اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
طور مجموعة من الأطباء، سماعة طبية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكنها اكتشاف أمراض القلب الخطيرة في 15 ثانية، حسبما نقلت صحيفة 'الجارديان' البريطانية.
واختُرع جهاز السماعة الطبية التقليدي في عام 1816، ويُستخدم للاستماع إلى الأصوات داخل الجسم، وقد أصبح جزءاً أساسياً من معدات كل طبيب لأكثر من قرنين.
أما الآن، فقد صمم فريقٌ طبي، جهازاً متطوراً مزوداً بقدرات الذكاء الاصطناعي، يمكنه تشخيص قصور القلب، وأمراض صمامات القلب، واضطرابات نظم القلب بشكل فوري تقريباً.
وتستطيع سماعة الطبيب الجديدة، التي طورها باحثون في كلية 'إمبريال كوليدج لندن'، وهيئة 'إمبريال كوليدج' للرعاية الصحية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، تحليل الاختلافات الطفيفة في ضربات القلب وتدفق الدم، والتي لا يمكن للأذن البشرية اكتشافها، وإجراء تخطيط كهربائي للقلب بسرعة في الوقت نفسه.
وعُرضت تفاصيل هذا الإنجاز، الذي قد يُعزز التشخيص المبكر لهذه الحالات الثلاث، على آلاف الأطباء في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، وهو أكبر مؤتمر عالمي لأمراض القلب.
ويُعد التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية لقصور القلب، وأمراض صمامات القلب، واضطرابات نظم القلب، مما يُمكّن من اكتشاف الحالات التي تحتاج إلى أدوية منقذة للحياة في وقت مبكر، قبل أن تتفاقم حالتها الصحية بشكل خطير.
وأجريت دراسة تجريبية على سماعة الطبيب المُزودة بالذكاء الاصطناعي، شملت حوالي 12 ألف مريض من 200 عيادة طبيب عام في بريطانيا، حيث تم فحص مرضى يعانون من أعراض مثل ضيق التنفس أو التعب.
وتبين أن المرضى الذين فُحصوا باستخدام الأداة الجديدة كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بقصور القلب، مقارنةً بمرضى مماثلين لم يُفحَصوا باستخدام هذه التقنية.
وكان المرضى أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في نظم القلب قد يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية. وكان احتمال تشخيصهم بأمراض صمامات القلب أعلى بمرتين تقريباً.
وفي تصريحات لصحيفة 'الجارديان'، قال الدكتور باتريك باشتجر، من المعهد الوطني للقلب والرئة التابع لـ'إمبريال كوليدج لندن' ومؤسسة 'إمبريال كوليدج' للرعاية الصحية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: 'لم يتغير تصميم سماعة الطبيب منذ 200 عام – حتى الآن'، وتابع: 'من المذهل أن تُستخدم سماعة طبية ذكية لإجراء فحص مدته 15 ثانية، ثم يُظهر الذكاء الاصطناعي بسرعة نتيجة الفحص التي تُشير إلى ما إذا كان الشخص يُعاني قصوراً في القلب أو رجفان أذيني أو مرض في صمامات القلب'.
والجهاز، الذي صنعته شركة 'إيكو هيلث' في كاليفورنيا، بحجم بطاقة لعب تقريباً، يُوضع على صدر المريض لتسجيل إشارات القلب الكهربائية، بينما يُسجل ميكروفونه صوت تدفق الدم عبر القلب.
وتُرسَل هذه المعلومات إلى وحدة تخزين سحابية آمنة عبر الإنترنت، لتحليلها بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها اكتشاف مشكلات القلب الدقيقة التي قد يغفل عنها الإنسان.
وتُرسل نتيجة الاختبار، التي تُشير إلى ما إذا كان ينبغي تصنيف المريض على أنه مُعرّض لخطر الإصابة بإحدى الحالات الثلاث أم لا، إلى هاتف ذكي.
وينطوي هذا الاختراع على عنصر من المخاطرة، مع زيادة احتمالية إخبار الأشخاص خطأً باحتمال إصابتهم بإحدى الحالات، في حين أنهم ليسوا كذلك.
وشدد الباحثون على ضرورة استخدام السماعة الذكية للمرضى الذين يُعانون من أعراض يُشتبه في إصابتهم بمشكلات قلبية، وليس للفحوصات الروتينية للأشخاص الأصحاء.
ولكن هذه التقنية قد تُنقذ كذلك الأرواح وتوفر المال أيضاً من خلال تشخيص المرضى في وقت أبكر بكثير.
وقال الدكتور ميهير كيلشيكر، من 'إمبريال كوليدج': 'لا يُشخّص معظم المصابين بقصور القلب إلا عند وصولهم إلى قسم الطوارئ في حالة حرجة'.
وأضاف: 'تُظهر هذه التجربة أن السماعات الطبية المُدعّومة بالذكاء الاصطناعي يُمكن أن تُغيّر هذا الوضع، مُزوّدةً الأطباء العامين بأداة سريعة وبسيطة لاكتشاف المشاكل مُبكراً، مما يُمكّن المرضى من الحصول على العلاج المُناسب في وقت أقرب'.
