اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ١١ أذار ٢٠٢٥
انطلقت في مدينة جدة السعودية اليوم المحادثات الأميركية الأوكرانية في مسعى لترميم العلاقات بين البلدين، ووضع إطار عمل حاسم لاتفاقية سلام وإنهاء الحرب مع روسيا.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بنّاءً بالكامل»، وذلك عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ«اللقاء المتميز»، مشيداً بجهود ولي العهد في تعزيز فرص تحقيق سلام حقيقي.
وشهدت العلاقات بين أوكرانيا والولايات المتحدة توترا كبيرا بعد اجتماع عاصف في البيت الأبيض بين الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب اتفاقية التوقيع على 'صفقة المعادن' ووقف الحرب مع روسيا.
بداية بناءة
وأشاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك الذي يقود وفد بلاده في المباحثات ببداية «بناءة» للقاءات بين الطرفين المخصصة للبحث في تسوية للحرب بين موسكو وكييف.
وقال يرماك في منشور عبر تلغرام مرفق بصور للقاء، إن «الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكل بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستدام» بعد ثلاثة أعوام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الإثنين، عن تفاؤله قبيل المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية.
روبيو يشعر بالتفاؤل
وقال روبيو إنه يشعر بـ'التفاؤل' قبل المحادثات المقررة، يوم الثلاثاء، في مدينة جدة السعودية.
وأضاف في حديثه لصحفيين مرافقين له خلال رحلته إلى جدة: 'أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك.'
وأوضح أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لـ'اتخاذ قرارات صعبة'، تماما، كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب.
كما ألمح روبيو إلى إمكانية استئناف المساعدات الأميركية لأوكرانيا إذا سارت المحادثات بشكل جيد، مشيرا إلى أنهم استأنفوا بالفعل تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية لأغراض دفاعية.
من جانبه، يرى المستشار العسكري السابق في الخارجية الأميركية عباس داهوك، أن هذه الاجتماعات يمكن أن «تلعب دوراً حاسماً في استعادة الثقة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا».
إقرأ أيضا: إجتماع لـ«لجنة الإشراف» في الناقورة اليوم.. واتجاه للإفراج عن 6 أسرى لبنانيين عصراً
وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «المناقشات رفيعة المستوى توفر فرصة لتوضيح الالتباسات، وتوحيد الأولويات الاستراتيجية، وإبراز الأهداف المشتركة في مواجهة العدوان الروسي المستمر»، على حد تعبيره.
وأضاف داهوك بقوله: «مع ذلك، فإن مدى نجاحها سيعتمد على الالتزامات السياسية الملموسة، وما إذا كان الطرفان قادرين على معالجة الإحباطات الناجمة عن تأخير المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية أو التغيرات السياسية في واشنطن».
ولفت داهوك إلى أن «تحقيق اختراق دبلوماسي فعلي يعتمد على مدى استعداد روسيا للتفاوض بشأن استعادة الأراضي المحتلة، وكذلك على الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا فيما يتعلق بعلاقتها الأوسع مع أوروبا وحلف الناتو».
ووصل زيلينسكي إلى جدة مساء الاثنين، والتقى ولي العهد السعودي، استعداداً لمحادثات اليوم (الثلاثاء)، مع مسؤولين أميركيين حول إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية.
وقال زيلينسكي عن لقائه مع الأمير محمد بن سلمان: «ناقشنا جميع المسائل الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون مع الشركاء الآخرين. وأشرت إلى الجهود التي يبذلها (ولي العهد) والتي تسهم في تقريب السلام الحقيقي. توفر المملكة العربية السعودية منصة دبلوماسية ذات أهمية كبيرة، ونحن نقدِّر ذلك».
إقرأ أيضا: بالفيديو: هل رمت قوات الشرع الجثث في الجبال للتخلص منها؟
وأضاف الرئيس الأوكراني: «أجرينا مع (ولي العهد) مناقشة مفصلة حول الخطوات والشروط التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان سلام دائم وموثوق. شددت بشكل خاص على قضية إطلاق سراح الأسرى وإعادة الأطفال، التي يمكن أن تصبح إحدى الخطوات الرئيسية لتعزيز الثقة في الجهود الدبلوماسية».
اقتراح لوقف إطلاق النار
وقال مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس طالبًا عدم نشر اسمه: 'لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسهل تطبيقهما ومراقبتهما ومن الممكن البدء بهما'.
وبينما أوضح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنّ واشنطن تتوقّع إحراز تقدم كبير في محادثات أوكرانيا هذا الأسبوع.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات عميقة بشأن فرص التسوية في أوكرانيا، لكنّه في الوقت نفسه أشار إلى أنّ ما تسمعه موسكو من إدارة ترمب 'مُشجّع'.
وقال لافروف إنّ موسكو وواشنطن لم تباشرا بعد العمل للتغلّب على المشاكل المتراكمة في العلاقات الثنائية بينهما.
كما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنّ الجميع بما فيهم الولايات المتحدة، يريد رؤية إشارات الرغبة في السلام من أوكرانيا.