لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
فيلم The Holy Boy للمخرج الإيطالي باولو ستريببولي، الذي عُرض في مهرجان البندقية السينمائي، يجمع بين الرعب النفسي والدراما الإنسانية، ليطرح فكرة جريئة عن الحزن وكيفية التعامل معه، العمل لا يقتصر على إثارة الخوف، بل يقدم رؤية فلسفية عميقة عن معنى الألم في حياتنا، وجاءت مراجعة الفيلم كالتالي كما ذكرها موقع Variety.
حبكة قصة فيلم The Holy Boy
تجري أحداث الفيلم في بلدة صغيرة تُسمى ريميس، مكان يبدو سعيدًا ويحمل شعار وادي الابتسامات، لكنه يخفي مأساة قديمة، فمنذ حادث قطار مأساوي وقع قبل سنوات، يعيش السكان في حالة من الكبت العاطفي، ويعتمدون على وسيلة غير مألوفة للهروب من الحزن، وهذا الغموض يخلق جوًا من التوتر منذ المشاهد الأولى ويضع المشاهد في حالة ترقب مستمر.
يصل إلى القرية لاعب الجودو السابق سيرجيو روسيتي الذي يقوم بدوره ميشيل ريوندينو، ليعمل كمدرس للتربية البدنية، سيرجيو شخصية محطمة من الداخل، يحاول أن يبدأ حياة جديدة بعيدًا عن الماضي، لكنه يجد نفسه أمام سر غامض يقلب واقعه رأسًا على عقب. سرعان ما يلتقي بالفتى الغامض الذي سيغير مسار قصته بالكامل.
الفتى ماتيو الذي يؤدي دوره جوليو فيلتري يمتلك قدرة غامضة على إزالة الحزن من قلوب الناس بمجرد عناق قصير، أهل القرية يعتبرونه رمزًا للخلاص والمنقذ الذي أنقذهم من ذكرياتهم المظلمة.
لكن مع مرور الوقت، تتضح الجوانب المظلمة لهذه القدرة، خاصة عندما تبدأ رغبات الفتى المراهق وطفولته المعقدة في الظهور، ليكشف الفيلم أن الخلاص ليس مجانيًا دائمًا.
مراجعة الأداء التمثيلي والإخراج
أداء ميشيل ريوندينو كان مؤثرًا في تجسيد شخصية رجل يعيش صراعًا داخليًا بين حزنه ورغبته في المضي قدمًا، بينما أبدع جوليو فيلتري في دور ماتيو، فجمع بين البراءة والرعب بطريقة متوازنة.
الإخراج الذي قدمه ستريببولي كان حادًا وواقعيًا، مدعومًا بالتصوير السينمائي القاتم للمصور كريستيانو دي نيكولا؛ ما جعل القرية تتحول إلى كيان حي يشارك في بث الرعب والقلق.
ردود فعل النقاد في مهرجان البندقية
عند عرضه في مهرجان البندقية السينمائي، أثار الفيلم نقاشًا واسعًا بين النقاد.
الجانب الإيجابي:
الكثير من النقاد أثنوا على جرأة ستريببولي في تقديم فيلم رعب نفسي بعيد عن القوالب التقليدية، وصفته بعض الصحف الإيطالية بأنه أحد أكثر أفلام المهرجان إثارة للجدل، فيما أشاد آخرون بقدرة الفيلم على دمج البعد الفلسفي مع عناصر الرعب، التصوير القاتم والموسيقى التصويرية التي أضافت إحساسًا خانقًا كانا من أبرز نقاط القوة التي لاقت إعجاب النقاد.
الجانب السلبي:
في المقابل، رأى بعض النقاد أن الفيلم قد يطيل في بعض مشاهده، وأن الرمزية الفلسفية أحيانًا طغت على عنصر التشويق؛ ما قد يشتت بعض المشاهدين الذين يبحثون عن رعب مباشر وسريع الإيقاع، ومع ذلك، اتفق الأغلبية على أن هذه الملاحظات لا تقلل من قوة التجربة السينمائية.
تفاعل الجمهور مع فيلم The Holy Boy
الجمهور الذي حضر العرض في المهرجان كان له رد فعل متباين، بعض المشاهدين وصفوا الفيلم بأنه رحلة نفسية مرهقة لكنها عميقة، فيما خرج آخرون بانطباع أن الفيلم مظلم أكثر من اللازم.
لكن العامل المشترك بين الحاضرين كان الاتفاق على أن الفيلم يترك أثرًا لا يُمحى بسهولة بعد مشاهدته، وأن شخصية الفتى ماتيو كانت الأكثر إثارة للنقاش، بين من رأى فيه رمزًا للأمل، ومن اعتبره تجسيدًا للخوف من مواجهة مشاعرنا.
بعيدًا عن الرعب المباشر، يحمل الفيلم رسالة فلسفية واضحة: الألم جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية. فمحاولة الهروب منه قد تمنح لحظات من السلام، لكنها تسرق في المقابل إنسانيتنا. فالسعادة المطلقة قد تتحول إلى عبء إذا جاءت على حساب التجارب التي تصنع معنى الحياة.