يريدونه أن يكون خافض الرأس ذليلاً مستسلماً للولايات المتحدة الأمريكية وللغرب وللعدو الصهيوني.
نحن ثابتون رغم كل هذه المحاولات، وكما فشلت محاولاتهم في السابق سيبقى المسلمون الشيعة في لبنان في المقدمة للدفاع عن لبنان وعن اللبنانيين جميعاً ، وهم لم يحملوا يوماً من الأيام، وسأكررها في كل محفل ، لم يحملوا على الإطلاق مشروعاً سياسياً مستقلاً كما يحمله البعض. نحن نفتخر بأننا لم نعتبر انفسنا أقلية في هذه المنطقة العربية في هذه الأمة، نحن عرب ونحن مسلمون ونحن لبنانيون، أما أننا شيعة فنفتخر بأننا مسلمون شيعة، ساهمنا في بناء هذا البلد وفي الدفاع عنه ودفعنا أثمانا كبرى.
لذلك أدعو جميع اللبنانيين وبالأخص الذين يقفون على الحياد وهم أكثرية الشعب اللبناني، أن يتعلموا من تجارب الماضي وأن يقفوا وقفة رجل واحد للحفاظ على لبنان وللحفاظ على استقلاله وللدفاع عن لبنان، وأن لا يسمحوا أن يُفرَّط باستقلال هذا البلد وبكرامته وببعه وبالتنازل عنه ،والأصعب من هذا التنازل عن كرامة اللبنانيين في سبيل ضربه وانتزاع ورقة القوة من يد اللبنانيين، الورقة التي تدافع عن لبنان والتي تحمي شرف لبنان واللبنانيين.
أدعو اللبنانيين جميعاً إلى التيقظ من المشروع الخطير وألا يساهموا في إيجاد الأرضية للعدو الإسرائيلي لإقامة دولة إسرائيل الكبرى، ولبنان جزء من هذه الدولة كما يصرح قادة العدو.
أدعو اللبنانيين الى الحوار وحلّ الإشكالات وازالة المخاوف عبر الحوار وليس عبر الاستقواء بالإسرائيلي وبالأمريكي الذي لا يريد لكم خيراً. فماذا قدم لكم الأمريكي؟ وماذا قدمت لكم إسرائيل غير الدمار والخراب والفتن والاقتتال الداخلي والسعي لتجديد هذه الفتنة مرة بعد أخرى؟ هذا ما قدمته إسرائيل، ولكننا نحن قدمنا الدماء، قدمنا الأبناء الأعزاء، قدمنا البيوت، وقدمنا كل شيء كل ما نملك قدمناه في سبيل الحفاظ على هذا الوطن، وليس من أجل مشروع شيعي وإنما من أجل كرامة لبنان وحفظ سيادة لبنان واستقلاله.
لذلك، أتأمل أن تأخذ الحكومة في اجتماعها القادم هذه الأمور بعين الاعتبار، وألا تمضي في قرارها الخاطئ لأنه قرار لا يصبّ في مصلحة لبنان، وإنما في مصلحة العدو الإسرائيلي والمشروع الأمريكي في المنطقة بهدف تفتيتها إلى دويلات طائفية لن ينتهي فيها وبينها الصراع.
أتأمل من فخامة رئيس الجمهورية ومن الحكومة أن تأخذ القرار الصحيح وألا تكتب على نفسها أنها كانت سبباً في خراب لبنان وفي تمرير المشروع الأمريكي وفي تمرير المشروع الإسرائيلي والقضاء على لبنان.
إلى فقيدنا الغالي أبو علي، الدكتور سعدون حمادة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يلهم أهلك وذويك، وكلنا أهلنا وذويك ، الصبر والسلوان، وإلى رحمة الله سبحانه وتعالى وشفاعة محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد الصلاة ووري جثمان الفقيد في الثرى في جوار منزله في الهرمل..
وزار العلامة الخطيب ضريح الرئيس الراحل صبري حمادة وقرأ الفاتحة عن روحه.