اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
بتواضع، وهدوء، وذكاء، أطلّت السيدة الأولى نعمت عون في حوار مع الإعلامي جان نخوّل شارك فيه عدد من طلاب كلية الإعلام، هذا الحوار الذي بثّته قناة الـ'mtv' وعدد من القنوات اللبنانية، أدخل عون إلى كل بيت لبناني فعرفها وتفهمها وقرأ في كتابها.
بهدوء وثقة، أجابت عون عن كل الأسئلة، وبرحابة صدر تقبلت كل الانتقادات.
السيدة الأولى التي واجهت الكثير من الانتقادات من قبل بعض 'السخفاء'، قررت اليوم أن تقول كل شيء بصراحة، فهي ليست 'رحالة' كما حاول البعض أن يصفها ساخراً، بل على العكس هي لم ترافق الرئيس إلّا مرتين مرة إلى نيويورك ومرة إلى روما للقاء بابا الفاتيكان، وذلك في سياق البروتوكول.
والسيدة الأنيقة، التي تصرّ على تمثيل لبنان والمرأة اللبنانية برقيها، لم تكلف الخزينة 'قرشاً' على لباسها الذي قدّمه لها المصمم إيلي صعب وعدد من المصممين اللبنانيين.
أما فريق عملها والذي لم يُستثنى بدوره من نيران الانتقادات، فهو ليس إلّا سيدات رائدات أردن خدمة الوطن دون مقابل.
نعمت عون أثبتت في إطلالتها أنّها قدمت ولم تأخذ، فبيتها أصبح الوطن. وفي الإطلالة أيضاً تحدثت عن الإيمان وعن علاقتها المميزة بمار شربل، وعن الصعوبات التي واجهتها خلال زواجها من رجل عسكري على الجبهات.
وبالعودة إلى تفاصيل الإطلالة، قال السيدة الأولى إنّ 'نمط حياتي بات مختلفاً المسؤوليات والضغوطات أصبحت أكثر خاصة وأنّ الناس تضع الكثير من الآمال على هذا العهد وهذا ما يجعلنا متيقظين، واليوم مسؤوليتنا أصبحت على نطاق الوطن'.
وتابعت: 'من يعرفنا يدرك كم نحن عائلة متماسكة ومتضامنة فأنا والرئيس منذ بدايتنا كان هدفنا وأولويتنا بناء عائلة والحفاظ عليها، واليوم مع الانشغالات والمواعيد والمسؤوليات تراجعت جلساتنا ولكن نصرّ على الجلوس ليلاً ولو لساعات قليلة ويوم الأحد نجتمع على الغداء وأيضاً على المناسبات والأعياد'.
وأردفت: 'أنا تلميذة الجامعة اللبنانية وأعرف التحديات والقدرات ومسؤوليات وتطلعات الجامعة اللبنانية وخاصة طلاب كلية الإعلام أعلم كم لديهم من شغف للحقيقة وللمعرفة لذلك أردت أن أقدمّ لهم فرصة بأن تنطلق مشاركتهم الأولى من هنا من منزلهم، هل يوجد أجمل من أن يبدأ طلاب كلية الإعلام مسيرتهم من القصر؟'.
وأضافت: 'في أغلب الدول يتم الاعتقاد بأنّ السيدة الأولى لوحة أو 'vase' في القصر أنا لا أملك لا سلطة تشريعية ولا سلطة تنفيذية ولكن أملك صوتًا'، مردفة: 'أطمئن الجميع أنّ فريق السيدة الأولى لا يكلّف الخزينة اللبنانية ولا ليرة، فعندما جئت للقصر سألت عن جهاز السيدة الأولى ووجدت أنّه مؤلف من مربية منزل وسكرتير لذلك انطلاقاً من معتقداتي ومسوؤلياتي أردت خلق فريق لإيصال الفكرة والأحلام والمشاريع، لقد توفقت بفريق متجانس ومن الكفاءات العالية وهنّ سيدات مجتمع جئن وقدمن أنفسهن وعملهن هو عمل تطوعي بالكامل، والدافع الوحيد لهؤلاء لسيدات كان وطنياً لأنّ لديهنّ إيمان بهذا الوطن'.
