اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
في القاعدة المحروسة بالبنادق والورود على مرمى حجرٍ من الحدود مع إسرائيل، تَراصَفَ أمس، رجالُ «القبعات الزرق» في احتفالٍ بـ «اليوم العالمي لحَفَظَة السلام» التابعين للأمم المتحدة تَقَدَّمه رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو، الذي قال كلاماً تفوح منه رائحة الخطر.
لم يتردّد الجنرال الذي عاشَ حربَ لبنان الثالثة وأهوالَها مع القوةِ التي جاءت في «مهمة موقتة» قبل أقل من نصف قرن بقليل، في رسْمِ لوحةٍ قاتمة، لِما هو عليه الحال على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، فـ «الوضع على الخط الأزرق مازال متوتراً وغير متوقٍّع مع انتهاكاتٍ متكررة»، و«الخوف من مخاطر أي خطأ قد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه».
وفي «وصفةٍ» لحلّ مستدام وطويل الأمد، حضّ على ضرورة «وجود عملية سياسية»، مشيراً إلى «أن الطريق إلى السلام في جنوب لبنان هو طريق سياسي»، ومنوّهاً بدور الجيش اللبناني الذي يجب الحفاظ على وجوده بصفته الضامن الوحيد لسلطة الدولة وأمنها.
ولم تمرّ المناسبة من دون وضع إكليل زهرٍ على ضريح رمزي عربوناً لتضحيات جنودٍ جاؤوا من «بلاد الله الواسعة» وما زالوا يتعرضون لاعتداءاتٍ ومضايقاتٍ خلال تأدية مهامهم، على غرار ما حصل 3 مرات منذ مطلع هذا الأسبوع عندما تصدّى مناصرو «حزب الله» لدوريات اليونيفيل لمنعهم، من القيام بواجبهم.
وسيكون لبنان أمام اختبارٍ صعب مع استحقاقِ تجديد ولاية «اليونيفيل» لسنة إضافية في أغسطس المقبل، إذ تجد بيروت نفسها بين ناريْن، الضغوطُ التي يمارسها «حزب الله»، عبر ما يُعرف بـ «الأهالي» على القوة الدولية للحدِّ من فاعلية دورها ومحاصرتها، والضغوطُ الأميركية - الإسرائيلية لتعديل مهامها على النحو الذي يجعلها أكثر حضوراً، وذلك تحت طائلة وقف تمويلها أو خفضه، الأمر الذي يهدد تالياً بخفْض عديدها.
سلام والسلاح
في سياق متصل، ورغم أن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أبلغ صحيفة «وول ستريت جورنال» أن حكومته «حقّقتْ ما يقارب 80 في المئة من أهدافها في نزْع السلاح (حزب الله) في الجنوب»، فإن الصحيفة عيْنها نقلت عن مصادر إسرائيلية «أن حزب الله مازال يملك ترسالة ضخمة تشمل صواريخ دقيقة التوجيه».
وتابع سلام أن «الحكومة لا تريد وضع البلاد على مسار الحرب الأهلية، لكننا ملتزمون بتوسيع سلطة الدولة وتعزيزها».
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، انهم «فوجئوا من تقدم الجيش اللبناني في ملف نزع سلاح حزب الله».
واعتبرت أن «السؤال يبقى الآن هو ما إذا كانت الدولة قادرة على إكمال المهمة في الجنوب وتوسيع جهودها لتشمل بقية أنحاء لبنان».
ومن المرجح في هذا السياق تَعاظُم الضغوط على لبنان في الأسابيع المقبلة، لحض بيروت على وضع وعودها بحصر السلاح بيد الدولة موضع التنفيذ. إذ رغم الإشادة الدولية بما حقّقه الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، فإن المجتمعيْن العربي والدولي يريدان رؤيةَ الشرعية اللبنانية تبسط سلطتَها على كامل أراضيها بقواها الذاتية.
وليس جديداً القول إن الولايات المتحدة تشترط، للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها لتلالٍ في جنوب لبنان ودعْم جهود إعادة الأعمار، نَزْعَ سلاح حزب الله وانهاء ازدواجية السلاح.
