اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خضم التحولات الإقليمية المتسارعة عقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتكثف التحركات السياسية في لبنان سعياً لتحديد موقعه من خريطة التفاهمات الجديدة في المنطقة.
وفي هذا الإطار، يُرتقب عقد لقاء مهم بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام لبحث تداعيات الاتفاق على الداخل اللبناني، وسط مؤشرات على تنسيق رفيع المستوى بين الرئاسات الثلاث لتوحيد الرؤية تجاه المرحلة المقبلة. ويأتي هذا الحراك السياسي في ظل أجواء من الارتياح الحذر عبّر عنها الرئيس عون، الذي يرى أنّ لبنان لا يمكنه أن يبقى خارج سياق التسويات الإقليمية، ما يستدعي وضع خطة عمل واضحة لمواكبة التطورات، من الملفات الداخلية إلى القضايا السيادية الكبرى.
وفي حين من المتوقع أن يعقد لقاء في الساعات المقبلة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام للبحث في آخر التطورات وكيفية انعكاس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على لبنان، بحسب ما تقول مصادر وزارية لـ'الشرق الأوسط'، يبدي الرئيس عون ارتياحه لمسار الأمور حتى الساعة، و'يبدو مطمئناً لعدم عودة الحرب الإسرائيلية وفق معطيات داخلية وخارجية'، بحسب ما نقل عنه الوزير السابق مروان شربل الذي التقاه الأربعاء.
ويقول شربل لـ'الشرق الأوسط': 'من الواضح أنّ موقف الرئيس عون الذي تحدث فيه عن عدم قدرة لبنان أن يعاكس المسار الذي بدأ في المنطقة بدّل في المزاج اللبناني كما نظرة الخارج إلى لبنان'، مضيفاً: 'مع العلم أنّ الرئيس عون لا يزال ملتزماً بما سبق أن أعلنه في اليوم الأول لانتخابه، وهو على قناعة بأنّ الأمور تسلك طريقها الصحيح وإن أخذت بعض الوقت'.
وفي المعلومات التي حصلت عليها 'نداء الوطن' فإنّ رئيس الحكومة سيزور بعبدا غدًا الجمعة بعدما كان في باريس، وسيتركز اللقاء على التطورات الحاصلة في المنطقة بعد اتفاق غزة وكيف سيتعامل لبنان مع الواقع الجديد. وسيضع عون وسلام رؤية للمرحلة المقبلة إذ لا يمكن للبنان البقاء خارج خريطة المنطقة الجديدة، لذلك سيكون هناك تنسيق مكثف واستثنائي للعمل الوزاري ومتابعة لجلستي 5 و7 آب، فما حصل في غزة سيكون له ارتدادات على لبنان والمنطقة.
ومن المتوقع وضع تصور سيكون بمثابة خطة عمل للمرحلة المقبلة وهذه الخطة تشمل كيفية التعامل مع ملفات الداخل، لكن الأهم العمل على مواكبة الملفات الكبرى كحصر السلاح وما بعد اتفاق غزة.
على هذا الخط، كشفت مصادر سياسية مُطلعة لـ'المركزية' عن حركة اتصالات تجري بين الرئاسات الثلاث، بعبدا والسراي الحكومي وعين التينة، تتركز على إمكان عقد لقاء يجمع الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، يُخصص للبحث في ملف التفاوض الذي أثاره رئيس الجمهورية في كلمته منذ يومين. وقالت المصادر إنّ ملفاً على هذا المستوى من الأهمية لا بدّ أن يكون موضع تشاور بين الرؤساء ليحددوا خريطة طريق موحدة تسير البلاد في هديها، مشيرة إلى أنّ الحركة هذه ستتكثف في الأيام القليلة المقبلة لتواكب التحولات الإقليمية ومسار التسويات الذي انضمت إليه غزة، والذي لا يمكن أن يبقى لبنان خارجه كما قال الرئيس عون.