مصدر لـ «الأنباء»: الثقة الدولية تترسخ أكثر بلبنان وما كان البعض يراه شعاراً بات واقعاً ميدانياً

بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين:

تلقت الحكومة اللبنانية دفعة دعم قوية ومزدوجة لمسار بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتمثلت بالبدء بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية على رغم محاولات التقليل من شأن هذه الخطوة، اضافة إلى معلومات صحافية تحدثت عن طلب الإدارة الأميركية من إسرائيل الانسحاب ولو بشكل جزئي وغير مكتمل من بعض المواقع المحتلة في جنوب لبنان، ما يسهل تنفيذ القرارات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن.

وقال مصدر رسمي لـ«الأنباء»: «الطلب الأميركي الذي نقله موقع «أكسيوس» عن الرئيس دونالد ترامب بشأن الانسحاب، سيحد بالطبع من السلبية الإسرائيلية في التعاطي مع ورقة الموفد توماس باراك، كما سيجعل حكومة بنيامين نتنياهو تتعاطى مع الأمر بجدية بالغة، إضافة إلى انه سيعطي دفعا واضحا للحكومة اللبنانية في مسارها نحو تنفيذ ما هو مطلوب منها لقيام الدولة، انطلاقا من بسط سلطاتها بسحب السلاح من جميع الأطراف على الساحة اللبنانية. وهذا يؤكد ثبات الحكومة في تمسكها بالقرارات التي اتخذتها بعد نقاش وحوار مطول على مدى أشهر مع القوى اللبنانية على اختلافها، لتثبيت وتنفيذ المبادئ التي جاءت في خطاب القسم لرئيس الجمهورية والبيان الوزاري للحكومة على الأرض بخطوات تنفيذية».

وأضاف المصدر: «الثقة الدولية بلبنان تترسخ أكثر يوما بعد يوم، بما يؤمن خط الظهر للحكومة في مسارها نحو استكمال البرنامج الذي وضعته لقيام الدولة خلال السنة وبضعة أشهر من عمرها قبل موعد الانتخابات النيابية، والتي رأى كثيرون فيها انها غير كافية لتحقيق ما ورد في البيان الوزاري. وبالتالي ما كان يراه البعض شعارا بدأ يصبح واقعا ميدانيا».

في جانب آخر، أعادت رئاسة الجمهورية فتح الأبواب مع عين التنية وحارة حريك، بإيفاد مستشار الرئيس العميد المتقاعد أندريه رحال للقاء الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لـ «حزب الله» النائب محمد رعد، بعدما كان «الحزب» أشار إلى «إغلاق الأبواب» مع الرئاسة الأولى. ولا شك في ان الاتصالات ستتكثف، مع دخول العد التنازلي لتقديم الجيش خطته لحصر السلاح وعرضها على مجلس الوزراء في جلسة مقررة 2 سبتمبر المقبل، وإن كانت مصادر عدة سياسية وعسكرية، أجمعت على ان المعالجة الجدية لحصرية السلاح لا تقل عن سنة.

على صعيد تسليم السلاح الفلسطيني في مخيم «برج البراجنة» بالضاحية الجنوبية، فإن الخطوة التي لم يعلن عنها بشكل مسبق لتجنب محاولات للتعطيل، شكلت بداية هامة وخرقا لجدار المخيمات الصعب.

وقال مصدر مطلع: «على رغم كل التشكيك بكمية السلاح التي سلمت والمواقف المتناقضة بشأن الخطوة من قبل بعض الفصائل الفلسطينية، فهي تشكل بداية لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع ان تتم بهذه السلاسة. وبالتالي فإن قضية تسليم السلاح هي مسألة قرار، بعيدا من حجم ومستوى السلاح الذي يتضمن تسليمه، أو توصيف العملية بأنها محدودة والغمز من قناة المخيم الذي جرى البدء منه».

