اخبار لبنان
موقع كل يوم -صحيفة الجمهورية
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
يُقدِّم فيلم الحركة الجديد للمخرج غاريث إيفانز، من بطولة توم هاردي، سيلاً متدفّقاً من مشاهد العنف المتواصلة. وإن كنتَ تُريد للمواجهات أن تستمر، فننصحك بمشاهدة هذه الأفلام الخمسة التالية.
إنطلق فيلم الحركة الجديد المثير Havoc على منصّة «نتفليكس» خلال عطلة نهاية الأسبوع بانفجار، أو لنقل بانفجارات متواصلة، إطلاق نار لا يتوقف، دماء تتفجّر، وعظام تتكسّر.
إنّه أحدث عمل للمخرج وكاتب السيناريو غاريث إيفانز، الذي رسّخ نفسه كأستاذ في أسلوب أفلام الحركة من خلال عدد محدود من الأفلام القصيرة والطويلة.
إذا شاهدتَ Havoc وتبحث عن المزيد: من أسلوب إيفانز المميز، من مشاهد الأكشن اللاهثة، من فساد الشرطة، أو من أداء بطله، فإليك بعض الاقتراحات:
The Raid: Redemption (2012)
برز اسم إيفانز لأول مرّة على الساحة العالمية من خلال هذا الفيلم الملحمي السريع والعنيف، الذي صُوِّر في إندونيسيا وسلّط الضوء على موهبة بطله، إيكو أووايس، الذي تولّى (إلى جانب شريكه في البطولة يايان روهيان) تنسيق مشاهد القتال المذهلة.
القصة بسيطة ومباشرة، تركّز على وحدة نخبوية من الشرطة شبه العسكرية - من بينهم الشرطي الجديد راما (أووايس)، الذين يُنفّذون مداهمة طموحة على مبنى سكني تسيطر عليه الجريمة. هدفهم هو زعيم الجريمة تاما ريادي (راي ساهيتابي)، لكنّه قد ملأ المبنى بمزيج من التابعين، البلطجية، والمجرمين الصغار الذين يقفون حائلاً بينهم وبين هدفهم.
هذا البناء البسيط يُشبه في هيكليّته العديد من ألعاب الفيديو، إذ يجب على الأبطال أن يتجاوزوا مستويات متعدّدة من الأعداء قبل مواجهة «الزعيم النهائي». التعامل مع أفلام The Raid كألعاب (فيديو) هو أمر منطقي، خصوصاً لفهم كيف يتمكّن راما، على رغم من الضرب والتعذيب، من مواصلة القتال من دون توقف.
التقى إيفانز بالفنان القتالي أووايس أثناء عمله على فيلم وثائقي عن فن القتال الإندونيسي «بنشاك سيلات»، وهو أسلوب قتالي يجمع بين الركل، اللكم، المصارعة، الرمي، والأسلحة المرتجلة، في هجوم شرس لا يرحم. وقد دمج إيفانز هذه الروح بذكاء في أسلوبه الإخراجي، ليقدّم مزيجاً مثيراً من فيلم شرطة، وفيلم كونغ فو، ونزال في بطولة UFC.
The Raid 2: Berandal (2014)
مثل سيرجيو ليوني في For a Few Dollars More أو روبرت رودريغيز في Desperado، تابع إيفانز نجاحه المدوّي بفيلم ميزانيّته منخفضة بأسلوب طفل سعيد يلعب في صندوق رمل ضخم، مستفيداً من ميزانية أكبر واهتمام أوسع ليُظهر للعالم قدراته الحقيقية.
يواصل The Raid 2 تتبُّع مغامرات راما (الذي يُجسّده أووايس مرّة أخرى)، ويتسلّل إلى عالم الجريمة في جاكرتا للإطاحة بزعماء الجريمة وكشف فساد الشرطة من الداخل.
