اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
في أية لحظة، قد ينفجر الوضع في لبنان… هذه لم تعد مجرّد تقديرات أو تحليلات صحفية، بل هي مضمون الرسائل الدبلوماسية التي وصلت مؤخرا إلى مراجع عليا في بيروت، من عواصم عربية وغربية على حد سواء… وفي هذا السياق، كشف مرجع لبناني كبير لـ«اللواء» ان التحذيرات لم تأتِ هذه المرّة بلغة دبلوماسية مبطّنة بل بصيغة واضحة ومباشرة: «الانفجار وشيك، وعليكم الاستعداد للأسوأ».
ما يثير القلق أن هذه الرسائل لا تشير فقط إلى خطر من توسيع العدو الإسرائيلي لعدوانه على الضاحية والجنوب والبقاع او استمراره بوتيرة أعلى، بل من استهداف العاصمة بيروت بشكل مفاجئ في ضربة قاسية تشبه استهداف العدو للبيجر وأجهزة اللاسلكي.
وكشف المرجع، عن استنفار سياسي واتصالات على أعلى المستويات لتجنيب لبنان أي حرب جديدة عبر العمل على التجاوب قدر الإمكان مع الرد الأميركي على التعديلات التي أجراها لبنان على ورقة المبعوث توم برّاك، ولكنه استدرك بالقول ان كل المعطيات الدبلوماسية تؤكد بانه لا تجاوب أميركي مع المناشدات اللبنانية للضغط على العدو لعدم التصعيد، فالردّ كان سلبيا ومختصرا «take it or leave it»، كاشفا ان زيارة برّاك المنتظرة، ان جرت، هي لهدف وحيد وهو إعلان الدولة اللبنانية «رسميا» تطبيق البنود الواردة في الردّ كما هي بحذافيرها.
وبالتالي، أكد المرجع المؤكد، بان ما يُحكى عن مهل لآخر السنة وغيرها هو مجرد تمرير للوقت، فيما ان القرار قد اتخذ على أعلى المستويات في الإدارة الأميركية للسماح للعدو بإكمال تنفيذ مهمته في القضاء كما يزعم على «حزب الله» والفصائل الفلسطينية في لبنان المؤيدة له.
وفي تطوّر أكثر سوداوية، كشف المرجع عن معلومات خطيرة تفيد بحصول اتفاقيات إسرائيلية مع فصائل إرهابية بهدف التوغّل في المناطق الحدودية الشرقية المحاذية لسوريا، لافتا الى وجود تحركات غير طبيعية لمجموعات مشبوهة على الحدود الشرقية ليست تابعة للشرع بشكل مباشر… ثمة معلومات موثوقة هنا عن تزامن الاجتياح شرقا مع عدوان جوي إسرائيلي شامل، وإنزالات للعدو جوا وبحرا لتقطيع أوصال لبنان وفصل البقاع والجنوب عن بيروت.
وأكد المرجع ان الدولة اللبنانية وضعت خطة طوارئ للتعامل مع أي تصعيد محتمل على الجبهة الشرقية، وان العشائر في القرى الأمامية وضعت نفسها في تصرف الدولة للدفاع عن مناطقها.
ورغم رفض المرجع تأكيد أو نفي المعلومات التي تحدثت عن نشر لواء كامل تابع لأحد الأحزاب في الخطوط الخلفية في القرى البقاعية لمؤازرة الجيش اللبناني، إلّا ان المؤشرات الميدانية تدلّ على وجود استنفار حقيقي من الدولة والعشائر وكل الأحزاب المتواجدة لمواجهة أي هجوم إرهابي محتمل.
وفيما تبدو الحدود الشرقية والجنوبية مشرّعة أمام احتمالات صعبة جدا، تؤكد كل المعلومات ان حزب الله وضع نفسه في أجواء كل هذه الاحتمالات، وجهّز نفسه وكأن الحرب واقعة الآن… وفي المقابل، لا تبدو الحدود الشمالية أفضل حالا وسط وجود معلومات عن حركة تسلح مخيفة في بعض قرى الشمال، وثمة معلومات لم تتأكد بعد عن تسلل خلايا تابعة لتنظيمات إرهابية بأعداد لا يستهان بها الى بعض المناطق الشمالية الحدودية مع سوريا.
وختم المرجع كلامه بالتأكيد على ان لبنان دخل بالفعل مرحلة دقيقة جدا، والمطلوب من القوى السياسية اللبنانية أن تدرك خطورة المرحلة، وتفهم أن ما يُرسم للبلد يتجاوز مسالة ضبط الحدود الشرقية والشمالية وسلاح المقاومة، الى مستقبل الكيان اللبناني ككل، والعبرة يجب أن تبدأ من التقسيم الجاري حاليا في سوريا برعاية «أميركية – إسرائيلية» ، والذي من المستبعد أن يكون لبنان بمناى عنه، «فلنستعد للأسوأ».