اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
لعبة كرة السلة في لبنان لم تعد مجرد رياضة، بل تحولت إلى نبض حيّ، وأمل متجدد، وحلم كبير يعيشه الأطفال وعائلاتهم مع كل تمريرة وكل تصويبة نحو السلة.
من شوارع المدن والقرى الصغيرة، تنبض كرة السلة بحكايات الأمل والطموح. هناك، تحت أشعة الشمس أو تحت أضواء الملاعب، يتعلم الأطفال دروساً مختلفة عما يجدونه في الكتب: دروساً في الصبر، في تقبّل الخسارة، وفي الإيمان بأن الشغف والإصرار قادران على صنع المعجزات.
ولقد أشعلت نجاحات الأندية المحلية وإنجازات المنتخب الوطني حب اللعبة في قلوب اللبنانيين. لم تعد كرة السلة تقتصر على الرياضيين، بل أصبحت تجمع العائلات حول المدرجات والشاشات، وتخلق لحظات من الفخر والوحدة لا تُنسى.
وترتفع شعبية الدوري اللبناني عاماً بعد عام، تعبيراً عن حب جماعي يتخطى الأعمار والانتماءات. الآباء والأمهات يرون في كرة السلة فرصة لتعليم أبنائهم أكثر من تسجيل النقاط: تعليمهم كيف يكون الاحترام للخصم، كيف تكون الروح الرياضية، وكيف تُبنى الشخصية في لحظات الفوز والخسارة على حد سواء.
وعلى الرغم من أن كرة السلة لطالما كانت واحدة من أكثر الألعاب شعبية في لبنان، فإن التعلق المتجدد بها من قِبل الأجيال الصغيرة يحمل دلالة أعمق: دلالة على أن هذا الوطن، رغم جراحه، لا يزال قادراً على غرس الفرح في قلوب أطفاله، وإبعادهم عن طرق التيه والضياع. في كل ضحكة طفل يرتدي قميص فريقه المفضل، تتجدد فكرة أن الرياضة قادرة أن تكون مدرسة للحياة، وجسراً للأحلام النظيفة، ومساحةً للضوء وسط عتمة الأيام.
في بلد عرف الألم والتحديات، قدّمت كرة السلة مساحة للفرح، للتكاتف، وللحلم. وعلى أرض الملعب، يصبح المستحيل ممكناً. كل طفل يرتدي حذاءه الرياضي ويحمل كرة بين يديه، يوقن أن بوسعه أن يصنع الفرق، أن يحقق حلمه، وأن يكون جزءاً من قصة وطن لا يعرف إلا القتال من أجل النهوض.
كرة السلة في لبنان اليوم ليست مجرد لعبة.
إنها قصة حياة تُكتب كل يوم… بكرة، بحلم، وبقلب لا يعرف الاستسلام.