هذه المرّة، يتخلّى إيفانز (الذي كتب وأخرج الفيلم مجدّداً) عن الإطار الزمني الضيّق والمَوقع المحصور للفيلم الأول، ويخطو في الاتجاه المعاكس، ليقدّم ملحمة جريمة كبيرة ومتشعبة وطويلة، يُنفّذ مشاهد الأكشن الحماسية في السجن، نادٍ ليلي، سيارة متحرّكة، عربة قطار، وغيرها، ويصبح أكثر ابتكاراً في استخدام الأسلحة المرتجلة (مثل المطارق، شوّاية «هيباتشي»، وكرات بيسبول مُسدّدة بدقة).
Sleepless Night (2012)
مَن يُحبّون السينما النوعية اللاهثة بنكهة دولية سيستمتعون بهذا الفيلم التشويقي المشدود للمخرج الفرنسي فريديريك جاردان، الذي يشترك كثيراً في أسلوبه وسرده مع Havoc: عقول إجرامية، رجال شرطة فاسدون، نوادٍ ليلية نابضة بالحياة، وحركة لا تهدأ.
تومر سيسلي يؤدّي دور فينسنت، ضابط شرطة يحاول أن يقوم بصفقة سهلة عبر سرقة حقيبة كوكايين أثناء نقلها إلى زعيم مافيا يُدعى مارسيانو (سيرج ريبوكين). لكنّه يُكشف، يُختطف ابنه، ويُطلب منه إعادة الكوكايين كفدية. من هذه الحبكة البسيطة، ينسج جاردان سلسلة من المواجهات المشحونة بالتوتر، معظمها يدور داخل وحول نادٍ ليلي ضخم ينبض بالموسيقى ويُعدّ مقراً لزعيم المافيا، فبالكاد ينجح فينسنت في البقاء متقدّماً بخطوة على العصابات، وزملائه في الشرطة، وذعره الداخلي المشروع.
The Drop (2014)
أداء توم هاردي المتواضع لكنّ الصلب في دور شرطي فاسد متردّد في Havoc يختلف تماماً عن أدواره المبهرجة في أفلام الأبطال الخارقين مثل The Dark Knight Rises أو سلسلة Venom. بل إنّ هذا الدور يذكّرنا بأدائه المتكتم في دراما الجريمة The Drop 2014، حين جسّد شخصية بوب ساجينوفسكي، نادل في حانة تُستخدم كموقع تسليم أموال للمافيا.
يستمد هاردي من بئر عميق من الاستسلام والندم؛ فهو ممثل قوي لا يُكرّر نفسه، لكنّه في كلا الفيلمَين يستغل كل لقطة مقرّبة إلى أقصى حدّ، كاشفاً عمق شخصياته من خلال عينَيه الحزينتَين، حتى لو للحظة عابرة فقط.
وهناك مُتَع أخرى في الفيلم: السيناريو الذكي الذي كتبه دينيس ليهان عن قصة قصيرة له بعنوان Animal Rescue، الإخراج البصري المميّز لمايكل ر. روسكام، أداء داعم رقيق من نومي راباس، وآخر أداء سينمائي حزين لجيمس غاندولفيني، لكنّ هاردي هو الغراء الذي يربط كل ذلك ببعضه.
L.A. Confidential (1997)
من دون حرق للأحداث، من المستحيل مشاهدة اللحظات الأخيرة من Havoc - بقايا معركة إطلاق نار عنيفة في مكان ناءٍ، الناجون الوحيدون يتصارعون مع ضمائرهم، أضواء سيارات الشرطة الوامضة تقترب - من دون أن تخطر في البال اللقطات الختامية المشابهة بشكل مذهل في تحفة كورتيس هانسون عام 1997، المقتبسة عن رواية جيمس إلروي.
ولأنّ قصة إيفانز تتمحوَر كثيراً حول فساد الشرطة ومحاولات التستر عليه، فإنّ هناك انسجاماً بين الفيلمَين، حتى وإن كانت الأساليب (أكشن لا يتوقف مقابل نوار معتمد على الشخصيات) والأزمنة والمواقع (جحيم حضري معاصر مقابل لوس أنجلوس في خمسينات القرن الماضي) مختلفة بعض الشيء. ومع الأدوار القوية الأولى لراسل كرو وغاي بيرس، وأداء كيم باسينجر الحائز على أوسكار، لدينا هنا أحد أفضل أفلام التسعينات.