اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
يواصل مقاتلو العشائر الهجوم على مدينة السويداء والسيطرة على عدد من القرى والبلدات أبرزها بلدة المزرعة.
وقال مصدر في قوات العشائر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنّ عدد مقاتلي العشائر المشاركة في الهجوم يتجاوز 50 ألف مقاتل وأن عشرات الآلاف وصلوا فجر اليوم الجمعة قادمين من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها. وأكد المصدر أن 41 قبيلة وعشيرة تشارك في المعارك.
فيما أفادت مصادر 'العربية/الحدث' بأنّ قوات العشائر السورية دخلت مدينة السويداء.
وأكدت أنّ مسيرات إسرائيلية استهدفت محيط المحافظة فجر الجمعة.
كما انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر توجه مقاتلين من العشائر للمشاركة في معارك السويداء.
وبحسب مصادر قبلية فإن أكثر من 100 شخص قتلوا يوم الخميس خلال هجوم لفصائل موالية للشيخ حكمت الهجري، في حين هناك عشرات الآلاف هجروا من قراهم كما تم إحراق منازلهم.
جاء هذا بعدما أعلنت القبائل العربية في سوريا الخميس النفير العام، وقالت إن ذلك 'لنجدة عشائر البدو في المحافظة الجنوبية'.
وطالبت العشائر في بيان تلقت (د.ب.أ) نسخة منه الحكومة السورية بعدم التدخل أو عرقلة تحرك المقاتلين الذين قدموا من خارج المنطقة فزعة ونصرة لإخوتهم من عشائر البدو.
كما شددت القبائل على أنها تمارس حقها المشروع في الدفاع عن المظلومين ورد العدوان عن النساء والأطفال والشيوخ، وفق البيان.
موقف الحكومة السورية
جاء هذا بعدما أكدت الرئاسة السورية على أن قرار سحب القوات من السويداء جاء لإتاحة الفرصة أمام جهود التهدئة.
وأضافت في بيان الخميس، أنّ التفاهم كان يضمن التزام القوات الخارجة عن القانون بعدم استخدام العنف.
وشددت على أن ما جرى لاحقاً مثّل خرقًا واضحاً للتفاهمات، في إشارة إلى فرار عائلات من عشائر البدو من ملاحقة مجموعات مسلحة بالسويداء جنوب سوريا خلال الساعات الماضية.
كما أكدت أن القوات الخارجة عن القانون، باشرت بعملية عنف مروّعة، وثّقها العالم أجمع، تضمّنت ارتكاب جرائم مروّعة تتنافى كليّا مع التزامات الوساطة، وتهدّد بشكل مباشر السلم الأهلي وتدفع باتجاه الفوضى والانهيار الأمني.
كذلك أكدت الرئاسة على ضرورة فسح المجال أمام الدولة لبسط سيادتها وتطبيق القانون.
غارات إسرائيلية على سوريا
وشنت إسرائيل، أمس، غارات جوية قوية على دمشق، استهدفت مقر وزارة الدفاع ومناطق قريبة من القصر الرئاسي بالعاصمة السورية غداة تصاعد العنف في محافظة السويداء الجنوبية.
واعتبرت سوريا الغارات الإسرائيلية على البلاد 'خرقاً فاضحاً' لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني، ودعت مجلس الأمن للتدخل العاجل لوضع حد لتلك الانتهاكات.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية حضّت القوات الحكومية السورية على مغادرة منطقة النزاع في جنوب سوريا لخفض التوترات، بعدما شنت إسرائيل سلسلة ضربات على مقر رئاسة الأركان في دمشق ومحيط القصر الرئاسي وأهدافا عسكرية أخرى في جنوب سوريا، محذرة دمشق من مغبة التعرض للدروز.
وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن حكومته وضعت سياسة واضحة لنزع السلاح من جنوب دمشق ومرتفعات الجولان إلى منطقة جبل الدروز، مشيراً إلى أنّ التوصل لوقف النار في سوريا كان 'بالقوة لا بالطلبات'.
كذلك قال 'نحقق السلام عبر القوة في 7 جبهات'، مشيراً إلى أن 'الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف هو من طلب منا مساعدة الدروز في سوريا'.
تنديدات دولية بخرق وقف النار والغارات الإسرائيلية
في السياق ذاته، رحب البيان 'الخليجي – العربي – التركي' بالتزام الرئيس السوري بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم كافة جهود بسط الأمن وسيادة الدولة والقانون في محافظة السويداء وفي جميع الأرض السورية ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية.
كما دان البيان 'الخليجي – العربي – التركي' القصف الإسرائيلي المتكرر على سوريا ورفضها باعتبارها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، واعتداءً سافراً على سيادة سوريا يهددان أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها ومواطنيها، ويقوض جهود إعادة بناء سوريا بما يحقق تطلعات وخيارات شعبها.
وأجرى وزراء خارجية السعودية، والأردن، ودولة الإمارات، والبحرين، وتركيا، والعراق، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، ولبنان، ومصر على مدى اليومين الماضيين محادثات مكثفة حول تطورات الأوضاع في سوريا والجهود المشتركة لدعم الحكومة السورية في جهود إعادة بناء سوريا وضمان أمنها، واستقرارها، ووحدتها، وسيادتها.
من جانبها حثت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، على احترام وقف إطلاق النار في محافظة السويداء بسوريا، والتحقيق في الإجراءات المتخذة ضد الأقليات، ودعت إسرائيل إلى وقف الإجراءات أحادية الجانب.
بدوره أفاد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أنه ينبغي ألا تصبح سوريا ساحة للتوتر الإقليمي، وذلك بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية تقول إنها تهدف إلى حماية الدروز السوريين.
وقال فاديفول في بيان 'في ضوء الغارات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك في دمشق، أدعو جميع الجهات الفاعلة المحلية والدولية إلى الإحجام عن أي شيء يعرض الاستقرار وعملية الانتقال السياسي في سوريا للخطر'.
إلى ذلك، نددت وزارة الخارجية الروسية، بالغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، وقالت إنها تشكل انتهاكاً لسيادة البلاد وللقانون الدولي.
وقالت الوزارة في بيان 'موجة العنف الجديدة في سوريا مثيرة للقلق بشكل بالغ'.
وتابعت 'نحن على قناعة بأن حل هذه المشكلة يكمن في الحوار وتعزيز الوحدة الوطنية'.