وأشارت إلى أنّ 'السيدات الأول السابقات كل واحدة بموقعها أنجزت وحققت وأنا شخصياً أحمل لهن كل الاحترام ولدي صداقات معهن ويوجد مشاريع ومؤسسات اجتماعية هنّ أنجزنها وما زالت موجودة، ولكن في السابق لم يكن هناك التطور التكنولوجي لذلك لم تظهر هذه النشاطات واليوم نحن نستفيد من واقع السوشيل ميديا ومن هذا التطور كي نتقرّب من الشباب ونتواصل معهم'.
ولفتت إلى أنّ 'الهيئة الوطنية لشؤون المرأة التي تأسست سنة 1998 هي هيئة استشارية منبثقة من مجلس الوزراء وقد وضعت 5 أهداف من بينها: القضاء على كل أساليب العنف بحقّ المرأة، تمكين المرأة علمياً واقتصادياً، إدماج مبدأ المساواة بكل القوانين، مشاركة المرأة بمراكز القرار، وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان'.
وفي ما يتعلق بزواج القاصرات وجريمة الشرف، قالت: 'هذان الأمران مرفوضان كلياً فكيف نزوّج القاصر ونحن لا نسمح لها بالقيادة ولا بالتصويت ويوجد مشروع يناقش في البرلمان ونحن ندعمه، أما بخصوص جريمة الشرف، من نحن كي ندين؟ ربنا من يدين. وعندما يكون هناك جريمة يكون هناك قضاء'.
وتابعت: 'نسمع كثيراً: أين الدولة؟ لا تنسوا أنّ الدولة كانت منهارة وكي نبني الدولة نحتاج إلى وقت وأنا دائماً أقول 'خلونا نعطي وقت للوقت'، يجب أن نبدأ بالعمل على أنفسنا وهناك مشروع نعمل عليه اسمه مشروع المواطنية سنطلقه بشهر تشرين الأوّل'.
وتحدثت السيدة الأولى عن مشروع المواطنية، قائلة: 'هذا المشروع يتركز على علاقتنا وعملنا مع تلاميذ المدارس والمدراء والأساتذة والهدف هو أن تعمل المدارس الخاصة مع الرسمية ودمج الطلاب من كافة المناطق كي يعملوا معاً على القيم، نريد للطالب أن يكون لديه انتماء للأرض وللوطن وأن يحب الآخر'.
وفي موضوع المعتقدات الدينية قالت: 'لا يجب أن تكون عائقاً وأنا في القصر أرى العديد من المراسلات المحجبات وأرى مراسلات يعلّقن الصليب على صدورهن وأرى في مؤسسات الدولة أيضاً العديد من المحجبات، يوجد الكثير من المحجبات اللواتي يأخذن حقهن والكفاءة هي التي يصل الشخص بها والحجاب ليس عائقاً'.
وأضافت عند سؤالها عن إيمانها: 'الإيمان بالنسبة لي ليس فقط غنى بالنفس هو أقوى سعادة والسلام الداخلي الذي أشعر به ومن 'ينظر لفوق ولا ينظر للأسفل' يصبح كلّه مجد باطل ولا يعود يعني لك لا المال ولا المركز ولا الجاه، عندما أذهب يوم الأحد إلى الكنيسة هو أهم مشوار لي وعندما أحمل مسبحتي صباحاً وأسلّم ربنا كل مشاكلي وهمومي أشعر كأنّ حملاً وذهب عني ولقد أورثت أولادي هذا الإيمان'، مضيفة: 'مار شربل بالنسبة لي أبي وصديقي، ومار شربل لم يتركني وأعلم أنّه لن يترك لبنان، و الحادثة التي ثبتت إيماني وإيمان الرئيس بمار شربل كانت خلال معارك عرسال حينها كان الرئيس في الجيش ولم يخبرني أنّه تشكّل إلى عرسال وقد طلبت منه أن يزور معي مار شربل كي أكون مرتاحة، ولقد ذهبت أنا والرئيس إلى مار شربل وقلت له 'أنا سلمتك ياه وإنت اصطفل وهيك' وهكذا قطعت المعارك وعاد سالماً من المعارك وأنا أدين بذلك لمار شربل'.
