اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
أقامت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفاتوار المؤلفة الموسيقية هبة القواس ونقابة محرري الصحافة اللبنانية حفلا بعنوان «نغني للحرية»، في الكنيسة الإنجيلية في القنطاري، لمناسبة يوم 6 أيار ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية.
أحيت الامسية اوركسترا الشباب للموسيقى شرق - عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفاتوار بقيادة المايسترو فادي يعقوب، وأدت ألحانا واغنيات للاخوين رحباني، وديع الصافي، زكي ناصيف، وليد غلميه، إيلي الشويري، مرسيل خليفه والأخوين فليفل.
داغر
افتتاحا، قالت المستشارة الثقافية والإعلامية في المعهد الوطني العالي للموسيقى الإعلامية ماجدة داغر: «أيها الناهضون من مدارات الصمت، هنا، في هذا الفضاء المقدس الذي يتردد فيه صوت أبلغ من كل الكلام، نستحضر قامات الزمن اللبناني الشامخ، نستدعي شهداء الكلمة الذين بذلوا نبض قلوبهم ليبقى صوت الحق مدويا في وجه الزيف».
أضافت: «أيها المسافرون في آفاق الكلمة الحرة، أنتم شهودنا الأحياء على أن للصدق ثمنا أغلى من الحياة، وأن للحرية نورا في أعماق الوجدان. أيها المسافرون في عروق هذه الأرض، حيث، يجري دم الكرامة عصيا على الترويض. إن تذكرنا لكم اليوم ليس رثاء لما مضى، بل هو استنطاق لقوة صامتة تسكننا، قوة الكلمة التي هزمت الموت».
القواس
بدورها، قالت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى: «منذ العام 1916، حين سقطت الكلمة على المقصلة، وارتفع الحبر إلى مصاف الدم، خط تاريخ لبنان الحديث لا بالسيوف، بل بالأقلام. شهداء الصحافة اللبنانية لم يكونوا مجرد ناقلين للخبر، بل صانعو الوعي، حراس الضمير، ومهندسو الوجدان الجمعي لهذا الوطن».
اضافت: «من ساحة البرج يوم كانت بيروت شاهدة على الإعدامات، حتى اليوم، حيث تهتز تحت صمت مقنع، وأصوات مكممة، ظل المحرر اللبناني شاهدا وشهيدا، مقاوما بالفكرة، بالكلمة، بالحقيقة. الصحافي في هذا الوطن لم يكن ناقلا للأحداث، بل حاملا رسالة. وكم من قلم في لبنان دفع ثمن الكلمة حرية أو حياة؟ من زمن الإعدامات إلى زمن الإغتيالات، من قمع الرقابة إلى ضجيج التسويق، بقي الصحافي اللبناني وفيا لجوهر رسالته».
وتابعت: «إننا اليوم لا نحيي مجرد ذكرى، بل نستحضر مسيرة، مسيرة صحافة حملت على عاتقها بناء لبنان الفكرة، لبنان الرأي الحر، لبنان المختلف الذي لا يشبهه أي وطن، لأنه يتشكل كل يوم من جرأة صحافي، ووجع كاتب، ونبض قارئ. واليوم، في ظل موجة التسليع التي تقتحم كل شيء: الفن، الإعلام، وحتى الحقيقة، نرفع صوتا آخر، صوت الموسيقى الجادة. صوت لا يروج، بل يوقظ. لا يبيع، بل يبني».
وقالت: «من هنا، من الكنيسة التي كانت دوما ملاذا للروح، ومن خلال هذه الأمسية التي يقودها شبابنا – أوركسترا الشباب للموسيقى الشرق - عربية وكورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار - نغني للحرية. اخترنا هذه الأوركسترا لأنهم جيل لا يحمل فقط آلات موسيقية، بل يحمل هوية موسيقية. جيل يعزف ليس على أوتار العود والكمان فحسب، بل على أوتار الأسئلة الكبرى: من نحن؟ ماذا نريد أن نكون؟ ولمن نعزف؟».
القصيفي
أما نقيب المحررين فقال:
«حرر وحرر يا قلم
وانشر على هذي القمم
كرامتي هويتي،
صحافتي حريتي
كتبتها، سطرتها
حبرا ودم
حرر وحرر يا قلم
___
للحق نعلي بيرقه
وما خشينا المشنقه
صدق... وعزم عانقه
أرزا على صدر العلم
صحافة هي الرياده
حازت أكاليل الشهاده
حرية، فكر، شهاده
توهجت منذ القدم
في البرج كان المبتدا
ألحق حقا يفتدى
مجدا، وعزا، سؤددا
مدويا كان القسم
لبنان يا رمز الشمم
أهلوك يا فخر الأمم
فسيفنا صنو القلم
يزرع مجدا في القمم
حرر وحرر يا قلم».
اضاف: «نغني الليلة للحرية، ونشهد لها، بالحناجر المذهبة والانامل الماسية التي تضيء أمسيات لبنان بأنوار إبداعاتها، المتوهجة باللحن ينساب إلى كياننا انسياب الدم في العروق، والينابيع المنبجسة من أودية الدهشة يحيي ماءها يباس الارض. نغني الليلة الحرية، نناديها، نشدها من شعرها، متوسلين: لا تغادري ربوعنا، إبق هنا، لا تخافي السيف والسياف، السلطة والسلطان، ولك من دم الاحرار القربان الذي يقدم فداء عنك. في البرج كان المبتدا ومنه إلى كل لبنان: صحافيون، مصورون، صبغوا جغرافية الوطن بالأحمر القاني، وتساموا كالارز شموخا. سلسلة موصولة مترابطة الحلقات منذ العام 1916 إلى يومنا هذا. تعددت الميادين والعناوين والموضوع واحد: تعشق الحرية حتى الشهادة».
وختم: «لا فكاك بين الحرية والصحافة، طريقهما واحد إلى الشهادة، ولا معنى للشهادة إذا لم تنبثق من الحرية، ولا مذاق للحرية اذا لم «تتبل» بحبر كرامة الوطن والانسان تخطه يراعة الصحافيين في كل زمان ومكان».
درع تكريمية
وقدم القصيفي درعا تكريمية لرئيسة المعهد الوطني للموسيقى، معتبرا أنها «درع وطني وفني يهدى لبنان الأمل والإبداع الدائم».