وأضاف المصدر: «تسليم السلاح أيا كان حجمه، يرفع الغطاء عن وجوده في المخيم وأي استخدام له لاحقا، وذلك قبل خطوات ولو ليس في القريب العاجل لتسلم الدولة مهام الأمن والسلطه داخل المخيمات، وصولا إلى المخيمات الأصعب سواء في الجنوب وتحديدا مخيم عين الحلوة على تخوم صيدا لجهة الغازية والمية ومية، كونه أكبر وأخطر التجمعات المسلحة في لبنان».

في قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل، والمدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس، والسفير كنج الحجل قبل مغادرته إلى مقر عمله باليونان، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي.

وفي السرايا الحكومية، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع على رأس وفد من تكتل «الجمهورية القوية». وضم الوفد النواب ستريدا جعجع، غسان حاصباني، فادي كرم، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي، انطوان حبشي، جورج عقيص، رازي الحاج، ايلي خوري، نزيه متى وسعيد اسمر. واتت الزيارة بحسب بيان صادر عن «القوات»، «دعما لرئيس الحكومة على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة».

من جهة أخرى، وفي جانب يتعلق بقانون المطبوعات اللبناني، حذر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي «كل من يريد مقاضاة أي صحافي أو إعلامي لمخالفة نشر من مخالفة القانون خصوصا قانون المطبوعات ولاسيما المادة 28 منه التي تعطي صلاحية مطلقة لمحكمة المطبوعات للنظر في جميع القضايا المتعلقة بالمطبوعات. وقد جاء فيها ما حرفيته: تنظر محكمة الاستئناف بالدرجة الأولى في جميع القضايا المتعلقة بالمطبوعات وتخضع أحكامها للمراجعة أمام محكمة التمييز بصفتها مرجعا استئنافيا، وبالتالي لا تجوز ملاحقة الصحافي في قضية نشر وإخضاعه لقانون العقوبات. فاللجوء إلى قانون العقوبات يهدف إلى إلحاق الاذى العمدي بالأسرة الصحافية والإعلامية، ومحاولة زج أفرادها في السجون أو توقيفهم احتياطيا بغرض إذلالهم وإرعابهم، علما ان قانون المطبوعات ألغى صراحة التوقيف الاحتياطي في جميع قضايا المطبوعات.

من هنا نحذر من اللجوء إلى هذا الأسلوب الخطير الذي سيلقى منا الرد المناسب أيا تكن تكلفته. إن الصحافة ليست ضد القضاء، وهي تحترمه، وترفض كل المحاولات التي تضعه وتضعها في مواجهة بعضهما البعض. وفي الوقت عينه نهيب بالزميلات والزملاء التكاتف والتضامن معا أيا تكن انتماءاتهم. وليعلموا أن اي إجراء يطاول أحدهم سيطاول آلاخرين في مرحلة لاحقة. كذلك ندعو هؤلاء إلى تقدير الوضع البالغ الدقة والحساسية الذي يمر فيه لبنان، وأن يتحلوا بقدر عال من المسؤولية والوعي وهم يؤدون مهماتهم، لأنهم قبل اي شيء مواطنون أوفياء لوطنهم ولا يريدون له إلا الخير والاستقرار..».

في يوميات الجنوب، قتل مواطن جراء غارة إسرائيلية استهدفت محيط منزل في حي أبو لبن ببلدة عيتا الشعب قضاء بنت جبيل.

وفي البقاع، تمكنت قوة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من تحرير مواطن سوري كان خطف إلى منطقة جرود نحلة في بعلبك. واشتبكت القوة المدعومة بوحدة من الجيش، مع المطلوبين، ما أدى إلى مقتل رئيس العصابة واصابة أحد أفرادها. وضبطت أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية.

في حال الطقس، توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يكون الطقس السبت قليل الغيوم إلى غائم جزئيا، مع ضباب على المرتفعات وانخفاض طفيف بدرجات الحرارة في الداخل، لكنها تبقى أعلى من معدلاتها الموسمية، بينما ترتفع فوق الجبال وفي المناطق الساحلية يرافقها رطوبة مرتفعة.