كذلك تطرقت السيدة الأولى للصعوبات التي واجهتها قائلة: 'نحن تزوجنا سنة 1989 خلال أشدّ الحروب ومنذ ذلك الوقت مررنا بالكثير من الظروف الصعبة وكنا ننزل إلى الملجأ أنا وأولادي وكان عليّ أن أحمل مسوؤليتهم وعقلي وقلبي مع زوجي الذي لا أستطيع التواصل معه وهذا كان خياري وكان يجب أن أقف إلى جانبه وأن لا أنهار، كان الرئيس يأخذني إلى المراكز التي عمل بها كي يريني طبيعة عمله والصعوبات وأنا كنت أعرف أنني أنا من يجب أن أعطيه القوة كي تبقى كل حواسه وتفكيره على الجبهة لحماية الناس الذي يخوض الحرب لأجلهم، أنا كنت من أشجعه وأطمئنه وهذا كان دوري الأساسي. أنا وزوجي شهدنا الحرب والتهجير وتدمرت بيوتنا لذلك نتعاطف مع كل شخص تهجّر ونشعر مع كل بيت فقد شخصاً ومع كل من تدمّر بيته وذكرياته'.
وأكدت أن 'لا أحد ينتصر على أحد ولا يمكن إلغاء أحد، الرئيس كان بالمؤسسة العسكرية وهي مؤسسة لا طائفية وجامعة، المسلم والمسيحي ينامان على المخدة نفسها ويأكلان من الطنجرة نفسها ويقفان على الجبهة نفسها، لذا أتمنى على كل عائلة لبنانية أن تأخذ الجيش اللبناني مثالاً وأن تطبقه في بيتها'.
وعند سؤالها عن انتشار الإدمان، قالت: 'الإدمان موضوع مؤلم وهو نتيجة لتفكك أسري ولقلة فرص العمل وتفكك المجتمع وهذه الأزمات جميعها مررنا بها في لبنان وأطلب من الأهالي ومن الأم خصوصاً احتضان الأبناء والتواصل معهم، يجب أن نعتبر المدمن ضحية وليس مجرماً ويجب إحاطته'.
وتابعت: 'أنا شخصياً يهمني موضوع السجون وأتابعه كسيدة أولى وكرئيسة الهيئة ووضع السجون مزرٍ للغاية ونعمل على مشروع لتأهيل السجون وتحسينها ونعمل على تأمين سجن للأمهات وأولادهن، كي تكون السجينات في مكان محترم يناسب الطفل'.
وأضافت: 'اليوم هناك أمر مهم ومستجد هو الحوادث على الطرقات وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه وأن يكون هناك توعية ومشاركة مع الوزارة المختصة والجهات المعنية'.
وعن الانتقادت التي تطالها لنشاطها على مواقع التواصل ولباسها وسفرها ومشاركتها في المهرجانات، قالت: 'إن اشتغلت بيلوموك وإن ما اشتغلت بيلوموك' وأنا قررت أن أعمل وأن أحقق الأهداف والمشاريع التي تحدثت عنها وأهم وسيلة للتواصل مع الشباب هي مواقع التواصل، العالم كلّه أصبح 'تواصل اجتماعي' لذلك أنا أسير بهذا الخط ومن يريد أن يلومني فليفعل'.
وتابعت: 'أنا مثل كل شخص لبناني لديه حفلات ومهرجانات ومناسبات خاصة وكوني سيدة أولى لا يعني عدم مشاركتي، الزوّار جاؤوا هذا الصيف من كل العالم كي يشاركونا وكل الأقضية والمناطق استثمرت لتنظيم مهرجانات فكيف لا أذهب ولا أشارك؟'.
وأضافت:' أطمئن الجميع أنّه لم يدفع أيّ شيء من خزينة الدولة على المظاهر وفي موضوع إيلي صعب المصمم اللبناني العالمي هو تواصل معي وقال لي أنه يريد تقديم عمله عربون مساندته وإيمانه بهذا البلد وهو تكفّل بكل إطلالاتي الرسمية وأنا أشكره من كل قلبي، يوجد أيضاً الكثير من المصممين الذين يهتمون بإطلالاتي ليس فقط المصمم إيلي صعب وأنا أشكرهم على وقوفهم إلى جانبي وعلى هذه الصورة التي يمنحونني إياها، نحن لا نكلف خزينة الدولة و'الله يخليلنا المصممين اللبنانيين الموجودين' وأنا فخورة أنني ألبس من تصاميمهم وأنني أسوّق لهذه الصناعة اللبنانية'.
وأوضحت أنّ' الرئيس كان لديه الكثير من النشاطات حول العالم خاصة إلى البلاد الصديقة العربية كي يعيد الثقة ويعيد الاستثمارات أنا سافرت فقط مرتين المرة الأولى إلى نيويورك وهي عمل والمرة الثانية إلى روما، أنا امرأة عملت وسافرت خلال حياتي ولست بانتظار أن أكون سيدة أولى كي أسافر'.