اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
منذ خطواتها الأولى في الحياة، كانت الموهبة تسبق بيرلا حمود أينما ذهبت. طفلةٌ اختارت أن تعبّر عن عالمها بخربشات صغيرة على الورق والجدران وحتى الأرضيات، فلفتت أنظار أهلها الذين رأوا فيها مشروع فنانة تحتاج فقط إلى رعاية واحتضان. ومع الوقت، لم تعد تلك الخربشات مجرّد لهو طفولي، بل بوادر طاقة فنية نادرة تُنذر بمستقبل مشرق.
امتلكت بيرلا أكثر من موهبة، وبرعت في رقص الباليه في عمر مبكر، لكنها وجدت نفسها أكثر في عالم الألوان والخطوط. الرسم بالنسبة لها لم يكن هواية عابرة، بل رفيق درب رافقها في كل محطّات حياتها، في لحظات الفرح كما في أوقات التعب، يتحوّل معها إلى مساحة أمان ووسيلة للتعبير عن ذاتها.
على مدى أحد عشر عامًا، عملت بيرلا وعائلتها على صقل هذه الموهبة، متابعةً دروسًا، وتطويرًا لأسلوبها، وتجريبًا لمواد وتقنيات جديدة. ثم جاءت الفرصة المفصلية التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتها: حين اختارتها الأديبة والكاتبة نيرمين الخنسا لرسم كتابها الموجّه للأطفال بعنوان 'يامن وسرّ الكنز”. هنا بدأت بيرلا تنتقل من مرحلة الهواية إلى عتبة الاحتراف، لتدخل عالم الكتب من باب الرسوم التي تضيف حياة إلى الحكاية.
لكن طموح ابنة السادسة عشرة لم يقف عند هذا الحد. فقد أرادت أن تمثّل جيلها، جيل الشباب اللبناني المثقف والطموح، بصورة مشرقة أمام العالم. حملت معها نسخة من القصة ولوحة شخصية للفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، وقدّمتها له شخصيًا خلال فعاليات المهرجان في 'هوليوود الشرق”. خطوة جريئة أكّدت تصميمها على الوصول إلى منصات أكبر وإيصال فنّها إلى جمهور أوسع.
عادت بيرلا بعد ذلك إلى بيروت، حاملة معها ثقة أكبر ومساحة أوسع للحلم. واليوم تستعد للمشاركة في معرض فني جديد، حيث ستقدّم لوحة تعبيريّة تجسّد فيها الطبيعة برؤيتها الخاصة؛ رؤية تتجاوز حدود المكان والعمر، نحو فضاءات أرحب وأكثر إشراقًا، تعكس روحها واندفاعها وشغفها الدائم بالرسم.
بيرلا حمود… قصة موهبة شابة تسير بثبات نحو مستقبلٍ فني واعد، تحمل معها طاقة الجيل الجديد وإصراره على أن يبقى الإبداع لغة لا تعرف حدودًا.











































