أورتاغوس
وتحدثت مصادر لـ «العربية - الحدث»، عن أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عائدة إلى بيروت بـ «لهجةٍ أكثر حدة» حيال ملف الحزب، مشيرة إلى أن الانزعاج الأميركي كان السبب وراء تأجيل زيارتها التي كانت مقرَّرة لبيروت في وقت سابق.
ولفتت المصادر إلى أن واشنطن لوّحت بوضع جدولٍ زمني أمام بيروت لتطبيق اتفاق وقف النار ونزْع سلاح الحزب، مشيرة إلى أن الجانب الأميركي طالب لبنان بإجراءاتٍ عملية في ملف سلاح الحزب.
عاصفة «حزب الله»
ولم تهدأ في بيروت عاصفة «حزب الله» التي انفجرتْ في وجه سلام بعدما أطلق مواقف حازمة حيال بسط سلطة الدولة تماشياً مع اتفاق الطائف والبيان الوزاري وتفاهماتِ وقف الأعمال العدائية وصولاً إلى حديثه عن «أننا لن نسكت على أي سلاح خارج الشرعية».
ولم توافر حملة «حزب الله» وزير الخارجية يوسف رجي على خلفية وصْفه الحزب بـ «التنظيم المسلّح الخارج عن القانون» وقوله إن الشعب اللبناني لم يعد يريد «المعادلة الخشبية، والدولة لا تفاوض على سيادتها» (جيش وشعب ومقاومة) متوجّهاً إلى الحزب «سلِّم سلاحك وشكّل مع مناصريك حزباً سياسياً عادياً مع العقيدة التي تريدون».
وفيما اعتبر نائب الحزب إبراهيم الموسوي كلام رجي «في غاية في العيب والخزي»، متوجهاً إليه «إذا كنت تتحدث عن أن الدولة لا تفاوض على سيادتها، عظيم، فالدولة صاحبة الكرامة لا تفاوض على سيادتها مع العدو، وليس مع شعبها، لأن الشعب هو مصدر السيادة»، أشار رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع، إلى أنّ «البعض دأب على التّطاول على وزير الخارجيّة في كل مرّة يدلي بتصريح يعبّر فيه بشكل واضح وصريح عن موقف الحكومة من السلاح غير الشرعي».
وأكد أن موقف رجي «ليس شخصياً ولا حزبياً إنما هو في انسجام تام مع خطاب القسم لرئيس الجمهورية والمواقف المستمرة للرئيس التي أطلقها في مختلف المناسبات كما مع البيان الوزاري للحكومة وتصريحات رئيسها المتكررة بضرورة بسط سيادة الدولة على جميع أراضيها».
النظر إلى الأمام
في موازاة ذلك، كان رئيس الجمهورية يشدد على «أن ليس هدفه أن ينظر الى الوراء بل الى الامام بغية استكمال الخطوات الاساسية على طريق إعادة بناء الدولة»، لافتاً إلى ضرورة «أن يتحلى الجميع بالمسؤولية في نقل الصورة الحقيقية لما يتم إنجازه».
وقال عون أمام وفد الجمعية المصرية - اللبنانية لرجال الأعمال «لم ننجز كثيراً قياساً لما هو مطلوب، إلا ان ما تحقق حتى الساعة أساسي لوضع الأمور على المسار الصحيح».
واشار إلى «أن غير المستفيدين من قيام الدولة سيواصلون العرقلة ومحاولة إبقاء الوضع على ما كان ليحافظوا على استفادتهم من الفساد، لكنهم لن يؤثروا علينا ولن نسمح لهم بوقف القطار الذي انطلق».
وشدد على «أن مصر لطالما وقفت الى جانب لبنان في عز أزماته السياسية والاقتصادية من دون ان تتعاطى في الشأن اللبناني الداخلي الا من باب المساعدة وليس من باب التآمر عليه».
Dont forget to Follow us on kataeb.org Instagram